رغم الدمار الذي خلفته الصواريخ والطائرات والمدافع.. رغم الدماء وأشلاء الجثث المتناثرة في كل نواحي العراق يبقى للعراقيين وسط هذا الخراب بصيص أمل يتمثل في حلمهم ببلد آمن. تلك هي الرسالة التي يبعث بها المخرج العراقي انس عبد الصمد في مسرحيته \"حلم في بغداد\".
ووسط حضور جماهيري غفير عرضت مسرحية \"حلم في بغداد\" الثلاثاء بصالة الحمراء لاول مرة ضمن مهرجان قرطاج المسرحي الذي تستمر دورته الثالثة عشرة حتى السبت المقبل.
العرض المسرحي الذي دام 50 دقيقة كان صامتا ولم يعتمد الحوار التقليدي ليطلق المخرج بذلك اشارة احتجاجية على ما يحصل في بلاده جاعلا من جسد الممثل بوقا عاليا ضد الظلام والعزلة والتهميش والفوضى.
اعتمد عرض \"حلم في بغداد\" على لغة الجسد بصفة كلية وفق نظام حركي محسوب.
اما الاصوات فكانت تجسم منطق القوة والفوضى والحرب من خلال صوت سيارات الاسعاف ودوي الصواريخ والطائرات احيانا وتعبر عن السكينة احيانا من خلال الهدوء.
وتميز الديكور بفوضى تشبه حالة الفوضى التي يعيشها العراق وبدت الاضاءة خافتة.
المشهد كان في اغلب الاحيان قاتما وحضرت فيه الدماء والجثث والاشلاء والمسعفون لكن تلك الفوضى كانت تختفي ليكنس الممثلون بقايا الخراب وليؤكدوا بوضوح ان العراقيين قادرون على كنس خلافاتهم وايقاف نزيف الدم.
وقال انس عبد الصمد مؤلف ومخرج وبطل المسرحية عقب العرض \"الحلم هو حلم نحو الاستقرار والامان والديمقراطية بالعراق.. الحلم ان يتحول هذا الدمار الى اعمار.\"
وفي احد المشاهد تظهر كتب التاريخ العراقية باختلافها وهي تتلاشى وتتمزق بين يدي احد الممثلين.
والى جانب عبد الصمد يؤدي ادوار المسرحية فرح طه وياسر عبد الرزاق ومحمد ايوب.
وقال عبد الصمد ان المسرح الصامت قد يكون اشد بلاغة وتأثيرا على المتلقي للاحساس بمأساة العراقيين مضيفا \"هنا اعتقد ان الصمت ابلغ بكثير من الكلام.. فالاجساد تتكلم وتعبر عن كل الحقائق.\"
واضاف ان هذا العمل \"رسالة انسانية هدفها بناء عراق جديد مفعم بالمحبة والامل والثقافة لانه بلد حضارات قدره ان يستعيد مجده مهما طغت لغة الدمار.\"
ولاقى العرض اعجاب مئات الحاضرين الذين غص بهم مسرح الحمراء بالعاصمة ووقفوا لتحية ابطال المسرحية على ادائهم المتقن.
ويعرض خلال المهرجان 63 عملا مسرحيا من 16 بلدا عربيا وأجنبيا.
ميدل ايست اونلاين
أقرأ ايضاً
- محافظة بغداد: جهود لحلِّ ملفِّ التجاوزات في العاصمة
- اثر ازمة قلبية.. الكوت تنعى مسعف الأندية الرياضية والمواكب الحسينية
- فيديو.. كربلاء تُدخِل السرور على قلب محمد بن عبد الله (صلى الله عليه واله وسلم)