العملية السياسية في العراق الجديد اخذت من الوقت والجهد ما يكفي لاحراق اي عملية مشابهة و اعلان موتها ، ولكن في العراق كل شيء ممكن وكل ماهو خارج عن العقل وارد والتصورات مباحة وتحقيقها جائز والمختفي يظهر فجأة دون انذار والمشع اللامع يطفأ دون قطع التيار الكهربائي عنه ، والمتعجرف يسحق والصبور يلاحق الركب حتى يتصدر والمتصدر بعد حين تراه تراجع دون اشعار ، والمتسلق تراه ينهار وسقوطه دون دوي ، كل هذا في العراق العظيم والعراق الجديد .
لعبة الديمقراطية دخلت العراق وتعلمها الساسة في العراق بسرعة وأعتقد أبدعوا في اللعبة و تغلبوا على المدرس بل وخدعوا الجار مدعي السياسة الذي حاول اللعب على الحبال وتطبيق خدعة لبنان على العراق ولكن شتان بين الاثنين ، وحقد الجوار أطال في هم العراق وأهله ، وأقول لهم كما أوصى امير المؤمنين علي بن ابي طالب ( عليه السلام ) إحتمل أخاك على ما فيه ولا تكثر العتاب فانه يورث الضغينه .
العودة الى اصل الموضوع اثبتت الايام الماضية ان المطاولة والصبر والتحرك السياسي لساسة العراق اثبت نوعين من الحركات السياسية التي نجحت في الوصول الى مبتغاها والذي جاهدت كافة التيارات والاحزاب السياسية للوصول اليه وتعددت الوسائل حتى وصلت بالبعض أن يضحي بالعراق ارضا وشعبا للوصول الى الغاية و النهاية .
أفرزت العملية السياسية النوع الاول وهو القوة والمطاولة والثبات والتماسك رغم المحاولات الجادة لفض عرى الاواصر بين أجزاء ومكونات القائمة ولكن بقرب انتهاء المارثون السياسي صمدت دولة القانون فاثبتت انها اقوى الاقوياء والفضل كله يعود للحليف المتزن الذي لم يترك رئيس قائمته وليس الفضل لرئيس القائمة وحزبه وكما شاهدنا القائمة الوحيدة التي لم تتفكك .
اما أذكى الحلفاء رغم كل ما قيل وسيقال عن تصرف التيار الصدري إلا أنه في المحصلة النهائية هو أثبت ذكاءا في استغلال الفرص و حصاد ما يزرع الغير بكل ثقة وقوة فعلى الرغم ان أصوات الحليف الاول تفوق اصوات التيار باكثر من سبعين الف صوت الا انه فاق المجلس الاسلامي وتحالفاته الخمسة بضعف عدد المقاعد على الرغم من القوة المالية والخبرة الاقدم للمجلس وحلفائه ولكن ذكاء التصويت وعدد المرشحين ودقة تحديد عدد الانصار فلو كانت القائمة منفردة للتيار لما وصل هذا العدد لعدم حصوله على العتبة الانتخابية .... والحركة الثانية هو ترك الحليف الاولي والتحالف مع الاقوى والحصول على أقل تقدير على ثلث الحكومة القادمة وهذا سيدعم حضوضه في الانتخابات القادمة لو نجح التيار بتوظيف سياسيين لهذا الموضوع وترشيح وزراء تكنوقراط بعيد عن الانتماء السياسي لكسب الشارع والانفتاح على الشعب و الابتعاد عن النظرة الضيقة المعتمدة على التوجه الفكري المحصور باتجاه واحد على الرغم أن الهيئة السياسية الجديدة أكثر اتزانا وعقلانية وذات مناورات تدل على النضج السياسي وحصر الموضوع بيد الجديد سيدر بالواردات الاوفر لهم .
كذلك بالنسبة لدولة القانون عليهم الخروج من دائرة التحزب واختيار المدراء والرؤوس من أصحاب الكفاءة حيث ان الرحلة القادمة طويلة وعصيبة و مدراء كربلاء ورئيس جامعة كربلاء خير مثل حيث أصرت قيادات الدعوه على شخوص أثبتت عدم الكفاءة .ومهما كانت مناورات القيادات في العملية السياسية وذكاءها إلا أن الاصرار الابتعاد عن الشارع بمثل هذه النماذج يسقط العمل برمته من أعلى الى الاسفل .
وفي النهاية المستفيد الاكبر والذي لعب على خلافات الجميع هو التحالف الكردستاني الذي سيبقى متصدرا للمنافع السياسية والاقتصادية المقبولة وغير المقبولة وتحالفاته الجديدة ستدر عليه لبن العصفور ((ليس العصفور الطائر )) [ ويأتيك بالاخبار من لم تزودي].
أقرأ ايضاً
- السعودية ساعدت ايران على امتلاك اقوى الاسلحة
- لو تم الصلح مع قطر ستكون الازمة اقوى
- ارادة الشعوب اقوى من الطغاة اين مصداقها في العراق؟