- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
قضية مروة الشربيني ..وازدواجية المواقف!!!
القاعدة الفيزيائية تقول ان لكل فعل ردة فعل لكن القاعدة الأخلاقية تؤكد إذا تجاوزت ردود الأفعال حدود المنطق والمعقول لأي حادثة معينة تجري في أي بلد في العالم سواء في الماضي او الحاضر وحتى المستقبل فانه يعد ازدواجية في قراءة ذلك الحادث او غيره وفي أي زمان ومكان،ومقصد الحديث هنا الحادثة التي تعرضت لها مروة الشربيني }( 32عام) مصرية الجنسية والتي تعود قصة مقتلها بحسب الصحف الألمانية إلى نحو عام اثر مشادة بينها وبين المتهم اليكس 28 عاما ألماني الجنسية في أحد ملاعب الأطفال ، لأنها طلبت منه أن يترك الأرجوحة لابنها الطفل ، إلا انه قام بسبها واتهامها بأنها إرهابية كونها ترتدي الحجاب.وأضافت التقارير الصحفية إن الجاني تعرض الى المرحومة ونزع الحجاب عن رأسها ، فما كان منها كسيدة مصرية مسلمة تعتز بدينها، أن توجهت إلى ساحة القضاء التي بدورها أنصفت مروه وحكمت بغرامة 750 يورو لصالحها، إلا أن المتهم قام باستئناف الحكم وتربص لها في المحكمة، حيث اخرج سكينا وقام بطعنها 18 طعنة فأرداها قتيلة على الفور{ هذه الحادثة اصبحت الان حديث الساعة وقضية كبيرة في عدد من البلدان وخاصة العربية منها والإسلامية على أنني لا اريد التقليل من شانها ،ولكن أتحدث عن طريقة التعامل مع الموضوع وردود الأفعال عبر الصحف خاصة العربية منها والإسلامية كإيران مثلا والمظاهرات التي انطلقت في بعض البلدان كالأردن والبرامج التي بثتها بعض القنوات الفضائية والتي اعتبرت بعضها القضية وكأنها سلسلة من الحرب الصليبية غير المعلنة ضد الإسلام والمسلمين وربطها غير المنطقي بأمور أخرى كالرسوم الكاريكاتورية التي تعرضت الى شخص النبي الأكرم(ص)
(نشرت للمرة الأولى في أيلول 2005 في صحيفة \"ييلاندز-بوستن\" الدنماركية. ثم أُعيد نشرها في النرويج في كانون الثاني/ يناير 2006 قبل أن تقرر عدة صحف أوروبية بدورها نشر الرسوم في شباط في فرنسا وألمانيا وإيطاليا واسبانيا )والتي لاقت في وقتها غضبا عارما في شوارع عدة دول إسلامية دون ان تأخذ حكوماتها موقفا سياسيا موحدا باعتبار ان تلك الرسوم استهزأت برمز المسلمين والإنسانية جمعاء ،وعودا إلى ردود الأفعال التي لايمكن وصفها بأنها عفوية بل منظمة من قبل جهات معينة ولغايات في نفوس لا يعلمها الا الله سبحانه وتعالى أقول أين كانت ردود الأفعال هذه في الشارعين العربي والإسلامي تحديدا لما جرى ويجري من أعمال عنف في العراق والتي أباحت دماء المسلمين وأعراضهم ،وهل تختلف المرحومة الشربيني عن غيرها من سائر عشرات آلاف العراقيات البريئات اللواتي استشهدن بغير ذنب بتفخيخ شخص مجنون او مخدر أرسلته بعض الجهات المدعومة من قبل حكومات تدعي الإسلام دينا وفي دستورها فقط ،وهل ان الغيرة العربية استفاقت مع مقتل المرحومة الشربيني وغطت وتغط في سبات عميق معطية في نفس الوقت الاذن الطرشاء لما يجري من حوادث ارهابية بل الابشع من ذلك ان من بعض الجهات من ناصر هؤلاء المجرمين القتلة الذين تقف بحقهم الرذيلة والدناءة عاجزة عن وصفهم واعتبرتهم مقاومين مجاهدين كونهم يفخخون انفسهم وسياراتهم بين فئات العراق المختلفة ولكل طرف يبرئ فعل مجرميه على هواه ،طالما كانت مواقف الدول العربية وبعض الدول الإسلامية تعبر عن ازدواجية واضحة في آرائها جراء الامور التي تشهدها الساحة العالمية فنصيحتي المتواضعة ان لا تجعل مواقفها مثالا لسخرية القاصي والداني خاصة من دول اوربا وامريكا لينعكس بالتالي على تعاليم ديننا الرصينة السمحاء التي تنظر إلى جوهر الاشياء وليس الى شكلها الخارجي لان الله عز وجل اقرب الى الانسان من حبل الوريد ،واذكر قصة رواها لي شيخ مسن حصلت امامه على جسر الشهداء في العاصمة بغداد وأثناء حملات التسفير التي جرت في خمسينيات القرن الماضي بحق اليهود العراقيين عندما كان احدهم يعبر الجسر المذكور اذ لاقاه احد الشقاوات (ويسمى في مصر بالفتوة) وقام بضربه بقوة باعتباره مسلما لا يرضى بوجود اليهود على ارض العراق ،ويكمل الشيخ القصة التي عاش لحظاتها بان اليهودي دعا الله سبحانه وتعالى ان يأخذ بثأره فورا من ذلك الشقاوة كونه أهانه أمام سائر الناس ولم يكن ذا حول وقوة ،فجاء في وقتها رجل مجنون صوب الشقاوة الذي ادعى حينها بضربه لليهودي انه احد المدافعين عن الإسلام وقام بتوجيه لكمة قوية سال الدم من وجه الشقاوة فورا فانتفض بدوره وثارت حفيظته لكن حرافيشه نصحوه بعدم الرد عليه كونه مجنونا وسينقص من هيبته فابتلع ضربته ورحل وعرف الناس حينها ان الله بالمرصاد لكل مظلوم ...
على الصفاء والمودة وكف الأذى أسس نبينا دعائم ديننا الإسلام فراجعوا ايها العرب والمسلمون مواقفكم جراء الذي حصل ويحصل في العراق حتى لاتكونوا مزدوجين في تحليلكم ونظرتكم الى الامور لتكونوا مدعاة لسخرية باقي الشعوب..
أقرأ ايضاً
- عجيب أمور .. غريب قضية
- خطاب السيد السيستاني.. ملخّص القضية
- الرسالة المحمدية تتألق في القضية الحسينية