قد يسأل سائل ماجدوى المهرجانات والمؤتمرات الثقافية التي تقام هنا وهناك بين الحين والأخر وهل لها من تأثيرات معينة تذكر على المجتمعات خصوصا المجتمع العراقي الذي عانى ماعاناه خلال الأعوام السابقة من ظروف خاصة معروفة للجميع ، والجواب إن أي مهرجان أو مؤتمر ثقافي يعتمد في تأثيره المباشر على الناس على عدة عوامل أهمها المواضيع المطروحة ، والأهداف والغايات المتوخاة ، وطريقة عرض البحوث وإمكانية إيصالها وتعميم فائدتها على شريحة كبيرة من المجتمع (حيث ان بعض المواضيع تخاطب رغم أهميتها شرائح خاصة لعدم توفيقها في الوصول إلى المتلقي) فضلا عن مسائل تنظيمية هي بالتالي من الأمور المهمة أيضا ،فإذا توفرت بعض هذه العوامل فسيقطف المنظمون لأي مؤتمر أو مهرجان ثماره بسرعة وسيطيل عمره لسنوات لاحقة خصوصا إذا ما أريد له أن يستمر ، ولاينتهي مع أول جولة أو جولتين إلى ابعد تقدير ، مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي بحلته السادسة اثبت (من خلال الحضور المميز للشخصيات الأدبية والثقافية والأدبية القادمة من أقصى بقاع الأرض للمشاركة في هذا العرض الثقافي الرائع الذي قطف ثماره المنظمون من خلال توسيع رقعة الثقافة الحسينية التي تستمد قوتها من ملحمة الطف الخالدة ودروسها النيرة التي أوقدها الإمام الحسين عليه وال بيته الأطهار على مر العصور والأزمنة) ، اثبت ( بفعالياته الثقافية المتنوعة من مؤتمرات وبحوث ومعارض للكتاب وعروض مسرحية ) \"والكلام لمتابعين بدون نقص او زيادة\" انه من المهرجانات الناجحة بكل المقاييس التي يقاس بها حجم نجاح المهرجانات والمؤتمرات من حسن التنظيم والبحوث المطروحة وطريقة توصيلها والشخصيات التي اختيرت بعناية فائقة كي تزيد من فائدتها المرجوة بين إفراد المجتمع الذي هو بحاجة إلى كل ثقافة أصيلة تعيد إليه أمجاده وتاريخه الناصع والصحيح الذي حاول النظام البائد تغييره وتحريفه دون جدوى ، لولا مشيئة الله وعزم الخيرين على اعادة النور إلى هذه الأرض الطيبة التي كانت ومازالت منبعا للعلماء والمفكرين الذي مازال التاريخ يخط لهم بأحرف من نور ، فالمستقبل مع تطوير هكذا مهرجانات وتوسيعها وزيادة دعمها خصوصا ونحن نعيش حربا ضروس مع سيل من الثقافات الهدامة الجارفة للشخصية الإسلامية التي جاهد إمامنا الحسين عليه السلام بنفسه وفلذات أكباده في سبيل المحافظة عليها..
أقرأ ايضاً
- مؤتمرات القمم العربية .. الجدوى والنتائج
- سُلطة الواقع والجدوى المتحققة فيه
- النخب الثقافية وسيولة المواقف من المنظومة السلطوية