- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
كيف نتحصن من الثقافات الوافدة؟!
غالبا ما كان المغتربون يشكون الأجواء الصاخبة التي يعيشونها في بلاد الغرب، والآن وبفضل التكنلوجيا المتطورة والفضائيات والأنترنت فإن الثقافة الغربية بما لها وما عليها قد غزتنا في عقر بيوتنا، إذ أنه وبضغطة زر باستطاعة الشاب والشابة من عوائلنا أن يطلعوا على أفلام الرعب والسطو والإباحة والخمر والفساد والقمار وغيرها من العادات السيئة التي كان يعاني منها المغتربون سابقا والجميع حاليا، والسبيل إلى ردم هذه الهوة وجلب الحصانة لأولادنا لكي لا ينجرفوا إلى مهلكة الحضارة المادية المقيتة، هو التمسك بكتاب الله العزيز واحياء المناسبات الدينية ووفيات ومواليد الرسول الأكرم والأئمة الأطهار سلام الله عليهم أجمعين، واقتباس سيرهم العطرة والعمل وفق نهجهم وأقوالهم النيرة، وفي هذا الإطار فإن العتبة الحسينية المقدسة أولت الإهتمام بالقرآن الكريم حفظا وتفسيرا ومنهاجا ولاسيما في أوساط الأطفال والأشبال وتحصينهم بالثقافة القرآنية السديدة، وكذلك إقامتها الإحتفالات والمسابقات بالمناسبات المختلفة لكي يرتوي العطاشى من الشرائح المختلفة من نمير فيض المعصومين ونور علمهم المبثوث في كتب السيرة والحديث أولئك الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
وكثيرة هي القصص التي نسمعها من أولئك الذين انخدعوا بسراب الثقافة المادية الغربية، وكيف أنهم انساقوا وراء ملذاتهم وجشعهم المادي المقيت واصطدموا بقطار الموت الزئام وسوء العاقبة والنهاية المريبة، وطالما أن الإنسان مخير بين الخير والشر، وطالما أن قطار المنية لم يفته بعد، فإنها فرصة على العقلاء اقتناصها وانتخاب أنجع الطرق الموصلة إلى الفضيلة والكمال بعيدا عن متاهات الرذيلة والضياع والإندثار.
علاوة على ذلك فإنه لا تزال صفحات الأطفال النقية تهتف بنا أن لا نلوثها بقبائح الأعمال، فلنجعل منهم أئمة يهدون إلى الخير والرشاد، ونبعد سرائرهم النقية عما يلوثها من آثام وجرائم وموبقات، وهي مبثوثة في عالم التكنلوجيا الحديثة في وجهها السلبي القاتل، وتبعا لذلك فلنشذب قنوات أجهزتنا من كل ما يخدش الحياء ويزيل العفة والكرامة الإنسانية، ولنحيي في ذوات الأطفال سير الأئمة والصالحين والعلماء من عباده، الذين ضربوا أروع الأمثلة في الزهد والورع والتقوى والحياة المفعمة بروح الإيمان والعقيدة، ولنعمل على إنزال الرحمة والمودة والبركة على بيوتنا وعوائلنا وأطفالنا بإحياء أمر أهل بيت العصمة والنبوة واستذكار حياتهم المليئة بالصفاء والنقاء والطهر والتبتل، ولنأخذ بيد زهورنا النادية إلى رحاب الكرم والنبل وبستان الفضائل والكرامات النبوية والعلوية الصادقة.
إشاعة روح الثقافة الإسلامية الأصيلة هي التي تحافظ على قيم ومعتقدات وأخلاق الناس وتنتشلهم من هوة الضياع والخسران وهي التي تقع على عاتق الجميع، من منظمات مجتمع مدني ومؤسسات دينية ووزارات ثقافية معنية، وبهذا نكون قد جعلنا من أنفسنا مصاديق عملية لقول الإمام الصادق عليه السلام( أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا) وهي دعوة صادقة إلى كل من يهمه الأمر في افتتاح مراكز الجذب الثقافي الهادف لانتشال براعمنا النادية وابعادها من أن تطالها وتنهشها ذئاب الثقافات المادية الوافدة.
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟ (الحلقة 7) التجربة الكوبية
- كيف يمكن انقاذ العراق من أزمته "البيئية - المناخية" الخانقة ؟