- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
جماهيرنا...ملاعبنا...دورينا...ماركات مسجلة!!!
من الظواهر الجديدة والتي باتت للأسف تشكل ظاهرة خطيرة بكل ما تعني الكلمة من معنى هي الجماهير الرياضية والتي تحضر مباريات الدوري العراقي !!!
فقد أصبحت هذه الجماهير اليوم مشكلة بحد ذاتها .لا اعرف أين اختفت جمالية الجماهير الكروية العراقية المميزة ؟
أين اختفت تلك الأهازيج والأغاني والتي كانت تطرب كل مَنْ في الملعب ؟أين اختفت عراقة جمهور العريق؟ وأين اختفت الحان قيثارة جمهور الشرطة؟ وأين اختفت سيمفونيات جمهور النوارس؟ وأين اختفت هتافات جمهور كربلاء المطربة؟ وأين اختفت رقصات جمهور غزلان البادية ؟ المأساة هي أن نشعر إن ذلك أصبح من الماضي !
ونحن نعيش تحت وطأة حاضر لا نعرف ماذا نقول عنه ؟سوى انه واقع مأساوي حقاً .أين اختفت تلك الرايات والتي كانت تهتف حباً وتشجيعاً للجميع من لاعبين وحكام ولكل مَنْ في الملعب و حتى حينما كانت الجماهير تمتعض أحيانا من قرار حكم فأنها كانت تعبر عن امتعاضها بطريقة حضارية ملتزمة ومعبرة عن ثقافة رياضية عالية. أما ما نشاهده اليوم فهي ظاهرة تدعو للأسى حقاً.
جماهير غاضبة منفعلة جاهلة وساذجة ومتخلفة (طبعاً نحن لا نقصد جميع الجماهير) ولكن للأسف ونقولها بمرارة
بأن السواد الأعظم من جماهيرنا الكروية أصيبت بأمراض خطيرة وجديدة ,أمراض تنم عن جهل وتخلف وسذاجة تلك الجماهير .إن الذي حدث في ملاعب النجف والشرطة واربيل وكربلاء والكرخ والزوراء وبقية الملاعب العراقية أشرَ بما لا يقبل الشك إن آفة الشغب قد استشرت في ملاعبنا واجتاح الهمج الرعاع مدرجاتنا ,ولا نعرف كيف ستكون الأمور في قادم الأيام ؟كيف ستجري المباراة النهائية لدوري النخبة؟
أكيد سوف تستنفر الجهات الأمنية كل طاقاتها من اجل تأمين تلك المباراة ,نحن نعرف ذلك ولكن نحن نعتقد إن المشكلة اكبر من ذلك بكثير !!! .
المشكلة لها جذور اجتماعية وثقافية عميقة ,لذلك علينا نحن أن نستنفر كل الجهود من اجل كبح جماح هذه الآفة
آفة الشغب التي اجتاحت ملاعبنا !
ربما تتحمل إدارات الأندية المسؤولية الكبرى في ذلك ,فالجماهير التي تشاهد رئيس نادي يلعب في الدوري الممتاز يرعد ويزبد ويهتف ويهوس في الفضائيات وكأنه فارس زمانه في الوقت الذي يفتقر فيه إلى ابسط أنواع التحضر واللياقة الأدبية ,والجماهير التي تشاهد انفلاتاً سلوكياً غريباً من مدرب( يتصور نفسه كابيللو زمانه) في ساحة الملعب وهو يتهجم على الحكام واللاعبين والجمهور ,والجماهير التي تشاهد لاعباً قد صبغ شعره بلون (الميتاليك)
وهو يستفز الجمهور بحركات تنم عن أخلاقيات وسلوكيات منحرفة للأسف,والجماهير التي تشاهد حكماً يخطأ في مباراة ويكرر الخطأ في مباراة أخرى ,والجماهير التي تشاهد إداريا يتصرف في الملعب وكأنه قرقوز . لا اعرف كيف يمكننا بعد كل ذلك أن نمسك جماهيرنا التي هي في الأساس فقيرة ثقافياً واجتماعياً .
لقد غابت المتعة عن ملاعبنا منذ أن أصبح الدوري العراقي الممتاز (بس بالاسم)........ هو دوري شعيط ومعيط وجرار الخيط!!!........ ومنذ أن بدأت جماهير أنديتنا تردد الأغاني الهابطة والأهازيج البذيئة إضافة إلى تبني هذه الجماهير ثقافة رمي القناني الفارغة والحجارة والتي أصبحت سمة غالبة لسلوكيات هذه الجماهير........... ,فقد طالت الأغاني
الهابطة والأهازيج البذيئة والقناني الفارغة والحجارة كل من في الملعب ابتداءاً بالحكام ثم اللاعبين فالمدربين وحتى رجال حماية الملاعب أغاني وأهازيج وتصرفات تعبر وبشكل واضح عن تخلف هذه الجماهير .
واليوم ونحن نصل إلى نهاية (دورينا الأطول عالمياً) دعونا نجلس بروية وهدوء لندرس هذه الظاهرة الغريبة على ملاعبنا ,ندرسها بشكل علمي وموضوعي و لابئس بأن نستعين بأصحاب الاختصاص من أساتذة علم النفس والاجتماع إضافة إلى دعوة جميع الجهات ذات العلاقة من اتحاد كرة ولجنة اولمبية ووزارة شباب ورياضة ووزارة داخلية ووزارة التربية إضافة إلى اللاعلام الرياضي والذي نعتقد بأنه يمتلك زمام المبادرة في وضع الحلول الناجعة والصحيحة للحد من هذه الظاهرة الخطرة .فللإعلام الرياضي وبالأخص الإعلام المرئي الأثر الكبير والسحري على الجماهير الكروية .إن تضافر جميع الجهود وتحمل المسؤولية بشكل جماعي يمهد الطريق للحد من هذه الظاهرة الشاذة بعيداً عن لغة تبادل الاتهامات وما إلى ذلك من أمور أخرى تعقد المشكلة أكثر مما تساهم بحلها.
ففي الوقت الذي ندعو الاتحاد الدولي إلى رفع الحظر عن ملاعبنا وإعادة الحياة إلى ملاعب بغداد لكي تحتضن اللقاءات والبطولات الدولية نشاهد هذه الملاعب باتت تمثل مسرحاً لمختلف أنواع السلوكيات الغريبة والعجيبة فالجماهير التي تحمل في يدها الحجارة والقناني الفارغة والعصي وما إلى ذلك هي ليست جديرة بأن تجلس في ملعب يحتضن لقاء دولي لأنها بالنتيجة سوف تسيء للبلد ,نعم هذا ما يقوله المنطق بعيداً عن مبررات السيد بلاتر وغيره ,انه واقعنا وإنها ملاعبنا أيها السادة الكرام ,ولنكون واقعيين أكثر وموضوعيين أكثر في تحليل الأمور علينا أن لانبسط المشاكل وان لا نحاول عبثاً تمييع القضية بشعارات فارغة تافهة فالذي يتباكى على ملاعب بغداد وضرورة كسر الحصار الرياضي عن ملاعب بغداد عليه أن يحترم بغداد أولا وان يساهم في بناء ملعب يليق باسم بغداد والعراق ,دعونا من الهتافات والهتافين ومن المزايدات والمزايدين والهوسات والمهوسين والتي أثبتت بأنها مجرد بالونات فارغة وساذجة ,أين هي الملاعب في بغداد أيها السادة ؟؟؟! إن واقعنا مرير ومؤلم وعلينا أن نمتلك الشجاعة الكافية لتحمل المسؤولية أولا والاعتراف بعجزنا وتقصيرنا وجهلنا وتخلفنا وابتعادنا عن كل ما يدور في العلم القريب منا والبعيد علينا !
أين هو الحرص على ملاعب بغداد ؟ فهي لازالت ترابية أكل الدهر عليها وشرب ,هذا هو واقعنا وحالنا !
ومَنْ ينكر ذلك فهو مخادع ومنافق وجاهل ومتخلف ولا يريد أن يرى الحقيقة البشعة التي نعيشها ,إن ما نقوله ليس تشاؤماً أو سوداوية في الطرح إنما هي الحقيقة أيها السادة الكرام .فذلك ملعب الشعب الدولي ينتظر أن تنزل عليه بركات السيد وزير الشباب والرياضة أو أن يساهم السيد نيجرفان مرة أخرى بدفعة طوارئ جديدة من اجل إتمام عملية إعادة تأهيله ,لقد تاهت علينا قضية ملعب الشعب أين هي الحقيقة أفتونا مأجورين؟؟؟!
وكذلك ملعب الكشافة وبقية ملاعب بغداد والتي لازالت تعيش تحت رحمة الأندية التي تمارس عملية الاستجداء بشكل مثير للشفقة .
هذا هو واقعنا وحالنا نقولها مرة أخرى ربما هناك مِنْ يزعل أو يتحامل علينا لأننا نكتب بهذه الطريقة ولكننا نقول لم يعد هناك في القوس منزع هذه هي جزء من حقيقة جماهيرنا ........ودورينا ......وملاعبنا.......والتي باتت تمثل ماركات مسجلة ....وما خفي كان أعظم .......وكان الله من وراء القصد .
مسلم حميد ألركابي