- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
رامبوا الموصل وقتل الاحلام العراقية
كانت ولا تزال احلام الشعب العراقي بسيطة وواقعية وفي دول الغرب لا تعتبر حتى من باب الاحلام وانما هي حقوق يجب ان توفرها الدولة لكل مواطن , ولكن في بلد يطفو على بحر من الذهب الاسود لا زالت احلامنا صعبة التحقيق والمنال واحيانا ندفع اعمارنا ثمنا لها !. فالعمل حلم والوظيفة حلم والزواج حلم والسفر حلم والسكن حلم والامن حلم وقول الحقيقة والقضاء على الفساد حلم وتشكيل الحكومة حلم ولقاء المسؤول حلم وتذوق قدحا من الماء الصافي الوطني حلم وخزن الغذاء في ثلاجة GL حلم والقراءة تحت ضوء المصباح حلم ومتابعة التلفاز دون انقطاعا حلم واصبح اليوم الحلم بحد ذاته حلما لا يجوز لنا التفكير به ولا يحق لنا ان نحلم بأي شئ يخالف توجهات ساستنا لان ذلك لا يروق لهم ولم ينص عليه دستورهم المستفتى ! . ومن افقر الناس هو من له حلما يسعى لتحقيقه !هكذا هي الحياة في بلاد وادي الرافديين في ظل الديمقراطية اليوم . ففي زمن الطاغية كانت احلام اليقظة والمنام من المحرمات ويحاسب عليها الفرد بعقوبة الموت العاجل لذلك تحجرت القلوب والعقول معا لان الموت هو السبيل الوحيد والحتمي لاصحاب الاحلام الوردية ولكل من يتمنى ان يرى العراق ساحة خضراء يسكنها شعبا سعيدا . وبعد سقوط الطاغية راودنا الحلم نفسه الا وهو ان نرى العراق جنة الله على الارض و عزفنا على اوتار هذا الحلم شعرا وادبا واعلاما ومسرحا وأهازيجا ولكن الحلم انقلب الى كابوس يطارد كل من عزف على اوتاره وانقلبت الاحلام الوردية الى موت متنوع الالوان والاشكال وفعلا عاصرنا الموت بكل انواعه الاسود والاحمر واللاموني وهو من انتاج بعض ساستنا الاشاوس فكل من لا يروق لهم يسلطوا عليه الموت اللاموني ويخرجوا هم من العملية كالشعرة من العجين لانهم يملكون مفاتيح العمل الديمقراطي الساحرة فبعد ان يقتلوا القتيل يسيروا في جنازته ويدينوا القاتل المجهول والمأجور من قبلهم وتحول ابو طبر الى رامبوا الموصل بقدرة سياسية محبوكة !. ورامبوا هذا ليس له قرار لانه من مبتكراتهم للحفاظ على الامن الضائع والحقيقة الغامضة ويطارد الاحلام الوردية . ودخل رامبوا عالم جينس في التصفيات وتشوية الاحلام واخذ رامبوا دوره الديمقراطي الفعال بالتسلط على الافواه والقلوب في اليقظة والمنام واصبح سيف الله المسلول على الارض بيد بعض الساسة الذين لا تروق لهم سير العملية الديمقراطية او سرد احلامنا الوردية . فسلطوه على كل من يقف بطريقهم السياسي او يقلق راحتهم الدنيوية , فيعبد لهم الطريق على مبدء السجاد الاحمر الا ان هذا الطريق عبد بالدم الحقيقي المسال من جثث الشعب العراقي المظلوم . الشعب الذي لم ير راحة ولا بريق امل للتخلص من الهم والعذاب والتعب والبؤس والحرمان ! . الم تروا معي اننا غلبنا القطط في كيفية القضاء على اغلب افضل ابنائنا ! فللقطط ميزة عجيبة من بين كل الحيوانات الا وهي اكلها لاحسن فراخها وها هو العراق اليوم اصبح ينافس القطط بهذه الميزة العجيبة الغربية فقوائم الاختيالات تطول والحالة في تصاعد فاذا كانت حالة القطط ربانية فالحالة العراقية سياسية حيوانية بمعنى الكلمة . قبل ايام سمعنا خبر قتل الصحفي العراقي الكردي سردشت عثمان وعلى مرأى ومسمع من الجميع وبدون ذنبا يذكر يستحق علية كل هذا النهاية المأساوية ! فلم يكتف الساسة بالتفجيرات والاغتيالات والتدمير المستمر للعراق وشعبة بأسم الصراع على السلطة اخذ يحاسب بقسوة على الاحلام والاماني لحماية كرسي السلطان فالمغفور له المسكين سردشت عثمان كانت احلامه بسيطة وواقعية وياليته حلم مثلا بعشق او الزواج من ابنة باراك اوباما لكان اليوم حيا يرزق و لتحقق حلمة وعرفنا من خلاله السبب الحقيقي لفيلم تدمير العراق وبماذا وعدوهم ساستنا الاشاوس وخاصة من هم في كردستان العراق !. ياسبحان الله ما اشبه اليوم بألامس رغم اختلاف الحكومات والاشخاص والاساليب الا ان الوسيلة واحدة ثابتة في قتل العراقي الحالم بمستقبل العراق . ايعقل في بلد ديمقراطي تزهق به النفوس لمجرد الاحلام الا يحق لنا ان نحلم بأن نكون مثلهم نتمتع بخيرات العراق ام هو حلال عليهم وحرام علينا , الم يقل الكريم بنعمة ربك فحدث والنعمة التى ظهرت على الساسة من الواجب ان تذكر من باب الحديث عن نعم الله عليهم لانهم اصبحوا اليوم من اصحاب العقارات في الداخل والخارج في امريكا واوربا ولهم مصايفا وحرسا من مختلف الجنسيات . الم يكن اغلبهم لم يجد شيئا يقتات عليه واليوم بيده خزائن العراق من الشمال الى الجنوب وله القدرة للاستيلاء على ارقى المناصب في الدولة وبدون مؤهلاتا تذكر وعلى حساب اصحاب الشهادات واولاد الفقراء الم يحظ المسؤولون بالحرس الخاص والسيارات المظللة واغلب العراقيين لم يجدو باص ينقلهم الى اماكن عملهم ! الم تكن الالقاب التى ما انزل الله بها من سلطان محرمة عليهم واليوم لا يلتفت احدهم الا اذا نعت بظل الله على الارض ! اليس اليوم نصف العراقيين يعاني من امراض القلب والسكري والضغظ والامراض الخبيثة ولم يجد طبيبا مختصصا يعالجة وان وجد لم يجد الدواء المناسب واغلب المسؤولين علاجهم على حساب الشعب العراقي وفي اي بلد يختاروه لعلاج نزلة برد بسيطة او لمجرد الفحوصات الروتينية العامة . الم تكن الاغلبية منهم يسكن العشوائيات او مطاردا بين الجبال او المهجر واليوم املاكهم لا تعد ولا تحصى . فنعمة الرحمان ظهرت عليهم بصورة مفاجئة والحديت عنها من باب عبادة الرحمان وشكره واجب عليهم !. اما الشعب العراقي كان ولازال ينظر للمنطقة الخضراء كما كان ينظر لقصور المقبور انذاك ! اذن لماذا يستكثرون علينا وعلى سردشت مجرد حلم يحاول ان يوقظ ضمائرهم به . الا يحق لنا ان نحلم بوليمة غذاء تلم شمل العائلة العراقية كما لم مام جلال شمل الساسة العراقيين ونضع على المائدة اصناف الطعام الذي نسى اغلب العراقيين شكله وطعمة واصبحت اكلت السمك من باب الاحلام هي الاخرى ! الا يحق لنا ان نزور الشمال بدون تزكية او دعوة او نسافر الى بلاد الغربان كما يطرقها اليوم ساستنا لنطمئنهم على العراق ومستقبله ! الا يحق لنا نحلم بحكومة تحقق لنا العمل والسكن والتأمين الصحي والعدل والامن ! الا يحق لنا ان نحلم بمدرسة مؤثثة وكادر علمي متفائل كما هي في المنطقة الخضراء او نرقد بمستشفى مجهزا بأحدث التقنيات كما هو حاصل في بلدان النصارى او الامارات الصحرواية ! الا يحق لنا ان نحلم بتقاعد يضمن لنا حسن الختام كما حققة البرلمان العراقي المنتهية ولايته لمنتسبية ! الا يحق للشاب العراقي ان يحلم بعمل وعش زوجية دافئ يضمن بهما لاطفاله مستقبلا زاهرا بدلا ان يفكر بالهجرة ويعاني من الام الغربة وعذاباتها ! وكلنا يعلم لا يمكن تحقيق هذه الاحلام البسيطة الا بوسيلة واحدة الا وهي مصاهرة الحكومة او الزواج من بنت او ابن المسؤول وكما اشار لها المغفور له سردشت العراق لانها الطريقة المكفولة على ارض الواقع العراقي ! فالحديث اذن عن نعم الله على الساسة العراقيين حديث طويل يجرنا الى موت سردشت اللاموني ! فالشعب العراقي ومنذ قرون لا يعرف غير الاحلام ولم يلمس الا الوعود (المسوفة) وها هم اليوم يعدوننا بأنهم ( سوف) يجدوا قتلة سردشت وكلنا نعرف من هو القاتل الحقيقي له فرامبوا الموصل يداه تطال كل من يحلم ان يرى الدين لله والوطن للجميع ! وهكذا دواليك الشعب يحلم والاحلام تصادر ويذهب ابو طبر ويأتي رامبوا و عيش يا كديش لمن يجيك الحشيش ! ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
أقرأ ايضاً
- اهمية ربط خطوط سكك الحديد العراقية مع دول المنطقة
- حماية الاموال العراقية قبل الانهيار
- نصيحتي الى الحكومة العراقية ومجلس النواب بشأن أنبوب النفط الى العقبة ثم مصر