الابلاغ يحمي ملايين النخيل في كربلاء.. زراعة كربلاء: ظهور اصابات قليلة بسوسة النخيل مسيطر عليها بالكامل

وقال رئيس قسم وقاية المزروعات في المديرية المهندس "ماجد حميد البهادلي" في تصريح خص به وكالة نون الخبرية ان" عمل القسم معني بالآفات الوبائية على شكل حملات مكافحة مجانية بالكامل باشراف ومتابعة من قبل دائرة وقاية المزروعات في وزارة الزراعة، ويصل عدد حملات مكافحة الآفات الى (16) حملة مجانية سنويا، ومن ابرز حملات مكافحة حشرات التي نفذت هذا العام هي مكافحة حشرات الدوباس، والحميرة، وذبابة الخوخ والفاكهة، وعنكبوت الغبار على النخيل، وحملة مكافحة امراض النخيل، ومكافحة القوارض، ومكافحة حشرة التوتا ابسلوتا، وحفار اوراق الطماطة، كما لدينا حملات مكافحة تخص محصول الحنطة مثل مكافحة حشرة السونة، وحشرة من الحنطة، ودودة سنابل القمح، وتوزعت الحملات على كل كامل رقعة المحافظة الجغرافية وحسب المناطق المزروعة مثل زراعة الحنطة التي تتمركز في الشعبة الصحراوية وشعبة عين التمر، والطماطة التي تزرع في المناطق الصحراوية على طريق كربلاء المقدسة الرابط بمحافظة النجف الاشرف، وبساتين النخيل في أقضية الحسينية، والهندية، والجدول الغربي، والحر وهكذا"، مشيرا الى ان "دائرة الوقاية في الوزارة تشرف وتتابع وتجهزنا بمستلزمات المكافحة مثل المبيدات، والمصائد، والمعدات، وترفدنا بتعليمات فنية تختص بتنفيذ الحملات".

آفة وافدة

واضاف "البهادلي" قائلا ان" حشرة سوسة النخيل الحمراء هي من الآفات الوافدة، ودخلت الى العراق عام (2015) في قضاء سفوان بمحافظة البصرة، وظلت تحت السيطرة في هذا القضاء لغاية نهاية العام (2023)، وبعدها ظهرت اصابات في خمس محافظات وابلغنا بها وهي تعتبر الآفة الزراعية المدمرة لاشجار النخيل بجميع انواعها رقم (1) في العالم مثل التمر، والزينة، والواشنطونيا، وانواع اخرى غير موجودة في العراق ، ويمكنها قتل النخلة بوقت قياسي لا يتعدى بضعة اشهر اذا لم تتم المكافحة، وعلى الفور شكلت غرفة طوارئ برئاسة محافظ كربلاء المهندس "نصيف جاسم الخطابي" وعضوية مدير الزراعة وقائدي عمليات وشرطة كربلاء، واتخذ قرار صارم بناء على توصية من القسم بمنع دخول النخيل، وفسائله، واجزائه، ونخيل الزينة الى المحافظة ودخل حيز التنفيذ من حينها الى الآن، ومن يرغب بادخال الفسائل فقط الى المحافظة فعليه الحصول على شهادة الصحة النباتية من المحافظة التي يشتري او ينقل الفسائل منها ويطالب بها في جميع السيطرات الامنية، ونفس الاجراءات تتخذ على من يريد بيع ونقل الفسائل من كربلاء الى اي محافظة اخرى بعد الكسف عليها ورشها بالمبيدات وتزويده بشهادة مطبوعة وفيها اختام يصعب تزويرها وتحدد له مدة لنقلها حسب المسافة المراد النقل اليها، كما فعل القسم فعاليات الارشاد التوعية وما زال مستمر بها منذ نهاية عام (2023) وحتى يومنا هذا".

أعراض واصابات 

وكشف ان" (4) اصابات سجلت في ناحية "عون" بمقاطعة زراعية واحدة ورقعة من الارض متقاربة خلال العام الماضي (2024) من خلال التحري والكشف ونصب المصائد الفرمونية عن اعراض الاصابة بحشرة سوسة النخيل الحمراء التي تتضمن خروج مواد صمغية من جذع النخلة تشبه الدبس، ووجود نشارة خشب على او بالقرب من جذع النخلة، وانبعاث روائح نتنة من النخلة، وموت مفاجئ للرواكيب او الفسائل، كسر جذع النخلة وموتها بسبب الاصابة المتقدمة بالحشرة، ويعتبر واحد منها او جميعها مؤشر لوجود اصابة، وكون محافظة كربلاء المقدسة توجد فيها اكثر من (3) ملايين نخلة ومن خلال التوعية التي قدمت لكل من يمتلك نخله في بستانه او بيته او حديقة عامة عبر الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام ترد الينا بلاغات من المزارعين حيث تنتشر الدوائر الزراعية في جميع الاقضية والنواحي بالمحافظة، وعلى الفور يتلقى المبلغ استجابة سريعة وفي حال وجدنا اصابة تتم اجراءات المكافحة المجانية وفي حال عدمها يقدم الشكر للمزارع او المواطن على وطنيته وحرصه".

(11) نخلة

وتابع ان "العام الجاري شهد تسجيل (5) اصابات في ناحية "الطف"، وقبل ايام قليلة سجلت اصابتين في منطقة "ابو جدر" التابعة لناحية الخيرات والمحاذية لقضاء الكفل في محافظة بابل عن طريق ابلاغ وردنا من المزارع، واتخذت على الفور الاجراءات اللازمة لمكافحتها، ويتكون برتوكول المعالجة للنخلة القائمة التي لم تكسر ويمنع منعا بابتا قطعها او حرقها من عدة خطوات ينفذها الموظف الفني المختص والمدرب على وقاية المزروعات وتبدأ بتنظيف مكان الاصابة وتبخيرها بأقراص "فوسفيد الالمنيوم"، واغلاق الفتحة التي احدثتها الحشرة بمادة الطين بشكل محكم، ثم حقنا بمبيدات خاصة بهذا المجال، ثم رش النخلة من الرأس الى الجذع بمبيدات بتراكيز محددة ضمن البروتوكول، وبعدها يتم تعفير النخلة بمادة الكبريت للأمكنة التي ازيل الكرب منه، حيث تماثلت جميع النخلات التي تمت مكافحتها عام (2024) للشفاء وحملت بالتمر هذا العام، اما بالنسبة للنخلة المكسورة الميتة، فنقوم بتقطيعها ومعالجتها بالمبيدات واخراج الحشرات منها وقتلها، وهناك مخاطر على المعالجين وخاصة من اقراص الفوسفيد كونها مادة سامة وخطرة جدا، لذلك منتسبينا على دراية تامة بهذه الخطورة ورغم ذلك يتفانون في اداء واجباتهم، والاصابات هذا العام لغاية اليوم بلغت (11) نخلة في جميع اقضية ونواحي المحافظة، بينما دخلت عدد من المحافظات مثل ديالى وواسط مرحلة انتشار سوسة النخيل الاحمر، لان اغلب فلاحي كربلاء تفاعلوا مع حملات التوعية الواسعة وهم متعاونون مع مديريتنا وحريصون على بساتينهم، محذرا الجميع من آفة سوسة النخيل الحمراء التي لا تبقي ولا تذر، داعيا اي شخص يشاهد الاعراض بالاتصال والابلاغ عنها ويجد جميع الاجراءات المجانية تحت تصرفه لحماية بستانه او حديقته".

قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة

تصوير ــ عمار الخالدي