- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة
منذ أن ارتبط اسم التشيع بالمجموعة التي لازمت وساندت وآزرت الرسول الاكرم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم) وكانت تساير في الظاهر الحالة العامة لادعياء الاسلام ، وعلى غرار الاديان السماوية التي سبقت الاسلام ففي الفترة التي ينتقل المبعوث الالهي الى الحياة الاخرى يبدأ الدنيويون الملتفين حول الرسل بمحاولة الاستئثار بالمكاسب الوقتية وتحريف ما يمكن تحريفه للصالح الخاص والمنافع الشخصية والعشائرية المحدودة وضرب كافة القيم السماوية التي أنزلها الباري جل وعلا ، كذلك كانت معاناة الدين الاسلامي ولكن الفرق أن الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) معاناته من الانحرافات والمؤامرات في حياته و ممن أدعوا أنهم مؤمنين ومسلمين ، وتعرض لمحاولات الاغتيال من المنافقين المتآمرين عليه مع اليهود وكانت أوامره الى شيعته والمخلصين دوما الحلول السلمية والدبلوماسية لدرأ الخطرالاكبر استرشادا بقول الجليل ( إدفع بالتي هي أحسن ) وبعد إرتقاء النبي الى العلي الاعلى حتى ضاقت الارض بما رحبت على شيعته ومحبيه المخلصين الذين أصروا البقاء على النهج المحمدي المنزًل من الخالق ، فما استساغ الطرف الاخر هذا التشبث المنهجي العقائدي فحاول تغيير خطط الاختراق واستعمال أسلوب الترغيب والترهيب واستغلال عناوين معتبرة عند العوام لقيادة جموع الانحراف فبان للناس وجه الفتنة المقيت وظهرت ملامح الانحراف المنهجي للشارع الاسلامي وكانت ذروة الانحراف في الحكم الاموي وخاصة عندما كان إمام جانب الخير والايمان ووريث الرسالة المحمدية هو الحسين بن علي بن ابي طالب (عليهم السلام) ويقود جانب الكفر والظلالة يزيد بن معاوية بن ابي سفيان (لعنهم الله ) فكانت الثورة الحسينية المحمدية العلوية الربانية التي اشعلت كل الكراسي المنحرفة ومازالت رمزا لكل الاحرار والشرفاء والضمائر الحية المتمسكة بنهج الانبياء والصالحين والمحبة للخير والرافضة للخنوع والذل والاذلال من الظلمة والظالمين .
إن ما تحاوله اليوم أذناب الكفر والانحراف الاموي ان تثيره برفع لافتات في بعض دول الخليج الممولة للارهاب الوهابي بان ( يوم عاشوراء يوم فرح و سرور ) ماهم سوى فئران لا تتمكن من الابتعاد عن جحورها خشية اقدام المؤمنين والعقلاء من العالم الذين مازالوا يستشهدون بافعال الحسين عليه السلام وأهل بيته واخوته وصحبه ، وياخذون هذه الافعال والاقوال مصادر لهم في النهج اليومي من حياة الحرب والسلم .
وحسبنا أن العلماء والمفكرين من كافة الاطياف والاديان والملل والنحل قد اتخذوا الحسين وثورته اماما ، أما النكرات التي لايمكن تعريفها وفق أي قاعدة نحوية ، فان الانحراف عن جادة الصواب هو منهج لهم والتخبط الارادي واللاارادي في التصرف والتفكير هو إكمال للنقص المركب الذي اعتراهم وهذا هو الحمق وكما قيل ( وجدت لكل شيء دواء إلا الحمق أعياني ).