- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ما أعظم دروس عاشوراء الحسين (عليه السلام).
ما أعظم دروس عاشوراء الحسين عليه السلام ، فرغم مضي الف وثلاثمائة وواحد وسبعين سنة هجرية عليها إلا إنها خالدة راسخة بمرور الأيام والسنين في نفوس المؤمنين جميعا على الرغم من محاولات عتاة التاريخ التي بدأت بطاغية عصره يزيد بوأد هذه الثورة من خلال قتله وأهله وأصحابه عليهم السلام متوهما أن تنتهي القضية في ارض كربلاء وان يسكت السيف صولة الدم الحر عبر الأجيال التي بقيت رغم ظهور ألف يزيد ويزيد عبر السنين حافظة ليوم الطف الذي أحيا به الإسلام من جديد ( قال الإمام الحسين عليه السلام \" لم اخرج أشرا ولا بطرا بل خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي \" ) من خلال دروسه ومبادئه وعبره البالغة المتجددة التي ما من احد يتمعن فيها ويقترب حتى يرى ما عجز عنه اكبر العلماء والفلاسفة والمفكرين وأشجع ثوار الدنيا من قيم شتى في كل فروع الأخلاق والقيم والمبادئ التي لاتخص امة معينة عبر زمن معين فحسب بل تتعداها الى كل الامم والشعوب عبر الاحقاب والسنين لتثبت يوما بعد يوم انها اعظم الدروس لكل الاجيال والامم كافة سواء كانت تنتمي الى الاسلام ام لا ، فغاندي تلك الشخصية العالمية مثلا التي أخذت صفحات طويلة في التاريخ تخط سيرته نهل من مبادئ الامام الحسين عليه السلام قائلا (على الهند إذا أرادت أن تنتصر أن تقتدي بالإمام الحسين) وغيره من المفكرين والعظماء والثوار فكانت بحق درسا عظيما لابد ان يتأمله الجميع طويلا اذا اردنا فعلا الاستفادة وعدم المرور عليها مرور الجاهلين ، ومنها تساوي البشر في يوم عاشوراء فلا تعلم أيهم الوزير والآخر الغفير في كل شيء بالملبس والممشى والمأكل وحضور مجالس العزاء وكأن ثورة الحسين عليه السلام أرادت ان تنقل لنا درسا وعبرة بالغتين وهي تساوي الأقوام والأجناس أمام الله سبحانه وتعالى الذي قال في محكم كتابه العزيز ( إنَّ أكرَمَكُم عندَ اللهِ أتقاكُم ) وقول رسولنا الكريم \" إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم\" فدروس عاشوراء كثيرة ولابد ان تكون قدوة لأفعالنا اليومية ولا تنتهي بمجرد الانتهاء من إقامة المراسيم ، فإحياء الحسين عليه السلام يأتي في كل فعل خير بنية صادقة الى الله تعالى لأنه إحياء للدين الإسلامي لأنه بحق محمدي الوجود حسيني البقاء ..