- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الرجاء أيها السادة ....لاتصنعوا ديكتاتورا اخر !!!
نتيجة لظروف سياسية ابتلي بها العراق خلال العقود الاربعة الماضية كان لابد ان تتولد فوبيا سياسية لدى شريحة كبيرة من المواطنين نتيجة تعرضهم لسياسية تدمير البنية التحتية للشخصية العراقية من خلال استعمال اقسى وابشع انواع سياسات القمع التي استخدمت في هذا الباع عند الديكتاتوريات التي حكمت العالم سابقا ،بل يقال ان رئيس النظام السابق كان يطالع كتاب مكيافلي دائما ورواية اخرى تقول انه كان يضعه تحت وسادته،اذن فالنظرة الى السياسي او الى المسؤول التي يشوبها الخوف عند البعض الكثير من قبل ابناء الشعب كانت لها اسبابها المعروفة رغم سقوط الصنم قبل ست سنوات بل تذهب الامور الى ابعد من ذلك حتى اصبحت مقاييس الشخصية الكارزمية عند البعض الغالب من العراقيين ترتبط بمدى قوة الكلام وليس الفعل التي تظهرها هذه الشخصية السياسية او تلك في الحديث او في معالجة بعض الأمور ،فاصبح التحرر من هذه الفوبيا من الامور الصعبة وليست المستحيلة خصوصا في ضوء استخدام بعض السياسات المتبعة في هذا المجال من قبل البعض من السياسيين الذي عرف كيف يتعامل مع هذه الشيزوفرينيا العراقية من خلال استخدام طرق معينة في المشي او التمنطق ببعض العبارات الرنانة في اطلاق الوعود بحل بعض الازمات مع قناعة المتلقي ان بعض الحلول المطروحة هي مجرد كلمات موجودة على الورق ولايمكن تطبيقها على الواقع لوجود عوائق وأشواك كثيرة يمكن ان يكون احد اسبابها المتكلم ذاته وتزرعها اطراف تغذيها جهات إقليمية لاتريد ان تتغير البنية السايكلوجية العراقية التي تعتبر الاساس في التغيير الفعلي للعراق وبالتالي يمكن ان يحدث عاصفة سياسية واقتصادية تهز المنطقة ،وخير برهان هو البيروقراطية التي تتبعها الكثير من الدوائر الحكومية خصوصا ذات الارتباط المباشر مع المواطنين لان التحرر منها لايخدم القائمين على ادارتها خاصة في المرحلة الراهنة ،فتحولت الشخصية العراقية ولا أقصد التعميم إلى شخصية سلبية في اغلب الاحيان من خلال عدم التفاعل بايجابية اتجاه الواجبات التي تقتضيها المواطنة الصحيحة باعتبار ان حقوق المواطنة لم تلمس الى الان بل اصبحت سلوكا من خلال التعدي على كل شيء حتى الممتلكات العامة التي تصب بالتالي في خدمة المواطن نفسه لارضائها سايكلوجيا اتجاه الذي يحصل في العراق من سياسة الاستغفال التي يمارسها بعض الساسة الوصوليين الذين يلهثون وراء المصالح الحزبية والشخصية نتيجة التخندقات الطائفية والفئوية التي تعد نتيجة طبيعية لمسار اية عملية سياسية في أية دولة قطعت اوصالها بين ليلة وضحاها بسبب سقوطها فعليا بعد احداث عام 1991 المعروفة،والابتعاد عن مصالح الوطن والمواطن ..
ان عملية الايمان بالقدرة الجماهيرية في بناء أي وطن على اسس سليمة هي قاعدة مهمة ونقطة انطلاق اذا حاولنا التوصل اليها نستطيع ان نتخطى كل العراقيل التي تمر في بناء العراق الواقعي الجديد وليس الحلم الموجود فقط في القصائد الشعرية المغناة بصوت مطرب شجي نتاثر به ، شبيهة بالاغاني التي تنشد قصائد تتغنى بالوحدة العربية الذي هو شعار تتمنطق به الانظمة العربية وصاحبها الذي اضحى في مزابل التاريخ واضحت اليوم اطلالا يتباكى عليها بعض ابناء تلك الشعوب الغاطين في سبات عميق لايحبون ان يستفيقوا منه ابدا..وتكون مشاركتنا مستقبلا في الانتخابات حقيقة عملية من خلال تشجيع العناصر التكنوقراط وهي كثيرة على الترشيح للانتخابات القادمة وانتخابها لنستطيع ان نصعد السلمة الاولى في سلم التغيير الفعلي ،وبالتالي التعامل مع تلك الشخصيات ليست باعتبارها رمزا سياسيا لايمكن ان ان ننقده نقدا بناء في حال تلكؤه بتنفيذ البرامج الانتخابية التي وعد بها وكذلك التخلص من الوهم الذي تفرضه بعض اشباح الديماغوجيين الذين يحاولون النزول الى الارض من خلال التمسك بالسياسات السابقة المعتمدة لتكون ديكتاتورا اخر لانعلم عدد السنين التي يمكن لقوة عالمية اخرى ان تحررنا منه لان الانقلاب عليه سيغدو مستحيلا باعتبار سكوتنا على حقوقنا المسلوبة التي يتمتع بها مواطنو دول اخرى لاتمتلك نصف ايرادات العراق ،فالرجاء ايها السادة فلنتحرر من عبودية الديكتاتورية ولنصنع ديمقراطية حقيقية ليكون الغد اجمل في عراق المستقبل ..
علاء السلامي