طرق أبواب موسوعة جينس والاستقرار في أحضانها ليس مهمة سهلة بل تتطلب عملاً فريداً أما
حينما تفتح الموسوعة أبوابها لاستقبال شخص ما في قصورها ويصبح دون تخطيط مسبق منه الشغل الشاغل لملايين البشر وآلاف الساسة و منافساً لمشاهير العالم ومعشوق القلوب الرحيمة ويصبح رغماً عنه وعنها ابنها بالتبني ويتربع على عرش أي حديث و نشرة أخبار ويسكن على رأس الصفحة الأولى من الصحف ويشكل مصدر أمل لبعض الناس ومصدر ألم للبعض الآخر ومن أجله تشن حرباً ضروساً وبإسمه تسن القوانين وتمنح آلاف الدولارات فتلك مسألة تستدعي التأمل، هذا ما حدث مع الذي كسا عظم طموحه بلحم الأبرياء وروى ظمأه من دمائهم وغسل بندقيته من دموعهم ، كيف لا وهو الذي تربى في مدارس القتل والتدمير.
هي خطوة جريئة جداً تلك التي قامت بها مجموعة مؤمنة بالله أقسمت أن يذيقوا عدوهم سوء العذاب فأعانهم الله واصطادوا صيداً ثميناً ليخرجوه من ضيق الجغرافيا ويدخلوا به ومعه إلى سعة التاريخ ويصنعوا ملامح المشهد الجديد في التعامل مع العدو ويعلنوا عن وفاة مرحلة صناعة أوسمة النجاح على أكتاف بني صهيون ، فتغيرت معهم وبهم معايير الوقوف أمام العدو وانتقلت من مرحلة المستجدي لمرحلة الآمر الناهي وكان الهدف هو فعل شئ ما للذين ذبحت زهورهم على ضفاف واحة الديمقراطية الزائفة.
ففي مثل هذه الأيام وقبل أربعة أعوام كانت الساحة على موعد لاستقبال جلعاد الذي تميز بأنه الأول الذي يبقى حتى الآن لغز يحير قادة الكيان ويمثل نكسة أمنية واستخباراتية لهم في عملية قاسية تحدث في بقعة جغرافية صغيرة كل ما فيها يخضع للمراقبة ويبقى العجز هو سيد الموقف ويبقى الفشل هو الحليف الوحيد لكل المحاولات باستعادته دون الالتفات لمطالب المقاومة.
يجب على أهل جلعاد إدراك ان ابنهم لم يعد يمثل أولوية لدى حكامهم ويجب على قادة الكيان ان يدركوا أن مدة أربعة سنوات ليست طويلة إذا ما قورنت بالذي قضى ثلاثين عاماً في غياهب السجون مدافعاً عن قضيته ، فإذا أردتم مجندكم فلا مانع لكن رسم الفرحة على شفاه أبنائنا هو مطلب أساسي أفرجوا عن أبنائنا وخذوا جلعادكم.
كاتب من فلسطين