الدخول إلى خانقين كأنه دخول إلى بلد آخر، هذا ما تلاحظه مراسلة إذاعة NPR الأميركية وهي تدخل المدينة، مشيرة إلى وجود نقطتي تفتيش مختلفتين عند مدخل خانقين، أولاهما للجيش العراقي، حيث يرفف العلم العراقي فوق هذه النقطة، والاخرى لقوات البيشمركة.
وفي نقطة التفتيش الأولى، يقول العريف ثائر عبد الأمير في الفرقة الخامسة عشرة من الجيش العراقي:
\"الأكراد هم أخواننا، لأن لا فرق. كلنا عراقيون. لكن القانون فوق الجميع، وإذا جاءنا أمر بدخول المدينة فنحن سننفذ ذلك حتى لو كان علينا أن نقاتل\".
وعندما تصل إلى نقطة التفتيش الثانية، يلفت نظرك وجود العلم الكردي الذي ترفعه قوات البيشمركة الذين يقررون وحدهم من يدخل خانقين.
وتلاحظ المراسلة أن نحو كيلومتر واحد هو ما يفصل بين النقطتين حيث يستطيع كل من الجانبين رؤية بعضهم بعضا، غير أنهم لا يرغبون بإقامة أية صلة بينهما.
ويقول أدريس خطاب وهو أحد مقاتلي البيشمركة، يبلغ من العمر 26 عاما، ولا يتحدث سوى اللغة الكردية:
\"إننا لن نترك خانقين. وجودنا هنا هو حق شرعي. وإذا وصلنا إلى النقطة التي يتعين فيها القتال ضد الجيش العراقي، فإننا سنقاتل وسنفعل ذلك حتى الموت. إن هذه المدينة بلا شك جزء من كردستان\".
وتلفت المراسلة إلى أن المشكلة هي أن خانقين ليست جزءا من كردستان، مشيرة إلى أن المدينة هي إحدى المناطق المتنازع عليها، وتبعد نحو 20 كيلومترا عن حدود إقليم كردستان مع بقية الأراضي العراقية، لافتة إلى أن خانقين جزء من محافظة ديالى، وفقا للحكومة العراقية.
ويذكر تقرير الإذاعة الأميركية بأن القوات الحكومية نفذت حملة أمنية واسعة ضد تنظيم القاعدة في ديالى هذا الشهر، وأرادت الدخول إلى خانقين ضمن هذه الحملة غير أن قوات البيشمركة منعوهم من ذلك.
يقول آزاد مرزا علي وهو يقطع البقلاوة في محله في خانقين تمهيدا لبيعها:
\"أعتقد أنه قد تم تضخيم الأمور. صحيح أن الجيش العراقي هو جيش فيدرالي، ولكن الناس هنا يخافون منه\".
وتوضح مراسلة الـ NPR أن صدام حسين اعتمد برنامجا أجبر عائلات عربية بموجبه على الاستيطان هنا بدلا عن الأكراد لكي يطمئن صدام على سيطرته على هذه المنطقة المتاخمة لكردستان، وبعد سقوط صدام حل هذا البرنامج وأجبر كثير من العرب على مغادرة خانقين، وهذا الأمر خلق لدى الأكراد مخاوف من عودة التسلط العربي عليهم.
وفي المقابل، تشير المراسلة إلى أن القيادات الكردية هي من يقوم بتوسيع سلطاتها منذ الإطاحة بالنظام السابق على المدن والبلدات والقرى خارج إقليم كردستان.
ويرى كثير من العرب العراقيين أن توسع الأكراد خارج إقليم كردستان يندرج ضمن طموحهم للاستقلال عن العراق، وهو الأمر الذي يدأب الأكراد على رفضه.
وتذكر المراسلة إلى أن الصراع في خانقين ليس على الأرض وحدها، فالمال أيضا أحد مسببات ذلك حيث توجد نقطة حدودية بين العراق وإيران تسبب الاختلاف حول عائداتها الجمركية بين الحكومة المركزية والقيادات الكردية إلى غلقها لسنوات.
ويخبر قائممقام خانقين محمد الملا حسن ذو الهوية الكردية والذي يضع في مكتبه صورتي البارزاني والطالباني، محاطتين بألوان العلم الكردي، يخبر المراسلة أنه قال لوزير الدفاع العراقي عبد القادر العبيدي الذي زار مؤخرا خانقين:
\"بصراحة، خانقين منطقة كردية. صحيح أن العرب والتركمان يعيشون فيها، ولكن خانقين من الناحية الجغرافية والتاريخية هي مدينة كردية، ولن نتخلى عنها حتى عن أية قطعة صغيرة فيها\".
أقرأ ايضاً
- ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالانت في عزلة دبلوماسية؟ ومستعدة لاعتقالهما!
- وزير الدفاع الأمريكي: قواتنا في المنطقة مستعدة للدفاع عن إسرائيل وتجنب حرب شاملة
- إذاعة الناصرية: ارتفاع في إصابات ووفيات الحمى النزفية في ذي قار