ابحث في الموقع

الابوان يتبرعان بكلياتهما لابنائهم... مرض العجز الكلوي ينهش اجساد عائلة متعففة في العاصمة بغداد

الابوان يتبرعان بكلياتهما لابنائهم... مرض العجز الكلوي ينهش اجساد عائلة متعففة في العاصمة بغداد
الابوان يتبرعان بكلياتهما لابنائهم... مرض العجز الكلوي ينهش اجساد عائلة متعففة في العاصمة بغداد
عائلة من العاصمة بغداد صغيرة مكونة من سبعة اشخاص هم الاب والام وولدين و(3) بنات يقطنون في دار صغيرة مع عائلاتهم الكبيرة، لم يفكروا يوما ان مرضا وراثيا سيصيب افراد العائلة ليحول حياتهم الى قلق دائم والآم واهات وانفاق وعوز، ففي العام (2013) ظهرت اولى حالات العجز الكلوي في جسد ابنهم الاكبر ثم لحقته اخته واخوه، ورغم تبرع الابوين لابنائهما بالكلى الا انهم ما زالوا يعانون من تلك الامراض الخطيرة.

وتقول ام الاولاد العلوية "ام علي" لوكالة نون الخبرية ان" اول حالة مرضية ظهرت في عائلتنا كانت في العام (2013) واصيب بها ابني الاكبر (علي محمـد) وكان عمره حينها (14) سنة وستة اشهر بدون ان تظهر اي اعراض للمرض عليه، بل اجريت له تحاليل بمحض الصدفة لان نموه قليل، ومنها تحاليل وظائف الكلى فظهر عنده عجز كلوي في المرحلة الاخيرة في احدى كليتيه، وبقيت اراجع به دكتورة متخصصة في مدينة الطب، فاستمرينا في مراجعة اطباء متخصصين في عياداتهم الشخصية، ولصعوبة اوضاع عائلتنا المادية وعدم تمكننا من دفع تكاليف مراجعة الاطباء واجور الفحوصات والعلاج راجعنا مستشفى حماية الطفل في مدينة الطب لمدة عام كامل، وكانوا يغسلون له الكلى ويعطونه مجموعة من الادوية مثل "البرزيلون والكالسيوم"، وبعد خمس سنوات اي في العام (2018) فقد الوعي ودخل في غيبوبة وادخل الى الانعاش وبقي لمدة (18) شهرا يغسل الكلى ثلاث مرات اسبوعيا في مستشفى الكاظمية التعليمي، ووصلت حالته الى نفق مغلق وصار امرا حتميا ان تزرع له كليه جديدة، ولكوننا عائلة متعففة ومحدودة الدخل ولا نستطيع توفير مبالغ اجراء عملية زراعة الكلى فقام والده بالتبرع له بإحدى كليته في العام (2019)، وبعد رفض العديد من الاطباء اجراء العملية بسبب وجود عامل وراثي لهذا المرض في عائلتنا اجرى له احد الاطباء عملية زراعة الكلى في مستشفى مدينة الطب، ورغم قلة حيلتنا ماديا الا اننا بقينا نراجع الطبيب الذي اجرى له العملية في عيادته الخاصة لاجراء التحاليل الدورية له، وتحسنت حالته بشكل مطمئن الا انه يعاني من ارتفاع نسبة النحاس في الدم بسبب العامل الوراثي في العائلة، حيث تبلغ نسبة النحاس بجسم الانسان الطبيعي (40)، بينما تبلغ نسبة النحاس في جسد ولدي (314)، وحسب ما اخبرنا الاطباء ان النحاس يهاجم الكبد والكلى، ورغم تناوله للعلاج المخصص له الا انه لم يتحسن هنا في العراق ولم تجدي مراجعاتي للاطباء نفعا، واخر الحلول اخبرنا بها ان علاجه يوجد في ايران، وبمساعدة بعض اصحاب القلوب الرحيمة الذين ساعدونا ماديا سنذهب الى ايران للبحث عن هذا العلاج".

اصابة البنت 

لم تنتهي قصة تلك العائلة باصابة الولد الاكبر بل تعدى الامر الى اكثر من ذلك حيث تقول (ام علي) " بعد عام ونصف اصيبت اخته "عذراء محمد" بعجز كلوي ايضا، بدأت اعراض فقدان الوعي المفاجئ والغيبوبة تظهر عليها وتتكرر، وقلة شهيتها للطعام ونقص في الكالسيوم بجسدها واصفرار وجهها، واخذتها فورا الى مستشفى الكاظمية التعليمي وعند اجراء التحاليل المختبرية وجدوا ان نسبة الدم (4)، بينما النسبة الطبيعية هي (12)، فاعطيت قنينة دم لرفع النسبة ولكنه تسبب في عجز احدى كليتيها، وادخلناها الى مدينة الطب في العام (2016)، واستمرت لمدة (16) شهرا تغسل كليتهما بمعدل ثلاث مرات اسبوعيا، ووصل الامر الى ضرورة زرع كلى جديدة لان عمليات غسيل الكلى لم تعد تجدي نفعا، فقمت بالتبرع لابنتي "عذراء" بإحدى كليتي لانقذها، واستمرت لمدة ست سنوات بصحة جيدة، وفي العام (2022) عند حلول جائحة "كورونا" اصيبت بالفايروس وادخلت في قسم الانعاش بمستشفى القناة وكانت نسبة الرئة (39) بالمئة اي في حكم المتوفين وصارت في غيبوبة وجسدها ينضح الماء، واحياها الله سبحانه وتعالى بقدرته من الموت، وعدنا الى غسل كليتها الثانية في مستشفى الكرامة لمدة تسعة اشهر، وقبل اربع سنوات ناشدت احدى الجمعيات الخيرية في منطقة العطيفية، فكانت الاستجابة منهم كبيرة وتكفلوا بزراعة الكليه الثانية لها في ايران وتحمل تكاليف العملية والمتبرع والعلاج، واستمرينا انا وهي هناك لمدة (70) يوما حتى تعافت، وعند عودتنا راجعنا الطبيب المسؤول عن المستشفى التي اجرت لها العملية الاولى واكد انه لديها التهاب غير معروف بأي الكليتين ويجب ان يجرى لها فحص بالاشعة الملونة وتعطى الصبغة الخاصة بالاشعة عن طريق المثانة، وعند تنبيهي له انها اجرت عملية زرع كلية منذ اشهر وان الصغبة ستمر من المثانة الى الكلية، رفض الاستماع لي وانبني، وما ان اعطيت لها الصبغة حتى بدأ "الكرياتين" يرتفع يوما بعد آخر حتى وصل الى (15) مع ارتفاع نسبة اليوريا، وتلقت (14) جرعة من مادة (ATG) الخاصة بالمناعة دون فائدة، ونصحني الاطباء بالعودة الى الطبيب الايراني الذي زرع الكليه الثانية وبعد مناشدة لاصحاب القلوب الرحيمة جمع لنا احد الميسورين مبلغ اجور السفر والفحوصات وسافرنا الى ايران مرة اخرى، وفي بداية الامر رفض الطبيب الايراني استقبالنا وبعدها اجرى لها فحص خزعة وتبين ان الصبغة الحقت الضرر بنصف الكليه، واخبرنا انها لن ينفع معها العلاج ونصحنا بمقاضاة الطبيب العراقي، وبعد سبعة اشهر عادت ابنتي الى غسيل الكلى مرة اخرى".

فحص ومرض

هم ثالث زاد من اوجاع هذه السيدة وزوجها تتحدث عنه قائلة ان " ولدي (ياسر محمـد) لم يكن يعاني من اي مرض، وقبل سنتين في احد الايام تعرض لاصابة وهو يلعب كرة القدم مع اصدقائه، وكسرت على اثرها ذراعه، فذهبت به الى مستشفى الكرخ الجمهوري لاجراء عملية ليده، فاجريت له العملية ولكنه شكى من المثانة فساورني القلق لان العائلة لديها وراثة باصابات الكلى، وعلى الفور اخذته الى مستشفى مدينة الطب واجروا له مجموعة من الفحوصات وظهر انه مصاب بعجز في كليتيه من الدرجة الرابعة، بدون ان تظهر عليه اي اعراض للمرض، وخضع لبروتوكول علاجي نحاول من خلال تخفيض نسبة النحاس في الجسد، وقد اجرينا تحليلا جينيا لمعرفة اسباب اصابة اولادي بهذا المرض وتبين انه وراثي يعود الى الجد السابع لهم، والحالة متعلقة بارتفاع نسبة النحاس في الدم، وما زلنا نغسل ونعالج اولادنا حتى ان احدى الصيدليات القريبة علينا صرنا نقترض منها الدواء بالآجل لحين مسيرة لان المبلغ يتجاوز احيانا (500) الف دينار عراقي شهريا".

قاسم الحلفي ــ بغداد

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!