RSS
2025-12-27 17:34:43

ابحث في الموقع

في كربلاء.. العراق بصدد إعادة تأهيل إحدى أقدم كنائس الشرق الاوسط

في كربلاء.. العراق بصدد إعادة تأهيل إحدى أقدم كنائس الشرق الاوسط
أعلنت الهيئة العامة للآثار والتراث العراقية، اليوم السبت، أن اللجنة الفنية التابعة لمفتشية آثار وتراث محافظة كربلاء باشرت أعمالها بإعداد الكشوفات التخمينية ودراسة تأهيل كنيسة "الاقيصر" سياحياً.

وذكرت الهيئة في بيان اليوم، أن اللجنة بدأت بإجراء كشف موقعي للموقع والمباشرة بإعداد الكشوفات التخمينية ودراسة اعادة تأهيله سياحياً باعتباره احدى اقدم الكنائس في الشرق الأوسط وتقع في قلب البادية في المحافظة.

‏وأشارت إلى أن هذه الأعمال تتضمن إعداد متطلبات صيانة المباني ضمن إطار سعي الهيئة العامة للآثار والتراث للارتقاء بالبنية التحتية، والحفاظ على هذا المعلم العريق حيث يعود تاريخ بنائه إلى القرن الخامس الميلادي ويبعد 5 كم عن حصن "الاخيضر"، مضيفة أن الكنيسة تتميز بوجود كتابات آرامية ورسوم مختلفة للصليب.

وكانت الهيئة العامة للآثار والتراث في وزارة الثقافة والسياحة الآثار العراقية قد ذكرت، في شهر أيلول من العام 2024، أن موقع كنيسة "الاقيصر الآثاري" في محافظة كربلاء من المواقع المتأثرة سلباً بعوامل التغيّرات المناخية التي باتت تشكل مشكلة حقيقية تهدد باندثار تلك الكنيسة التي تُعد من أقدم الآثار للديانة المسيحية في العراق.

وتُعد كنيسة "الاقيصر" الأثرية من أقدم الآثار المسيحية في العراق إذ يرجع تاريخ بنائها إلى القرن الخامس الميلادي، ويقع موقعها في صحراء قضاء "عين تمر" على بعد 70 كم من جنوب غرب محافظة كربلاء، وتبعد 5 كم عن حصن الأخيضر الآثاري.

وتشير الأبحاث والآثار والمصادر التاريخية إلى أن هذه الكنيسة بُنيت من قبل الثائرين المسيحيين من الطائفة النسطورية على الكنيسة البيزنطية الذين وجدوا مأمنهم وممارسة حرية طقوسهم وعباداتهم في ظل دولة المناذرة اللخميين (268-633م) التي كانت خاضعة للدولة الساسانية وكانت تدين بالمسيحية.

وقد ازدهرت النسطورية في ذلك العهد وساعد على ذلك ترحيب الأكاسرة الساسانيين بهذه الطائفة لأن الساسانيين كانوا يخوضون حروباً مع الرومان الذين يعتنقون الأرثوذكسية.

ولا تزال آثار الكتابات الآرامية على جدرانها، إضافة إلى وجود المذبح الذي يتجه نحو القدس وهو مرتفع عن باقي أرضية الكنيسة، وتبلغ مساحة هذا المكان الكلية حوالي أربعة آلاف متر مربع بما فيها المقابر والأبراج والأديرة والخزائن.

وتقع خارج سور كنيسة الاقيصر كنيسة أخرى تم اكتشافها وهذه الكنيسة خاصة بمراسيم وطقوس دفن الموتى المسيحيين، وتم اكتشاف عشرات القبور التي تتجه مقدماتها إلى القدس، كما توجد قرب الكنيستين العديد من التلول مما يوحي إلى وجود مدينة كاملة كانت قربها.

وبعد اكتشاف الكنيسة من قبل بعثة التنقيب كان المسيحيون يأتون لزيارتها سنوياً خلال أعياد الميلاد لإقامة القداس فيها رغم فقدان سقوفها من أمد بعيد، ولكن جدرانها وإطلالتها لا تزال شاخصة.

كرار الاسدي

كرار الاسدي

كاتب في وكالة نون الخبرية

التعليقات

لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!