تعلمت من الحياة ثلاثة أمور لعلها باتت ضرورية لمن يريد خوض عباب البحر في لججه الغامرة، تعلمت في أنه لا تحقيق للطموحات دون معاناة، وتعلمت أن الحظ في الحياة هو نقطة الالتقاء بين التحضير الجيد والفرص التي تمر، وتعلمت أنه لا يتم تحقيق أي شيء عظيم في هذه الحياة من دون حماسة.
معظم المشاريع العمرانية المقامة في محافظات العراق ما هي سوى وهم بددته الحقيقة وحلم أيقظه الواقع، والشركات المحلية القائمة عليها ليس لديهم الجرأة على مواجهة الفشل، وأنهم لم يلتفتوا إلى حقيقة مفادها أن الذين يقهرون الصعاب هم الذين ينجحون، ولم يقفوا على أن الفشل لا يعتبر أسوأ شيء في هذا العالم، وليعلم الجميع إنما الفشل هو أن لا نجرب، وهو أن لا ينتهي المرء عندما يخسر، إنما عندما ينسحب، والذي يكسب في النهاية من لديه القدرة على التحمل والصبر.
وبينما أنا أتصفح أخبار الأنترنيت استوقفني تصريح لأحد المسؤولين في كربلاء المقدسة إن أكثر من 450 مشروعا قد تمت المباشرة فيه في عموم المحافظة مبينا إن أعمال البنى التحتية لم تنجز بشكلها النهائي وهذا ما يؤثر على الخطط الموضوعة في تعبيد الطرق ورصف الأرصفة وإنشاء الحدائق والمتنزهات.
وأضاف أن البلدية تعاني من أسباب كثيرة تحول دون انجاز مشاريعها منها تلكؤ في انجاز المشاريع لقصور حجم الملاكات العاملة في الدوائر ونوعيتها من ناحية افتقارها للخبرات الفنية المتخصصة وقلة المختبرات الإنشائية مبينا أن المحافظة لا يوجد فيها سوى مختبر واحد مطابق للمواصفات المطلوبة.
إلقاء اللوم على الآخرين ورمي الكرة في ساحة الغير ولي الأذرع للتملص من تبعات المشهد المقذع لمحافظات العراق ولاسيما المقدسة منها وعدم الاهتمام بالأولويات التي تمس حاجات المواطن، هذه السياسات قد سئم منها المواطن مثلما سئم من الشعارات الفارغة التي لا تغني ولا تسمن من جوع...
أضحى المواطن بين المخصصات الضخمة للمحافظات وتردي حال الخدمات يطرق ويفكر بمرارة، تتسلل الأحلام من جنباته الملتاعة كالسراب، يجد نفسه تائها ما بين اليقظة والشرود، يحدث نفسه في لوم، تلسعه سياط الحقيقة بحرقة وألم وتلوع ولا من منقذ! لعل الجواب يأتيه من متاهات الميول الحزبية والطائفية وحتى الجغرافية التي سحقت المواطن المسكين تحت حوافرها سحقا.
أقرأ ايضاً
- مازال الجنوب يعاني من نقص الأعمار وسوء الخدمات
- ميدالية العيش في ظل سوء الخدمات
- الحكومات المحلية مع التحية ... الصلاحيات تعني الخدمات