من الظواهر الجديدة والتي استشرت في واقعنا الرياضي العراقي بعد سقوط الصنم في التاسع من نيسان عام 2003 ظاهرة وجود المستشارين في المؤسسات الرياضية الحكومية او غير حكومية ,وهؤلاء المستشارون والذين يفترض ان يكونوا رياضيين ومن اصحاب الخبرة والدراية والعلمية بحيث يتوقف على عملهم واستشاراتهم القرار الرياضي والذي يتطلب اتخاذه من قبل المعنيين بالامر . وهذه الظاهرة ليست بظاهرة عراقية وانما هي ظاهرة متداولة وموجودة في كل انحاء العالم ,ولكن الفرق يكمن في تطبيق وتوظيف هذه الظاهرة في خدمة مفاصل الحركة الرياضية .لاننا ولله الحمد نختلف كثيراً بل نتميز ونتفرد عن باقي البشر في تطبيق الانظمة والقوانين والاعراف والممارسات والتي نراها قد بنت مجتمعات متطورة ومتقدمة بعدما ايقنت تلك المجتمعات ان الحياة تحتاج الى المزيد من التفاعل الصميمي بين شعوب الارض وكذلك تبادل الخبرات التي هي اساس التطور في كل مجالات الحياة . بالامس القريب شاهدنا السيد فلورنتينوبيريز رئيس النادي الملكي ريال مدريد الاسباني يقرر تسمية النجم الكروي الفرنسي زين الدين زيدان مستشاراً له في ادارة دفة قيادة اكبر واغنى نادي في العالم ,ولم تأتي تسمية زيدان اعتباطاً وانما جاءت بعد دراسة وتمحيص لشخصية زيدان بغض النظر عن خلفيته القومية او الدينية اوغير ذلك .لم تعد لهذه الاعتبارات وجود الا في ذهنية المجتمعات النمطية التفكير والتي تلغي عوامل الخبرة والكفاءة والعلمية والدراية امام اخطبوط المحاصصة السياسية (السيئة الصيت)والتي اكلت الكثير من جرف الدولة العراقية للاسف وهذا مافعله السياسيون بنا نحن شعب اقدم حضارة في التاريخ .
في واقعنا الرياضي والذي للاسف اصبح بقدرة سياسيونا الابطال جزءاً من الواقع السياسي ,المهم انتشر المستشارون في كل مفاصل الحركة الرياضية ابتداءاًمن وزارة الشباب والرياضة ومرورا باللجنة الاولمبية ومن ثم الاندية والاتحادات الرياضية ,فقد صال وجال المستشارون في رياضتنا العراقية بعد اخذوا زمام الامور في كل شيء لاننا للاسف نفتقد الى القائد الرياضي الاختصاصي والذي ربما يكون بخبرته في غنى عن المستشارين (ودوختهم) . فكم مستشار رياضي في بلدنا ,فهناك من كان يحمل صفة مستشار وهو يقود ملف الانتخابات الرياضية وسمي عراب الانتخابات في الوقت الذي لم نكن نسمع به في يوم ما بانه رياضياً او بطلاً في لعبة ما .
وانما عرفنا فيما بعد انه مختص بامور (منظمات المجتمع المدني) .لااعرف كيف تسلل السيد السهلاني الى وسطنا الرياضي وكيف استلم ملف الانتخابات الرياضية فاصبح الرجل (يرفع ويكبس) كيفما يشاء واختفى عن الانظار نعم اختفى عن الانظار ,اما لماذا اختفى فالله اعلم والراسخون في الشؤون الرياضية في وزارة الشباب والرياضة !!!
وهناك المستشار الآخر الذي صال وجال في عالمنا الكروي وعاد لنا بفييرا مدرباً مرة اخرى واصطحب فييرا في جولة حرة ببغداد وكان النجم الاوحد في بطولة خليجي 19 وملف البرازيلي ايمرسون الذي ظلّ غامظاً كمثلث برمودا ,واختفى السيد الحسني عن الانظار مثلما اختفت في خليجي 19 الاسرار.ولانعرف اين اختفى المستشار .
وذلك المستشار الآخر الذي يحمل الشهادة الاكاديمية العليا فهو يحمل لقب (دكتور) وبعد اان امضى ردحاً من الزمن في اولمبية الكسيح عدي عاد لنا الدكتور عبد المهدي الغارق في نرجسيته فهو على حد تعبيره (الاعلم والاوحد وفلتة الزمن العراقي) في المجال الرياضي ,فكل رأي دون رأيه هراء فقد كان الدكتور عراب الصراع والجدال البيزنطي بين وزارة الشباب والرياضة وبين اللجنة الاولمبية .مما جعل السيد وزير الشباب والرياضة في حيرة من امره في مسألة فض الاشتباك مع اللجنة الاولمبية لان السيد المستشار في كل يوم يطلع علينا بتصريح جديد (يخربط الغزل)
وهكذا الى ان اختفى الدكتور المستشار هو الآخر بعد ان قضى اجازة طويلة في جزر الكاريبي والتي تشابه اهوار الناصرية . واليوم تتسع ظاهرة المستشارين لتغزو مجالس المحافظات والحكومات المحلية والتي يبدو انها لم تستطع بعد ان تتجاوز محاصصاتها الحزبية الضيقة .
نحن لسنا ضد ظاهرة المستشارين خاصة ونحن نؤمن بقول(ماخاب من استشار) ,ولكن دعونا نتسائل ماهي مواصفات المستشار؟ الذي يفترض ان يكون في مؤسساتنا الرياضية ؟ دعونا نستفيد من تجارب الآخرين فقد سبقتنا العديد من دول الجوار في هذا المجال ,لماذا ننغلق امام تجارب الآخرين فالحياة تفاعل وتبادل خبرات .
كفانا نرجسية .....وغروراً .....ومحاصصةً .....فقد خسرنا الكثير من الزمن ........فقولوا لنا بربكم
كم .......مرة .......نحن .......نعيش .
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- قل فتمنوا الموت إن كنتم صادقين... رعب اليهود مثالاً
- البيجر...والغرب الكافر