- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
محنة الشيعة في حمص والدعم الخليجي التركي للحرب الطائفية
حجم النص
محمد حميد الصواف
تثير موجة العنف والإرهاب التي تتعرض لها شرائح واسعة من أطياف الشعب السوري خصوصا الشيعة الكثير من التساؤلات حول حقيقة ما يجري لتلك الدولة من عمليات تدمير في سياق الحرب التي تواجهها على أكثر من صعيد، سياسيا واقتصاديا واعلاميا.
وعلى الرغم من انكشاف العديد من خيوط اللعبة الخليجية التركية المشتركة الهادفة الى إسقاط حكومة الأسد بسبب نسبه العلوي، عن طريق الجماعات السلفية وتنظيمات القاعدة، تساندها فلول المرتزقة، الا ان هناك من لا يزال مصرا على عذرية الاحتجاجات التي تحدث في بعض القصبات والقرى السورية الصغيرة.
حيث تشير معظم الأحداث الى محاولة إشعال حرب طائفية في تلك الدولة أسوة بما حدث في العراق سابقا، وبتمويل ودعم من بعض الأنظمة العربية الخليجية، مستهدفين بشكل مركز على يد الجماعات الإرهابية في سوريا التجمعات الشيعية المسالمة، بعد ان تعدت عمليات الإرهاب من استهداف الأفراد من الشيعة الى مهاجمة مدنهم وقراهم بشكل جماعي.
وسبق ان كشفت العديد من الأدلة عن قيام السعودية وقطر وفلول القاعدة القادمة من ليبيا عبر تركيا بتنظيم هجمات متعاقبة على بعض المدن السورية، وبتوجيه من قبل بعض الضباط الأتراك والفرنسيين المتواجدين على الحدود المشتركة بين سوريا وتركيا.
مدينة حمص
فقد تدهورت أوضاع الساحة السوریّة في الفترة الأخیرة لاسیّما في مدینة حمص الّتي تتمیّز بوجود شیعي ملحوظ أکثر من باقي المدن السوریّة الأخری، ففیها مایقارب 54 قریة، ومعدّل نفوس الشیعة في کلّ المحافظة یفوق 80000.
فقد عمدت الفئات المخالفة الموجودة في أحیاء مدینة حمص والمتشکّلة من القبائل والعشائر والفلاّحین و... إلی استهداف الوجود الشیعي المتواجد داخل الأحیاء التابعة للمدینة.
فمن جملة ما فعلوه في الشهرین الماضیین (ذي الحجّة ومحرّم):
- إخلاء حيّ البیاضة ووادي ایران وجورة العرایس وغیرها من الأحیاء من الوجود الشیعي بالکامل، والقیام بالقتل والخطف المکثّف.
- الهجوم علی بعض القُری الشیعیّة الصغیرة، وقتل بعض أفرادها وتعذیبهم لإجبار أهلها علی الهجرة.
- لإغارة علی المنازل الشیعیّة، ونَهب ما فیها، ثمّ إحراقها وتخریبها.
- القتل الوحشي للمخطوفین ومن یجدونه أمامهم من الشیعة، والتمثیل البشع بأجسادهم.
- عملیّات اختطاف النساء واغتصابهن، ثمّ قتلهنّ والتمثیل بجثثهنّ في مناطق مختلفة من مدینة حمص، بالأخصّ في قریتی دیر بعلبة، والقصیر.
- في تاریخ 10/12/2011م هجوم ما یقارب 400 مسلّح علی قریة المکرمیّة الشیعیّة، وإجبار أکثر من 12عائلة علی هجر بیوتهم.
- الهجوم المتکرّر بصواریخ الآر بي جي والهاون وغیرها من الأسلحة المدمّرة علی حي العبّاسیّة وغیرها من الأحیاء.
- بلغ عدد العوائل المهجّرة أکثر من 1200 عائلة.
- إغتیال المستبصر الدکتور عماد سرور من قبل السلفیین، وکذلک أخیه صاحب کتاب نجاة أبو طالب وغیره من المؤلّفات.
- قام وهّابي بقتل خمسة من طلّاب جامعة دمشق الشيعة بواسطة مسدّس کان یحمله.
إنّ الوضع الأمني في محافظة حمص خطیر جدّاً، فالإحصائیّات الجدیدة تؤکّد وجود أکثر من 50000 مسلّح فيها.. وما من یوم یمرّ علی الشیعة في حمص إلاّ وهناک مقتول أو مخطوف أو مفقود أو مهجّر.
أقرأ ايضاً
- فازت إسرائيل بقتل حسن نصر الله وأنتصرت الطائفية عند العرب
- محنة حزب البارزاني
- محنة العراقي في مئوية البرلمان