RSS
2025-12-27 15:38:03

ابحث في الموقع

بغضون أقل من شهر .. 1000 طير مهاجر كانت ضحية الصيد الجائر بالعراق

بغضون أقل من شهر .. 1000 طير مهاجر كانت ضحية الصيد الجائر بالعراق
أعلن مرصد "العراق الاخضر" البيئي، اليوم السبت، ان نحو ألف طير من الطيور المهاجرة كانت ضحية الصيد الجائر خلال شهر كانون الاول الجاري، داعياً وزارة الداخلية الى القاء القبض على الصيادين في الاهوار جنوبي البلاد وعدم الاكتفاء باعتقال الباعة لهذه الحيوانات.

وقال المرصد في تقرير نشره اليوم، ان هذه الطيور تهاجر في فصل الشتاء من أماكن بعيدة لتلجأ الى الاهوار كونها المكان الاكثر دفئاً في العالم ويمكن أن تبني اعشاشاً لها وتتكاثر فيها، لتجد امامها شباك الصيادين الذين لم تنفع معهم كل التحذيرات التي أطلقتها الحكومة بشكل عام ووزارة الداخلية والجهات المعنية الاخرى بشكل خاص، ليقوموا بصيد تلك الطيور وبيعها للمواطنين الذين يقومون بذبحها واعدادها كولائم.

وأضاف المرصد، أن وزارة وشرطة البيئة اكتفتا بالقاء القبض على الباعة الموجودين في سوق الغزل والطيور دون أن تعالج المشكلة من أساسها، وهي القبض على الصيادين الموجودين في مناطق الاهوار الذين يقومون بتلك العمليات دون رحمة وبشتى الوسائل.

وتساءل المرصد عن مصير تلك الطيور الموجودة في سوق الغزل بعد القبض على الباعة؟، فإذا كان مصيرها إطلاق سراحها، فما هو الضمان من أن عدم المساس بها وصيدها وبيعها مرة اخرى حال عودتها الى الاهوار؟، خصوصاً ان البيع لا يقتصر على سوق الغزل فحسب وإنما منتشر في اغلب مناطق العراق.

ودعا المرصد الى اتخاذ اجراءات صارمة بحق الصيادين، معللا ذلك بأن هنالك بعض المحاولات لبيع تلك الطيور سراً دون علم الجهات الامنية والمتخصصة، محذراً من ان تكرار محاولات الصيد خلال السنوات الماضية منع الكثير من أنواع الطيور من الوصول الى العراق، خصوصاً ان الكثير منها يستخدم لصناعة الأفلام الوثائقية عن رحلات الهجرة وتتبع مساراتها وطرق عيشها وتكاثرها.

وحذر ناشطون بيئيون في جنوب العراق من تصاعد خطير في عمليات الصيد الجائر التي تستهدف طائر النحام الكبير (الفلامنغو) في مناطق الأهوار والمسطحات المائية بمحافظات ذي قار والبصرة وميسان، مؤكدين أن هذه الممارسات تهدد التوازن البيئي رغم أن الطائر غير مدرج ضمن قائمة الأنواع المهددة بالانقراض عالمياً.

ويعتبر صيد الطيور تجارة مربحة في الأهوار العراقية المصنفة وفق اليونسكو كموقع تراثي، حيث تعاني المنطقة من الفقر، ما يجعل هذه التجارة غير المشروعة، شريان حياة للعديد من العائلات.

وبات الصيد الجائر ظاهرة عامة في العراق، لا سيما مع بداية كل موسم صيد، حيث يقوم بعض الصيادين باصطياد كميات كبيرة من الطيور باستخدام وسائل غير مشروعة وبـ"طرق شيطانية"، على حد وصف رئيس منظمة الجبايش للسياحة والبيئة في محافظة ذي قار رعد الاسدي.

ويقول الأسدي خلال تصريح صحافي، أن "طائر الفلامنغو، ورغم أنه غير مهدد دولياً ولا مدرج ضمن القائمة الحمراء، إلا أنه يتعرض للأسف الشديد إلى الصيد الجائر داخل العراق".

ويشير إلى أن "هذا الطائر يحظى في دول العالم بحماية خاصة، حيث تستقطب مشاهدته في بيئته الطبيعية السياح الذين يدفعون مبالغ كبيرة لرؤيته، بينما يستهدف بشكل مرعب عند وصوله إلى البيئات العراقية".


كرار الاسدي

كرار الاسدي

كاتب في وكالة نون الخبرية

التعليقات

لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!