حجم النص
عند الساعة السابعة وخمسة وأربعين دقيقة صباحآ اطلقت الرصاصات من مسدس بمكتب مدير الخدمة السرية الخارجية المتخصص بشؤون أوربا في مخابرات صدام لتعلن وفاته على مكتبه الأنيق وملابسه الجميلة من البدلة و ربطة العنق الأنيقة و أنه شخصية مهمة كان على موعد مع زملاء العمل بوزارة الخارجية العراقية لحضور أجتماع عمل أعتيادي و حيث تعتبر الخدمة المخابراتية هي الظل التام لعمل الدبلوماسية لدرجة هي تشكيلات ادارية تحمل نفس التسميات و الدائرة السياسية الأولى في وزارة الخارجية يقابلها الدائرة السياسية الدولية الأولى واهتمام عملها حسب الأسبقية ايام صدام كان عملها على دول أيران وتركيا وأسرائيل باعتبارها الأهتمام والخطر الأول عليه وهكذا الى أن تصل الى الدائرة السياسية الدولية الرابعة حيث أوربا بأعتبارها لاتشكل الخطر الأول .
والحقيقة كما سنرى انها كانت الخطر الأول السري حيث تبين ان ألمانيا كانت الصديقة الثانية لنظام صدام كشف اليوم عن دورها للعمل بالعراق بالنيابة عن امريكا والمخابرات الأسرائيلية بسبب قطع العلاقات العلنية التمثيل الدبلوماسي المتبادل لدرجة استطاعت تجنيد رئيس مخابرات صدام ( فاضل براك حسين)والذي أعدم بقرار من صدام نهاية الثمانينات بعد هذه الحادثة بسنوات قليلة وربما كانت السبب بذلك .. ولأنها حصلت بفترة رئاسته لجهاز المخابرات انذاك .
ولكون الشخصية المنتحرة أو من تم اغتياله كبيرة بالعراق ومن عائلة من أقارب صدام عائليآ ومن محافظة صلاح الدين مسقط رأس صدام واهله تم التكتم عليها تمامآ واعتبر الرجل قد غدر داخل كتبه واثناء عمله وربما كان القتله من الأقارب العاملين بالأمن الخاص لمتابعة أمن العاملين بالدبلوماسية وتابع للرئاسة حصرآ .. وحسب رواية الدبلوماسي العراقي التي كما ذكرناها بكتاب صدر لنا عام 2010م عن دار سفن آب في بغداد بعنوان مذكرات دبلوماسي عراقي .. يقول كان هناك شخص دبلوماسي عمله في سفارة العراق في تركيا مسؤول عن البريد السياسي السري فيها يرفض العودة لمقر الوزارة وكلما يصدر الأمر الوزاري بنقله الى بغداد يبلغ السفير بأنه مستقيل .
والعجيب بالأمر موظف صغير يتمرد على الوزارة ... وهذه الظاهرة كانت مؤشرة عن العاملين بالبعثات الدبلوماسية العراقية بكل دول العالم لأنهم يرفضون العودة للعراق وكانت الحرب بين العراق وأيران والظروف الصعبة ويفضل أكثرهم طلب اللجؤ بتلك الدول على العودة للعراق ... ومنهم من قبل ذلك لكون السن القانوني أو سنوات العمر له لا تشمله بأداء الخدمة العسكرية وبذلك ينجو من الحرب وعاد موظف دبلوماسي مخضرم شهد عدة عصور سياسية بالعراق وكان يسكن بغداد - الكرادة الشرقية - منطقة المسبح أو تسمى العرصات الهندية و هذا على علاقة مع السفارة الألمانية ودبلوماسيها في الثمانينات علاقته بنقس الوقت مع ( البراك) رئيس مخابرات صدام كانت عائلية وصداقة شخصية ربما كانت السبب بكشف كل هذه الشبكة التجسسية .
والبراك هذه جمع لليهود الأسرائيليين اثار اليهود الموجودة بالعراق والمتاحف ومنها نسخه من التورات كتبت بخط يد النبي حسقيال أثناء السبي البابلي واليوم هي معروضة بالكنيست الأسرائيلي وبحجة أصدار كتاب عنوانه المدارس اليهودية بالعراق وفعلا صدر عنه وكان يكلف بالعمل التجسسي على الدبلوماسيين العراقيين لصالح نظام صدام وحتى على العاملين بالتعليم العالي بجامعات العراق التي تدرس اللغات الأجنبية بكلية الآداب .. حيث كان زائر دائم لهم بحجة تعلم اللغات الأجنبية ورعاية الراغبين فيها وربما قبل طالب دراسة مسائية فيها .. أستطيع أماطة اللثام عن أسمه ولكن الظروف لاتسمح والرجل في بغداد لازال يعمل بوزارة الخارجية العراقية ودبلوماسي معروف تاريخه ربما نظلمه بذلك لأننا نستند لرواية دبلوماسي هو مسؤول عما ذكرنا وناقل الكفر ليس بكافر الصحافة مرآة تعكس الحدث .
وأسرار مثل هذه بوسائل الاعلام ربما خطيرة .. نتركها لمن يتابع .. ومن أشهر المحاكمات والقضايا العراقية التجسسية لم تعلن حتى حالات اعدام لموظفين دبلوماسيين أو من الظل من مخابرات صدام تكتموا عليها واليوم الحكومة الحالية راجع مؤسساتها اهل الضحايا للحصول على الراتب التقاعدي لهم كموظفين لهم عائلة واولاد وزوجات تم رفض طلباتهم باعتبار ذلك كان أمر داخلي في نظام صدام وليسوا معارضين او سياسيين ضد نظام صدام حتى لو عارضوه وعملوا بالتجسس لدول خارجية لقلب نظامه ولدينا شواهد بالأسماء ولم يثبت انتماءهم للحرككات السياسية التي كانت معارضة وعادت للعراق للظهور اليوم حيث يستوجب شهادة زميلين سياسيين لصاحب الطلب وكتاب تاييد خطي من الجهة التي يعمل لها وتكون مقبولة مشاركة اليوم بالحكم ...
وقال لي الدبلوماسي العراقي _ اني أجرب الناس ومن يعلم دائرتي بمعلومات سرية وادقق هذه الأمور وفق السياق الأعتيادي الأكاديمي بالنماذج المعروفة بالخطوات المتتالية ثم بعد النتائج اقرر وبعد ذلك اعمل على تنفيذها وأعلامك بها لتنشرها وهذه التي سردناها أعلاه حقائق مؤكدة على لسان شهود عيان شاهدوها وكانوا حاضرين فيها بالدبلوماسية العراقية .. ولعدم توفر الزمن لكتابتها رويت لنا .. ونحن ننشرها بالكتاب وأليكم هذه الصفحة منه .
وأمس كنت ضيف بأذاعة البي بي سي العربية ببرنامج اكسترا وسألتني مقدمة البرنامج هل من حق الشعوب محاسبة الخونة والجواسيس أو من عمل ضد بلده لصالح دول أخرى خارجية ؟ ... الواقع هناك من عمل مع دول لتغيير نظام صدام لأنه دمر العراق وأدخل الناس بنفق مظلم مجهول المصير والدبلوماسية العراقية بالخارج هي ممثل للشعب ومصالحه وليس لشخصية صدام وعليه تعاونهم لأسقاط نظامه كان لديهم مبررات له وثم الرأي العام أو الشعب بالعراق لا تأثير له كما بالعالم لأننا ننتخب ممثل بالبرلمان ولا يحق لنا الأعتراض على شيء لمدة أربع سنوات لا نستطيع تغيير حتى من منحناه صوتنا الأنتخابي .
ولكن نحن العرب لدينا موقف أخلاقي عدم الخيانة وأنما المعارضة العلنية وأضعف الأيمان أن نترك العمل مع نظام ظالم.. والبعض الآخر يقول كلا لانترك له حكم بلدنا بل نواجه سلطته بكل الوسائل ومنها هذه التي حصلت بالعراق أيام صدام ولكن على الدبلوماسية العراقية اليوم أخذ الدرس من الماضي وبداية صفحة جديدة وعلى السياسيين العراقيين أن لا يعيدون تجربة الدكتاتورية الصدامية لأنه هذه نتائج لها وهناك اسرار اكبر لا يمكن نشرها لأنها تتعلق بشخصيات عراقية من عوائل عريقة ومعروفة لها تاريخ سياسي طويل بالعراق .. وحتى طرق صدام بأختيار الدبلوماسيين من مذهب ديني ولاءه له شخصيى وربما من عوائل أقارب له ومن محافظة أهله وما جاورها لكن فشلت لدرجة أقارب له لجؤ لول خارجية مستغلين عملهم الدبلوماسي وتركوه وحتى في الداخل أرسل رسالة من أول يوم بدأ الغزو الأمريكي العسكري وحلفاءه للعراق عم 2003م يتوسل بعوائل المسؤولين الكبار والوزراء يطلب منهم البقاء بالعراق وعد الهرب الى الأردن برآ .. حيث باشروا بشراء سيارات نقل المسافرين لوفرة أموالهم والذهاب بها برآ بسرعة .
وعندما أدرك الياس منهم وتركوه المقاتلين أرسلت له ابنة أخوه غير الشقيق رسالة وهي أبنة برزان التكريتي تقول _ لاتهتم نحن النساء بالعشيرة سنقاتل معك !.. هي محاولة لرفع الغيرة والهمة وعزيمة أقاربه لكنهم خذلوه وتركوه !وحتى طبقة الضباط التي منحت الأمتيازات المالية الكبيرة لسنوات طويلة هربوا بملابس مدنية للريف العراقي للتخفي و لم يكن هناك أستعدداد للتضحية من أجل صدام .
ياس خضير العلي
أقرأ ايضاً
- فاطمة عند الامام الحسين :حاصرتها الامراض والصواريخ والقنابل.. العتبة الحسينية تتبنى علاج الطفلة اللبنانية العليلة "فاطمة "
- في حي البلديات ببغداد: تجاوزات ومعاناة من الكهرباء والمجاري ومعامل تلحق الضرر بصحة الناس (صور)
- رئاسة المشهداني.. هل تمهد لعودة الزعامات الكلاسيكية؟