- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
رياضة المحافظات.....وتهميش الكفاءات
منذ زمن ليس بالقصير أخذت رياضة المحافظات تأخذ مواقعها الحقيقية على مساحة خارطة الرياضة العراقية . بعد ان كانت رياضة العاصمة تبسط نفوذها وسطوتها على كل مفاصل الحركة الرياضية في عموم العراق .لكونها تتمتع بمزايا الامكانيات المادية والبشرية اضافة الى كونها قريبة من مصدر القرار الرياضي بمختلف مراكزه من وزارة شباب ورياضة ولجنة اولمبية وغير ذلك ,علاوة على توفر الاجواء الاعلامية والاضواء والنجومية والتي تساعد بشكل او بآخر بتقدم مسيرة العمل الرياضي ,هذه العوامل وغيرها جعلت رياضة العاصمة تمتلك الحظوة والسطوة في نفس الوقت مما جعلها في فترة ما مالكة لزمام الريادة والقيادة في تحديد مسار الرياضة العراقية بشكل عام ,لكننا اليوم نشاهد انحساراً كبيراً وواضحاً لما يسمى جزافاً (برياضة العاصمة) ونحن نعرف ان الظروف القاسية والتي عاشتها بغدادنا الحبيبة وبالذات الوضع الامني هو الذي جعلها تتخلى عن مواقع الريادة والقيادة في المشهد الرياضي العراقي ,لكننا لم نستطع ان نفهم استمرار هذا الانحسار وهذا التراجع رغم تحسن الظروف الامنية وعودة الحياة الطبيعية لبغداد العز والاباء .فتصوروا حتى الرياضة المدرسية اصابها الشلل التام في بغداد وهذا ماافرزته وبشكل واضح نتائج سباقات الدورات المدرسية والتي اقامتها وتقيمها الآن مديرية التربية الرياضية بوزارة التربية على ملاعب المحافظات ,فمن المدهش حقاً ان نشاهد فريق لتربية بغداد الكرخ او فريق لتربية بغداد الرصافة يخسر بفارق كبير ومخجل امام فرق المحافظات بألعاب السلة والطائرة واليد وكذلك النتائج المتواضعة لفرق العاب الساحة والميدان .ان هذا يشكل مؤشراً خطيراً على تدني مستوى رياضة العاصمة في الوقت الذي نشاهد بروز وتطور رياضة المحافظات ,
اما على صعيد الاندية فلازلنا نشاهد كيف أخذت اندية المحافظات تسحب البساط من تحت اقدام اندية بغداد (الجماهيرية وغير الجماهيرية ) ولمختلف الفعاليات فبالرغم مما تعانيه اندية المحافظات من انعدام او تواضع البنى التحتية اضافة الى تواضع الامكانيات المادية وقلة الكوادر التدريبية المتميزة ,في الوقت الذي تنعم اندية بغداد وبالاخص الجماهيرية منها بملاعب جيدة وامكانيات كبيرة وكوادر تدريبية يشار لها بالبنان مما يجعلها ان تكون اندية منتجة رياضياً ,لكننا نشاهد العكس حيث تسعى هذه الاندية بكل الوسائل الى استقطاب رياضي المحافظات لانها وللاسف تمتلك ادارات مراهقة لاتجيد سوى افتعال المشاكل والازمات والسعي وراء الاضواء .ان هكذا ادارات كارتونية هي التي اوصلت رياضة العاصمة الى هذا المستوى .اننا لانجافي الحقيقة حينما نقول ان مصادر القرار الرياضي الحكومي هي المسؤولة اولاً واخيراً عن وجود مثل هذا التفاوت بين رياضة المحافظات ورياضة العاصمة لانها تمتلك سلطة القرار انها حقيقة لكن الحقيقة المرة والتي ينبغي علينا ان نعرفها ونفهمها ان مصادر القرار الرياضي الحكومي ليست رياضية بالمرة وهذه هي الطامة الكبرى ولذلك بقيت قرارات هذه المصادر الحكومية عرجاء ولاتصب اساساً في مصلحة الرياضة العراقية فقد امتهنت السياسة مصادر القرار الرياضي الحكومي مما جعلها بعيدة عن هموم الرياضة والرياضيين .
وعودة الى موضوعنا الاساسي نقول لازالت رياضة المحافظات تعاني سياسة التهميش والاقصاء فبعد ان حققت رياضة المحافظات التميز الكبير من خلال البطولات التي حصدتها فرق المحافظات ونجاح هذه المحافظات بتنظيم مختلف البطولات وعلى كافة المستويات والتواجد الكبير والمميز لرياضي المحافظات ضمن المنتخبات الوطنية ولمختلف الفعاليات مما جعل رياضة المحافظات تحتل الصدارة وبكل استحقاق على مساحة خارطة الرياضة العراقية
ويبدو ان هذا النجاح والتميز لايروق للذين يجلسون في مكاتب فارهة في بغداد ان يشاهدوا فريقاً محافظاتياً ان (صح التعبير) متميزاً او لاعباً من المحافظات قد حصد بطولة ما او غير ذلك ,فلازالت اساليب استقطاب الطاقات الواعدة والمميزة من المحافظات تمثل علامة فارقة للعاملين في بغداد فالكثير من مدربي فرق العاصمة ومن الذين ملئوا العالم ضجيجاً يواصلون سياستهم الرعناء بأفراغ اندية المحافظات من لاعبيها لكونهم يبحثون عن اللاعب الجاهز حيث يعتقدون واهمين بأنهم هم ولااحد غيرهم يستطيع ان يصنع انجاز !!! هكذا يبني اشباه المدربين والمراهقين من الأداريين رياضتهم في بغداد .لقد قتلت هذه النرجسية اللعينة رياضتنا العراقية بالصميم .
فلانعرف كيف نفهم محاولة تهميش دور مدرب شاب كفوء حقق العديد من الانجازات الرياضية بعد ان سعى وبكل جد واخلاص ومثابرة ان يحقق له موقعاً مميزاً في مسيرة الرياضة العراقية بشكل عام والكرة العراقية بشكل خاص
انه المدرب الشاب (سالم عودة)المدرب المساعد للكابتن الدكتور اسعد لازم مدرب منتخبنا الوطني بخماسي الكرة والذي يستعد لنهائيات آسيا المقبلة .فقد حقق الكابتن (سالم عودة)طيلة مسيرته الكروية التدريبية العديد من الانجازات فقد حقق بطولة الفرات الاوسط بخماسي الكرة مع منتخب كربلاء وكذلك احرازه بطولة محافظة كربلاء بخماسي الكرة ولخمس سنوات متتالية وعمل مدرباً بخماسي الكرة لنادي الجماهير الكربلائي اضافة الى حصوله على شهادة تدريب دولية بخماسي الكرة وهو اليوم يعمل مدرباً مساعداً ضمن الكادر التدريبي لمنتخبنا الوطني بخماسي الكرة .وعندما صدر قرار حل اتحاد الكرة تقدمت العديد من الاندية بمفاتحته لتدريب فرقها في الدوري الممتاز ,وقد استجاب لطلب الهيئة الادارية لنادي الهندية وعمل مدرباً لفريقها الكروي ,وبعد صدور قرار الغاء حل اتحاد الكرة عاد الكابتن (سالم عودة) لمهمته الوطنية مع الكادر التدريبي للمنتخب الوطني العراقي بخماسي الكرة والذي يواصل استعداداته لنهائيات طشقند باوزبكستان .ويعد الكابتن (سالم عودة) المدرب الوحيد من المحافظات والذي يعمل مع المنتخبات الوطنية .
ان محاولة تهميش او اقصاء او تغييب دور مثل هذه الكفاءات الشابة والمميزة لايمكن ان نفسرها بشيء سوى ان نقول ان مثل هكذا محاولات لاتخدم مسيرة الرياضة العراقية فالجميع يعمل لاجل العراق ,فقد انتهى زمن السطوة والحظوة والعلاقات والمجاملات السمجة فالبقاء للأفضل .........والبقاء للأكفأ......وعلى الجميع ان يراجع خططه وبرامجه
فرياضة المحافظات قادمة .........وكفاءات المحافظات قادمة ..........والبقاء للأصلح دائماً......والله من وراء القصد .
أقرأ ايضاً
- العنوان .. معطيات الرياضة الروحية الرمضانية
- رياضة الديوان فناجينها خالية !!!
- ازمة الرياضة العراقية بين الترحيل و التدويل !!!؟