- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
التحالفات السياسية في العراق ..قطعة من الثلج
في التاسع من نيسان عام 2003 سقط صدام حسين وسقطت معه الكثير من الاقنعة المزيفة عن العديد من الظواهر السياسية والاجتماعية في الحالة العراقية، ومن ابرز ما طفى على السطح هو الارقام الفلكية الّتي ترصد ملفات التفاهم والاتفاقيات في خارطة التحالفات السياسية لمختلف القوى العراقية.
ان ما تم توقيعه من مذكرات تفاهم او اتفاقيات معلنة في حفنة من الاعوام ربما يتجاوز في مجمله جميع مذكرات التفاهم في تاريخ العراق السياسي الحديث.
الملفت ان معضم هذه التحالفات سرعان ما تشكلت وتبلورت ولكنها في نفس الوقت سرعان ما تبدأ بالانصهار بشكل تدريجي لتبقى مجرد حبر على ورق، وهذا ما يؤكده لسان حال العديد من التحالفات الملعنة بين هذا الطرف او ذاك.
ان ذلك الحال يعكس جملة من المعطيات لعل اهمها:
ـ ان الدولة العراقية ولانها تعتبر في بدايات تشكلها ولانها لم تاخذ هويتها الواضحة والحقيقية بشكل عام فان ذلك قد انعكس بشكل او باخر سلبا على البرامج السياسية لمختلف القوى العراقية ان كانت هذه الاخيرة تمتلك برامج سياسية.
ـ كما ان غياب الثقة وحالة التشنج الموجودة بين القوى السياسية تجعل كل طرف ينظر بقلق شديد الى الاطراف الاخرى وبالتالي فان هذا التباين والتقاطع في وجهات النظر وما يسببه من ارباك لمجمل الوضع العراقي ينعكس على شكل ردود افعال من قبل كل طرف تجاه تحالفات وتحركات الاطراف الاخرى.
ـ لكن الامر الاخر الاكثر اهمية من جميع ما تقدم ان الوضع العراقي بشكل عام يعاني ضعفا فاحشا في ادارة العمل المؤسساتي والجماعي ولذلك فان جميع التحالفات لا تقف على ارضية صلبة مما يعني ان اغلبها مهددة بالانهيار.
ومع ان السياسية ليست منظمة خيرية توفر اجواء تسودها المجاملات او تبادل القبل الحارة الا ان خارطة البلد الواحد تستلزم وجود نوعا خاصا من المواثيق العامة لتكون بمثابة ارضية مشتركة للتعايش السلمي لا تخضع اساسا للعبة المراوغة السياسية او مصالح هذا الحزب وذاك التيار، لكن الملاحظ الآن ان الكلّ وضع مطالبه على الطاولة واضفى على تلك المطالب صبغة هولوكوستية، وليس فقط انه لا يبدي مرونة وتعاطي ايجابي في خطاب مرن مع الاخرين لا بل كل طرف على اهبّة الاستعداد لكي يرمي وابلا من الاتهامات ضد الاطراف الاخرى اذا ما قابلته برفض تلك المطالب.
ان تلك الاحزاب دخلت العملية السياسية بمفاهيم وآليات واساليب ضبابية غير واضحة وبعيدة جدا عن الحراك السياسي المنضّج، بحيث لم تقدم الانجاز السياسي للمساحات الجماهيرية الواسعة التي تقف ورائها وهو ما يجعل موقفها ضعيفا في المواسم الانتخابية القادمة.
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى
- الأطر القانونية لعمل الأجنبي في القانون العراقي