- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
المباني الحكومية... وأزمة المحلات التجارية.
كربلاء ورغم الزخم السياحي الذي تمتاز به إلا أنك قد تفاجئ بنسبة البطالة الكبيرة، وهذه البطالة ربما هي شاغل الجهات المعنية بملف البطالة وتشغيل الأيدي العاملة، وعندما نقول: – ربما – هي شاغل الجهات المعنية، فذلك لأننا نلاحظ عدم جدية الجهات المعنية بتقديم الحلول الجذرية والواقعية لمشكلة البطالة.
أثناء حديثي مع الكثير من الشباب العاطلين عن العمل، وبافتراض إنني اقنعته بضرورة المبادرة والتفكير بمشروع تجاري، وعدم جدوى انتظار التعيين الحكومي، نتوقف عند مشكلتين الأولى: صعوبة الحصول على (محل أو دكان تجاري وفي منطقة تجارية)، وثانياً: على فرض الحصول عليه يكون إيجاره مرتفع.
وهاتين المشكلتين ناجمتين عن صغر مدينة كربلاء أولاً، وصغر منطقة المركز ثانياً، وجاءت مزاحمة الدوائر الحكومية لما يفترض أن تكون محلات أو شوارع تجارية ثالثاً، ولتزيد الطين بلة.
شارع قبلة الإمام العباس عليه السلام – من التقاطع إلى أبنية الإدارة المحلية - هو نموذج لما نتكلم عنه، فهو شارع بتقديري يحوي على ما يقارب 1000 محل تجاري، ومع هذا فهو قليل الحركة نهاراً، تمرح به الأشباح ليلاً، علماً انه ذات الوقت تزدهر الحركة في منطقة بين الحرمين والمناطق القريبة منها.
وبالرغم من امتلاك هذا الشارع لمقومات الشارع التجاري الناجح وقدرته على حل أزمة قلة المحلات التجارية وتزاحمها في منطقة بين الحرمين، وقدرته على تخفيف حدة الإيجارات المرتفعة، إلا أنه يعاني مما يعانيه بسبب:
1- وجود (أبنية الإدارة المحلية أو أبنية المحافظة) الواقعة على امتداد هذا الشارع في نهايته.
2- الإجراءات الأمنية ذات الطابع العسكري، الثكني، والتي لا تتناسب مع واقع المدينة السياحي والجمالي.
هذان السببان ساعدا في موت ليس فقط هذا الشارع بل شوارع أخرى مثل شارع قبلة الإمام الحسين عليه السلام وغيره.
ومن الجدير بالملاحظة إن هذه المشكلة قابلة للتفاقم خصوصاً بعد الشروع بعملية التوسعة المرتقبة لمنطقة ما بين الحرمين الشريفين، لترتفع حدة المنافسة بين محلات تجارية لا تنفع إلا في هذه المنطقة، وبين دوائر حكومية قادرة على الانتقال إلى أماكن أبعد عن مركز المدينة..
لهذا أتمنى صادقاً من الجهات التنفيذية في المحافظة، ومجلس المحافظة الموقر، ورئيسه المحترم، الالتفات إلى هذه القضية وكل تفاصيلها التي لم يسعنا ذكرها في هذا المقال، ووضعها في سلم أولويات المشاريع في المحافظة، ألا وهي نقل أبنية الادارة المحلية والمباني الحكومية الاخرى الواقعة في مركز المدينة إلى مناطق خارج المدينة؛ لفتح هذه الخنقة التي تعانيها مدينة كربلاء المقدسة.