جمال الغيطاني
اعلن السفير السعودي أحمد القطان في حوار نشر له الاسبوع الماضي في الأخبار أن عمرو موسي المرشح المحتمل للرئاسة تقاضي خمسة ملايين دولار مكافأة نهاية خدمة من الجامعة العربية، وبدا هذا غريبا، اولا لان السفير السعودي هو الذي اعلن عن ذلك، لم يصدر الخبر عن الجامعة العربية ولا عن امينها العام الدكتور نبيل العربي. وغريب لاننا لم نسمع من قبل أن امينا للجامعة العربية تقاضي خمسة ملايين دولار مكافأة نهاية خدمة، هل تقاضي الدكتور عصمت عبدالمجيد، والشاذلي القليبي ومحمود رياض وغيرهم بدءا من عبدالرحمن عزام ما يوازي هذا المبلغ بأسعار الوقت لكل منهم بمعني آخر، هل هو مبدأ معمول به في الجامعة، ام انه وضع يخص عمرو موسي؟ الأمر يحتاج إلي بيان من الجامعة العربية التي تعاني ميزانيتها خللا وضعفا، لابد من الشفافية خاصة ان الافصاح عن المكافأة جاء من السفير السعودي وليس من مصدر داخل الجامعة، بمعني آخر هل قامت السعودية بتغطية قيمة المكافأة؟ هنا يجب التوقف والتساؤل، عما اذا كان ذلك دعما غير مباشر لأحد المرشحين لمنصب الرئاسة؟
المكافأة ضخمة ولم نسمع بها في تاريخ الجامعة ولا في تاريخ أي منصب دبلوماسي بما فيها جميع المنظمات الدولية المشابهة، لقد مر تصريح السفير السعودي في صمت وبدون أي رد فعل فيما عدا تعليقات القراء علي مواقع الانترنت.
هذه الواقعة وما قد تسفر عنه تقتضي ضرورة الكشف عن مصادر التمويل لجميع مرشحي الرئاسة ان منصب رئيس الدولة يجب ان يحاط بكافة الضمانات التي تنأي به عن احتمال الشكوك وليس الشكوك ذاتها، اما المبلغ نفسه فيؤكد ان ما قيل عن إبعاد عمرو موسي إلي الجامعة العربية مجرد هراء، فلم يحدث ان وزيرا لخارجية مصر تقاضي مثل هذا المبلغ بعد تقاعده، وقد عرفت منهم من يعيش براتبه التقاعدي الذي لا يتجاوز الفي جنيه، لابد من ايضاح يضع هذه المكافأة في اطار من الشفافية الكاملة وهذا ما ننتظره من السيد أمين الجامعة العربية، ومن عمرو موسي المرشح المحتمل وليس من السفير السعودي.