- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
دولة الإمارات ...قصة دولة بناها العمل وليس الشعارات
نحن في دولة قائمة على رمل الصحراء ، ولكنها عامرة متقدمة مزدهرة بآخر تقنيات العصر لجهة العمران والبناء وتكنولوجيا المعلومات وأيضا في ميدان توثيق المعلومات.
هذا ما اجمعنا عليه نحن وفد الأسبوع الثقافي العراقي في دولة الإمارات ونحن نزور مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية . في المركز وقعت عيني على كتاب ((زايد من التحدي إلى الاتحاد)) وهو كتاب من تأليف الدكتور جوينتي مايترا يقع في (465) صفحة وهو عبارة عن ((عرض تاريخي لحياة وانجازات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حاكم إمارة أبوظبي وأول رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة)) الكتاب يحكي الكثير بالأرقام والتواريخ والحقائق ولكن أهم ما فيه الشعار الذي كان يردده المرحوم الشيخ زايد دائما وهو \"سرعة الانجاز وإتقان العمل\".
والذي يمر اليوم بشوارع أبوظبي ودبي والشارقة والإمارات الأخرى يدرك حجم صدقية وأهمية هذا الشعار الذي كان الآلية المتطورة لدحر وقهر الصحراء وإقامة دولة عصرية يتوافد إليها الملايين اليوم للتسوق والسياحة أو لرؤية مدن تتطور بسرعة هائلة متجهة نحو خدمة المواطن ونحو التواصل مع العالم.
قصة دولة الإمارات وحضورها الحالي هي قصة بسيطة ولكنها نادرة في العالم العربي وهي حلم في متناول اليد إذا توفر الإخلاص والعقل السديد والتواضع والبعد عن الأنانية والرغبة في الاستئثار فالثروة موجودة في اغلب الدول العربية ولكنها بيد سلطة تبدد وتفسد وتصرف على الملذات الآنية وعلى رغبة البقاء الأبدي في الحكم وعلى الحروب والكوارث وإشباع الذات وتجويع الشعب كما حصل في العراق أبان الحكم الدكتاتوري.
أما في دولة الإمارات فقد اجتمع الصدق والنبل والسخاء والرغبة العميقة في اللحاق عمرانيا وتنمويا\"بالعالم المتطور فنهضت دولة كانت صحراء قاحلة لتصبح بستانا\" عامرا\" ، وكانت مجموعة خيام غدت عمارات شاهقة تتعالى على مد البصر ، وكانت مهجورة حتى من مواطنيها بسبب الحر اللاهب فتحولت إلى قبلة للسواح حيثما كانوا في أنحاء المعمورة ، وكانت مجموعة آبار نفطية تملكها قبائل متصارعة على السلطة والثروة والنفوذ كما يحكي قصتها الروائي عبد الرحمن منيف في خماسية ( مدن الملح ) واستحالت الآن إلى إمارات متصلة بشوارع عصرية وسياسة واقتصاد وثقافة موحدة ومتناغمة حققت الوئام الاجتماعي بينها والقسط الأوفر من الحقوق لمواطنيها وطفرت بشكل فلكي تصاعديا\" لجهة الاقتصاد والعمران 0 كل ذلك لأنها ابتعدت عن جعل السياسة والايدولوجيا والشعارات الفارغة خبزا\" للمواطن وانفتحت على عقل العالم وحضارته وحققت بصمت ولكن بصدق وتحدي وإرادة قوية ثورة العمران 0 لذلك أقول وانصح كل الحكام العرب قراءة كتاب (( زايد من التحدي إلى الاتحاد )).
وكيل وزارة الثقافة العراقية