- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الثروة السمكية العراقية .. الى اين ؟
لايخفى على أحد أهمية الثروة السمكية في رفد الأقتصاد العراقي بطاقة إضافية فاعلة وزيادة كبيرة مساحة الأمن الغذائي للمواطن العراقي والذي دأبت الحكومة على العمل به مذ تشكيلها .. كما لا يخفى على أحد أهمية الصناعة السمكية في القطر وما تستقطبه من أيدي عاملة تمتص زخم البطالة الحاصل في الوطن لأسباب باتت مشخصة بصورة جلية لدى الحكومة وهي في طريقها الى وضع حلول ستراتيجية من خلال مشاريع التنمية الأقتصادية الجديدة والتي من المؤمل منها أن ترتقي بالواقع الخدمي والأقتصادي .
والثروة السمكية في العراق باتت بفعل الكثير من المؤثرات السلبية في حكم المغيبة تماماً عن المساحة الأقتصادية على الرغم من توفر كافة الإمكانيات الفنية والمادية لتنميتها وفق أحدث الأساليب العلمية وتوفير كافة مستلزمات نجاحها .. لقد كانت للأسماك العراقية سمعة عالمية في مجال التغذية فأسماء البني ، الكطان والشبوط هي من الأسماء التي طالما أحدثت تغييراً في أذواق العالم تجاه ما ينتجه العراق من أسماك .. فأين أسماكنا التي كنا نفتخر بها والتي كانت توفر لنا قوتاً يومياً سهل المنال ؟ .. بعدما أغرقت أسواقنا بالأسماك المجمدة من أحواض جنوب شرق آسيا ناهيك عن كون تلك الأسماك لديها سمعة غير مقبولة ومنها أن بعض منها تحتوي على مواد مسرطنه حيث تم منعها في دول الخليج العربي .
لقد أهدرنا الكثير من الفرص الأستثمارية الكبيرة في مجال صناعة الأسماك وعطّلنا جانباً مهماً من جوانب أقتصادنا بسبب سوء الأدارة لتلك الثروة الخلاّقة وبسبب الفساد الأداري والمالي وعدم توفر الخبرة الفنية لمن أولوا لهذا القطاع من قطاعات حياتنا الأقتصادية..
لقد كان من المؤمل أن تقوم الدوائر المختصة في المجال برفع معدل الأستهلاك للفرد العراقي من الأسماك ليصل الى 8 – 15 كغم/سنة بعد أن كان 1 كغم /سنة .. إلا أن سوء الأدارة للمؤسسات القائمة على العمل أدت بنا الى التقهقر عن خططنا تلك فأستيراد التقنيات التي لا تصلح للعمل في العراق بمئآت الآلاف من الدولارات ومصاريف الإيفادات وغيرها كلها ذهبت الى بطون المفسدين بلا عائد أقتصادي ينتفع منه أبناء شعبنا الصابر ..
لقد أنشغلت هيئة تطوير الثروة السمكية بمشاكلها عن حل مشاكل التطوير للثروة السمكية التي باتت ، حيث دأب المسئولون فيها بتبادل التهم الكيدية والسعي الى الحصول على المناصب بكافة الطرق وعدم فسح المجال أمام المبدعين من أبناء الوطن في إدارة هذا الحقل الأقتصادي المهم .
لقد تكاثرت الأخطاء وعدم تصويب الأمور والفساد الأداري والمالي .. حيث أن الهيئة على حد علمنا قد قامت بإستيراد 8000 من أسماك البني على أمل تكثيرها ودعم المسطحات المائية بالأسماك ولكن لا نعمل بأي بحر أنسابت تلك الأسماك وأختف .. علينا أن نضع أيدينا على جروح الثروة السمكية في القطر وإلا فأننا في طريقنا الى فقدان هذا الرافد المهم من روافد الأقتصادي العراقي الكبير ..
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً