- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
كربلاء المقدسة.... شرفها بارئها وخذلها عبيده
لقد أطلت كربلاء على أوسع نافذة من منافذ التاريخ بعد قيام الامام الحسين ( عليه السلام ) ثورته التاريخية على ارضها لتتشرف من دون بقاع العالم باحتضانها جسد سبط الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الامام الحسين عليه السلام مما زادها تشرفا ورفعة لتصبح محط أنظار المسلمين ومهوى أفئدتهم، ومن هنا جاءت روايات أهل البيت ( عليهم السلام ) في تشريف هذه البقعة المباركة التي أصبحت مثوى للامام الحسين ( عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه ، فقد ورد عن الامام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : \" إن الله أتخذ بفضل قبره كربلاء حرما آمنا مباركا قبل أن يتخذ مكة حرما \"، وفي بعض الروايات إن الله سبحانه وتعالى فضلها على بقاع الأرض حتى تجاوزت بفضلها أرض مكة كما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): (إنّ ارض الكعبة قالت: من مثلي وقد بني بيت الله على ظهري، يأتيني الناس من كلّ فجّ عميق، وجعلتُ حرم الله وأمنه؟فأوحى الله تعالى إليها: أن كفّي وقرّي، فوعزّتي وجلالي ما فضل ما فضِّلت به فيما أعطيتُ به أرض كربلاء إلاّ بمنزلة الإبرة غرست في البحر فحملت من ماء البحر، ولولا تربة كربلاء ما فضلتك ولولا من تضمنته أرض كربلاء ما خلقتك ولا خلقت البيت الذي به افتخرت فقري واستقري.
وللحديث عن كربلاء وقدسيتها ومكانتها سوف يطول بنا المقام لذا اكتفيت بالروايتين اعلاه .
واود في مقالتي هذه ان اسلط الضوء عن مدى حرصنا واهتمامنا لهذا الارث الحسيني الذي خلد لنا عبر الحقب الزمنية الماضية والمتمثل بكربلاء المقدسة لنرى كيف تم التعامل به واستغلاله بما يليق بمكانة هذه المدينة المقدسة، ولكن في العين قذى وفي الحلق شجا ونحن نرى هذا الارث العظيم من افراط الى تفريط ومن اهمال الى لامبالاة من قبل جميع المعنين حتى اصبحت كربلاء اليوم تستغيث بدون ناصر، فالذي يسمع عن الميزانيات الانفجارية التي خصصت للمدينة طيلة الاعوام السابقة فانه سيتوقع بانها اصحبت احدى عجائب الدنيا السبعة ولكنه حينما يرى واقعها المر يصاب باحباط شديد، فكيف بهذه البقعة المقدسة التي شرفها بارئها وهي مليئة بالاتربة والنفايات والقمامة ونقص الخدمات، وكيف بزائري هذه المدينة الذي اوصانا بهم ائمتنا عليهم السلام بضرورة استضافتهم وتقديم افضل الخدمات لهم وهم يقطعون مئات الامتار في طرق ملئوها الاوساخ والمياه الاسنة وكيف بهذه المدينة وهي تستصرخ الفساد الاداري والمالي وكيف... وكيف .... وكيف حتى ينقطع النفس.
وانا على يقين بان هذه المدينة تشكوا بارئها يوميا على ما اصابها من اهمال وستقف خصما يوم القيامة ضد من حكمها او ارتقى سلم ادارتها ولم يمنحها حقها او تقاعس عن خدمتها .