كلنا يعرف أن شرطي المرور في العالم كله وفي العراق هذا البلد التاريخي محترم تنحصر مسؤوليته في تنظيم السير في الطرقات والنظر إلى حركة المركبات والنزول إلى الميدان حال وقوع التصادمات من حوادث الأفراد والسيارات وكلنا يعرف أن هذا العنصر الأمني صاحب الملابس البيضاء والزرقاء يجهد وقته و يبذُل حياتَه وصحتَه وراحتَه ويقف ساعات متواصلة تحت أشعة الشمس الحارقة وفي أجواء البرد والمطر وسلاحه الذي يحمله الصفارة والمقبض ذو الإشارة الحمراء والخضراء كي يحافظ على حياة الناس و ينظم سير الطرقات ويلحظ المخالفات هذا هو عمله وواجبه فلماذا إذن يُستهدف شرطي المرور بأسلحة المجرمين الكاتمة؟!! ومن هي الجهة المجرمة المارقة التي تستهدفه ؟؟!!
وعند المتابعة لظروف العراق خلال سنواته العجاف ودراسة هذه الظاهرة الإجرامية الخطيرة وجدت بصماتِ الإرهابيين ظاهرة لكل صاحب عقل ومنصف يبحث عن الحقيقة ويدافع عن دماء أبناء شعبه المظلوم لأننا نعلم أن الإرهابيين يبحثون عن كل أبواب الفتنة كي يفتحونها ويفتشون عن أبواب الفوضى التي يشعلونها وهاهم وجدوا من مقتل شرطي المرور نوعا من الفوضى والإرباك والإرهاب يُحدثونها ساعة قتل الشرطي الأعزل المسكين في محل عمله لتعم الفوضى ويدخل الرعب وتحدث المشاكل والمصادمات.
وربما يستغلها الإرهابيون لقتل عدد أكبر من المواطنين داخل هذه الفوضى إذن هذه هي خططهم الإرهابية التكفيرية المتكررة أصبحت مفهومة لدى عقلاء أبناء شعبنا سيناريوهات ينفذونها في كل مكان لزرع الخوف والرعب كما حدث في تفجيرات البصرة الأخيرة حينما حاصروا المواطنين وأغلقوا عليهم الطرقات بالعبوات الناسفة والسيارات المفخخة وقتلوهم بالمئات واحرقوا أجسادهم وقطعوا أوصالهم فهل سنبقى ساكتين عن هذه الجرائم ونقيدها ضد مجهول ونبرر لها بتعليلات لا ترتقي إلى قدسية الدماء التي تراق و هل يستطيع احد أن يضع أصبعه على القاتل ويقول هذه الجهة أو تلك التي تنفذ مثل هذه الجرائم !!!..
شرطي المرور الذي يُقتل أمام أعين الناس وهو يحاول مجاهدا الحفاظ على أرواح الناس وتطبيق القانون هذا الشرطي الذي يوفر لهم الأمن والأمان ويبعد عنهم حوادث السير هو ذاته من يُستهدف بعمليات إرهابية تكفيرية رخيصة تقوم بها ما يسمى دولة العراق الإرهابية التي يعرفها الناس من أين تنبع وأين تتغذى وتترعرع في وقت يصمت عنها الكثير خوفا وتملقا وتهربا من المسؤولية نعم هذه مخططات تقوم بها الجهات الإرهابية التكفيرية التي لا تؤمن بالتعايش ولا تؤمن بالحرية ولا تؤمن بالمشروع الوطني الديمقراطي ومن هنا تقع المسؤولية على العلماء و المثقفين والكتاب والباحثين أن يدلوا بدلوهم ويقولوا كلمتهم وعلينا أن نعقد الندوات لكي نتحدث عن خطورة هذه الظواهر السلبية ونضع لها حلا فكريا وامنيا لأنها سابقة خطيرة وقد سبقها قتل الأطباء والكفاءات والعلماء والمفكرين فهل سوف نقيد هذه الجريمة البشعة ضد مجهول فهذا أمر مرفوض بكل المقاييس الإنسانية والدولية أقول وبصراحة انسحاب شرطة المرور من الشارع ليس الحل وإنما الحل أن تقوم الحكومة بمهامها في حماية المواطنين وتحقيق الأمن.
شرطي المرور إنسان محترم في مكان ويهابه السائل والمسؤول والحاكم والمحكوم ولربما نسمع ونقرأ أن الملك الفلاني في الدولة الفلانية يقف احتراما لإشارة شرطي المرور فلماذا نقتل القانون ونسفك دمه!!! ونرجع البلد إلى شريعة الغاب رحمك الله يا شرطي المرور وعظم الله اجر اهلك وأولادك وإنا لله وإنا إليه راجعون.
*عضو الائتلاف الوطني العراقي رئيس جماعة علماء العراق في الجنوب
أقرأ ايضاً
- الشرق الأوسط الجديد
- توقيتات الدوام الجديد ومتلازمة التمن والمرق
- العراق الجديد ودور المرجعية الدينية بعد 2003