باتت الأوضاع المعيشية المتردية وضعف الخدمات والفقر والمهجرين موضوعات تلامس واقع المجتمع في العراق وتنعكس سلبا على راحة المواطن العراقي الذي لم يفارق حياة الجشومة والمعاناة طيلة الحقب الماضية لتصبح حياة الرفاه والنعيم حلما مغيبا واملا مفقودا يصاحبه ارتفاع متزايد في معدلات الفقر والبطالة والحرمان بحيث أصبح أطفال العراق يستقبلون العيد بدون أي طعم للفرح لان البهجة باتت غالية الثمن.
ومع حلول عيد الأضحى المبارك تلجأ العوائل العراقية للأسواق للتبضع وخصوصا أسواق الملابس لتزين أطفالها بالملابس الجديدة من زيارة الأهل والأحبة والذهاب بعد ذلك الى مدن الألعاب الا ان معظم أطفال العراق حرموا من تلك البهجة فبالرغم من توفر بضائع واحتياجات العيد في الأسواق إلا أن الأموال ليست بمتناول جميع الأسر العراقية وأسرة أم محمد احدى هذه الأسر غير القادرة على التبضع للعيد بسبب ضيق الدخل والأسعار المرتفعة كونها فقدت معيلها في احدى الانفجارات ليخلف وراءه عائلة من خمس افراد بدون معيل ينتظرون عطف المؤسسات الخيرية واصحاب النفوس الطيبة علهم يستذكرونهم في هذا العيد، وتقول ام محمد انني ابكي الليل والنهار حينما يسألوني اطفالي عن سبب تبضع جيراننا لاطفالهم وحرمانهم من ملابس العيد فاضطررت للذهاب الى اسواق البضائع المستعملة (البالات) لاشتري لأطفالي بعض الالبسة كمحاولة لتلبية شيء بسيط من احتياجاتهم، في حين قال ابو حسين الذي هو اب لعائلة من ثمان بنات وقد ناهز عمره الخمسون عاما وقد اعياه المرض واقعده عن العمل ليصبح رهين الدار ينتظر من يساعده، متسائلا هل هذه خاتمة حياة من خدم وطنه طيلة حياته وهل ياترى ان العيش الكريم اصبح من حق الذين تلذذوا في حياة الخارج ليتنعموا بخيراتنا ويحرموننا منها، مبينا انه قد اجبر زوجته على الذهاب الى أسواق البضائع المستعملة للتبضع لتقوم بعد ذلك بغسل الملابس وكيها وإعطاءها لأطفاله، منتقدا بعض المسؤولين في الحكومة العراقية الذين يتلذذون بأموال العراق وتناسوا الشعب العراقي المسكين رهين الفقر والحرمان والجوع والمرض.
اما المواطن حيدر الذي يعمل بائعا للسلع المستعملة أشار قائلا ان اسواق البضائع المستعملة والمسماة بأسواق (البالات) لاقت رواجا كبيرا من قبل الناس في حلول عيد الاضحى المبارك واغلبهم ممن يعيش تحت خط الفقر، مبينا ان بعض الاطفال يمنعون عوائلهم عن شراء تلك البضائع ويمتنعون عن ارتداءها كونهم يعلمون ان تلك الملابس مستعملة لكن ابائهم وامهاتهم يجبرونهم على لبسها فترى بعضهم يشير باصبعه الى بعض المحلات التجارية المجاورة التي تعرض ملابس جميلة ويحاولون سحب ذويهم على التبضع من تلك المحلات والامتناع عن التبضع من الالبسة التي نبيعها.
يذكر ان خطيب جمعة كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي ومن خلال خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 6 ذي الحجة 1429هـ الموافق 5/12/2008 ) طالب المسؤولين في الحكومة العراقية مراعاة شريحة الفقراء قائلا \"أن هناك بعض الإحصائيات التي أفادت أن هناك مليون مواطن عراقي يعيشون تحت خط الفقر لذلك الذي نرجوه من الإخوة المسؤولين في الحكومة العراقية اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتخفيف المعاناة عنهم من خلال تحسين مفردات البطاقة التموينية واتخاذ الإجراءات التي تعجل بتوفير الحصة المطلوبة لهذه الطبقة، إضافة إلى تخصيص رواتب لهذه العوائل، مشيرا إلى وجود الكثير من المواطنين ممن يحتالون على ضوابط الحماية الاجتماعية فيأخذون هذا الراتب من دون حق، وهو سحت حرام سيحاسبون عليه يوم القيامة، مطالبا ً الأخوة المسؤولين بالتدقيق في المعاملات ليتسنى لهذه العوائل اخذ الراتب بدلا من أولئك، وكذلك الاهتمام بعوائل الأيتام والفقراء والأرامل والمطلقات .
وأشار الشيخ الكربلائي إلى ما ذكره بعض المسؤولين الماليين أن العراق قد يمر في أزمة لعام 2010 بسبب الأزمة المالية العالمية وانخفاض أسعار النفط قائلا: نحن مع قطع النظر عن تغير أسعار النفط ، لا بد من وضع الخطوات التي يحسب من خلالها أسوأ الاحتمالات، ومنها:
1- الابتعاد عن موارد الصرف غير الضرورية فهناك موارد صرف غير ضرورية بالمليارات و يجب أن يجعل الصرف في الموارد الضرورية فقط.
2- إن المشاريع لها سلم من الأولويات ولا شك أن مشاريع الخدمات كالكهرباء والصحة والماء تتقدم على غيرها وان يتقدم الصرف عليها فان كان هناك فائض يصرف لبقية المشاريع الأهم ثم المهم وفي حال تحسن الوضع والأسعار يتم حينها الصرف على جميع المشاريع لكن بالوقت الحاضر جانب الخدمات هو المطلب المهم للشعب العراقي.
تقرير ولاء الصفار
أقرأ ايضاً
- العتبة الحسينية اقامت له مجلس عزاء :ام لبنانية تلقت نبأ استشهاد ولدها بعد وصولها الى كربلاء المقدسة
- في حي البلديات ببغداد: تجاوزات ومعاناة من الكهرباء والمجاري ومعامل تلحق الضرر بصحة الناس (صور)
- مع اقتراب موعده.. هل تعرقل المادة 140إجراء التعداد السكاني؟