تكفل مرافق المريضة "جيان خيرو ميشو" البالغة من العمر (19) عاما وابن خالها "خالد قاسم" وهم من العراقيين الأيزيديين بإيضاح ما حصل لها من اعراض ومراجعات لمؤسسات طبية وكيف وصل بها الى البصرة قائلا لوكالة نون الخبرية ان" ابنة عمته صارت لديها حالة غريبة ولاول مرة انها وقعت وهي تمشي دون السيطرة على نفسها او استطاعت اكمال المسير، واصبحت الآن لا تقوى على تحريك يدها ورجلها اليمين، فراجعنا بها احد المستشفيات الاهلية في مدينة الموصل، وعرضناها على اكثر من طبيب وبعد اجراء فحوصات مختبرية واشعاعية اكدوا ان لديها اكياس دم على الدماغ ونصحونا بالذهاب الى العاصمة بغداد لوجود مستشفيات متخصصة بهذه الامراض، وفعلا راجعنا مستشفى متخصص بعلاج الاورام في مدينة الطب واجريت لها من جديد فحوصات مختبرية واشعاعية، وشخص لديها ورم في الدماغ وادرجت ضمن برنامج الاخلاء الطبي في وزارة الصحة وابلغونا بالانتظار لايام لاخبارنا بموعد المراجعة، وبعد اسبوعين وصلتنا رسالة من الوزارة تبلغنا بمراجعة مستشفى الثقلين لعلاج الاورام في البصرة وحدد فيها اليوم والساعة لغرض دخولها واجراء جميع الاجراءات العلاجية لها، ووصلنا الى محافظة البصرة يوم الخميس الماضي وراجعنا المستشفى وعلى الفور استقبلونا العاملون في الدعم النفسي وادخلت الى العيادة الاستشارية لدى طبيب متخصص واوعز باجراء التحاليل والفحوصات المطلوبة، واسكنونا في فندق لحين ظهور النتائج، ووجدنا من الاهتمام والتعامل الانساني ما لا يوصف من قبل الاطباء والعاملين والاستعلامات ومن اهل البصرة كونها زيارتنا الاولى لهذه المحافظة، حيث يمتنع حتى سائق سيارة الاجرة "التكسي" عن استيفاء اي مبلغ ما ان يعرف اننا من الطائفة الايزيدية ومن مدينة "سنجار"، حتى شعرنا بالفعل ان علاجنا بين اهلنا ولا حاجة للسفر الى اي دولة".
السير الى الامام الحسين
مشيرا بالقول انا "من الديانة الايزيدية ومن مدينة سنجار في محافظة نينوى، ولدي اصدقاء من مدينة "آمرلي" يعملون في احد معامل "سنجار" دعوني قبل سنتين الى الذهاب معهم الى كربلاء المقدسة في الزيارة الاربعينية فوافقت وجئت معهم من نينوى الى العاصمة بغداد وسرت معهم من العمود الاول الى العمود (1400) وسرنا لمدة سبعة ايام، وعشت في اجواء محبة واحترام حيث كان مبيتنا في بيوت ناس لا نعرفهم لكنهم عاملونا كأننا اقربائهم، وشعرت حينها فعلا ان الامام الحسين (عليه السلام) للجميع ومثلما اذهب الى مقدساتي واتضرع وقفت عند ضريح الحسين لأدعو الله، كما زرت ابي الفضل العباس (عليه السلام)، وفرحت كثيرا عندما علمت ان مستشفى الثقلين تابع للعتبة الحسينية واطمأن قلبي ان علاج مريضتنا سيكون مضمون في هذا المكان"، مؤكدا ان "علاقات المحبة واواصر التعايش الانساني بين الشيعة والايزيديين متينة في مدننا فعندما حصلت حوادث الحرب ضد عصابات "داعش" الارهابية لجأت عائلات مدينة تلعفر الى سنجار ثم خرجنا سوية منها بعد الهجوم عليها".
المعاينة والعلاج
ولتكتمل الصورة ادلى الطبيب الاستشاري بالعلاج الاشعاعي الدكتور "عمر شاهين" برأيه في حالة المريضة وتشخيص حالتها وبرنامج علاجها قائلا لوكالة نون الخبرية ان" المريضة راجعت في الحادي عشر من شهر كانون الاول الجاري وتشكو من آلام في الرأس واجري لها فحص بجهاز الرنين خارج المستشفى وكانت تظهر لديها ورم في المخ نتيجة فحص الرنين، وكان القرار الطبي بعد الفحص و الاستماع الى شكواها من الالم ان نجري فحص رنين جديد على المخ لكن بصورة ادق من السابق بتقنية "الرنين الطيفي" الملون، وبعدها وحسب حالة المريضة يتم عرضها على اللجنة الطبية العلمية متعددة التخصصات من الاشعاع وجراحة الجملة العصبية في المستشفى ويصدر القرار في اجراء جراحة لاستئصال الورم، واذا تعذر الامر لوجود مضاعفات او صعوبة منطقة وجود الورم في المخ فنلجأ حينها الى العلاج الاشعاعي"، مبينا ان "قرار اللجنة اذا افضى الى العلاج الاشعاعي فسيكون بتقنية "العلاج القوسي" وهي تقنية متقدمة جدا يتم فيها تلقي الجلسات يوميا التي ستحدد حسب الخطة العلاجية وظهور نتائج فحص "الرنين الطيفي"، وقد تصل عدد الجلسات الى حوالي (25ــ 27) جلسة، وفي جميع الاحوال سيكون علاجها عندنا في المستشفى باحدث التقنيات وافضل الخبرات".




التعليقات (0)
لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!