أيام قليلة، وتبلغ حكومة السوداني محطتها الأخيرة لتصبح حكومة تصريف أعمال، بعد أن أمضت ثلاث سنوات، وهي تصارع من أجل تنفيذ برنامجها الحكومي الطموح وسط ظروف سياسية غير مريحة وأحداث إقليمية ضاغطة وصراعات داخلية متعددة، ستكون لنا وقفة تفصيلية مع الحكومة مالها وما عليها، لكن على نحو سريع نستطيع القول، لقد أخفقت الحكومة في مفاصل مهمة على مستوى تشريع القوانين الاقتصادية والسياسية وإجراءات مكافحة الفساد، ومعالجات مالية واقتصادية تخفف من العجز الحكومي، كما تراجعت عن وعودها برفع المستوى المعيشي للمواطنين وخصوصا المتقاعدين، لكنها نجحت في مسارات أخرى مهمة في قطاع الخدمات، وتثبيت الوضع الأمني بعيدا عن النزاعات الإقليمية ومحاورها.
نجحت في تحقيق خدمات لافتة للنظر مثل المجسرات والأنفاق التي ساهمت إلى حد كبير في تخفيف ضغط الاختناقات المرورية، وكذلك تبليط الطرق وافتتاح عدد من المستشفيات، وتنشيط بعض الصناعات وخصوصا الدوائية، ولعل الأثر البارز في حكومة السوداني، كان الاستقرار الأمني ونجاح الوزراء الأمنيين إلى جانب بعض الوزراء المدنيين في رفع إشارة التميز والنجاح، وسوف نتوقف بالإشارة إلى أبرز تلك النجاحات.
*الإسكان والتعمير/ إنجازات سبقت الزمن!
عندما شرعت الوزارة بمهندسيها وعمالها بحفر الساحات والشوارع، كان القلق يساور أهالي بغداد أن تستمر هذه الأزمة الإضافية سنوات طوال دون نفع! وكانت الوزارة بشخص وزيرها الأستاذ بنكين ريكاني يقدم الاعتذار تلو الآخر عن المضايقات التي الناتجة عن أعمال الحفر ودق الركائز والتأسيس للمجسرات والأنفاق وحاجة بغداد الماسة لها، وبعض الأخبار عن افتتاح جسر بأربعة شهور كانت ألف أقرب لفكرة الكاميرا الخفية، فكان مجسّر أكاديمية الفنون الجميلة، ثم تواصلت احتفالات تدشين الجسور الطويلة والقصيرة والأنفاق، إضافة إلى افتتاح العمل بالمجمعات والمدن السكنية لدعم المواطنين، أنا كنت على يقين بنجاح الخطة التي يشتغل عليها الوزير ريكاني الذي آثر الوُجود شبه اليومي في ساحات العمل في بغداد والمحافظات، ونجح بنكين ريكاني في تقديم ما تعذر على الوزراء جميعهم ممن سبقوه لهذا الموقع الإنتاجي الخدمي. هذا بإيجاز شديد أحد أبرز نجاحات الحكومة الظاهرة للعيان.
*التعليم العالي / خطوات جريئة نحو التقنيات والذكاء الصناعي.
حازت وزارة التعليم العالي على محبة وقبول غالبية طلبة الجامعات العراقية وكوادرها ومنتسبيها، فقد أضفت شخصية الوزير الشاب الدكتور نعيم العبودي، حالة من التواصل والدعم المستمر للطلبة في خفض أجور الدراسة ومضاعفة مقاعد الدراسات العلمية، والتطوير المستمر للنوع في اختيار البعثات أو إنشاء التعاقدات مع المؤسسات العلمية والجامعات العالمية، وكذلك في إقامة المختبرات الحديثة، وتأسيس كليات متخصصة بالتميز والذكاء الصناعي ورفدها بامتيازات خاصة لتشجيع الطلبة للدراسة فيها، حصاد نجاحات عديدة حققها التعليم العالي بوجود هيئة المستشارين والوكلاء والمدراء العامين في مختلف دوائر الوزارة، والمتابعة الميدانية للوزير العبودي ومتابعته لتفاصيل العمل بمستوياته المتنوعة، وكذلك في أنشطة الجامعات والمعاهد بتخصصاتها المتعددة التي تحولت تسعة منها إلى كليات بذات الاختصاص، ولعل الدالة الأهم في عمل الوزارة حصول 25 جامعة عراقية على تصنيف التايمز العالمي، وهو التصنيف الأكثر موثوقية في العالم.
*نحن هنا نتحدث باختصار شديد عن الجهود المتميز التي بذلتها كل من وزير الإسكان والتعمير ووزارة التعليم العالي، وقفة لاحقة ستكون مع الوزارات الأمنية.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!