تحرص العتبة الحسينية المقدسة على مواكبة التطورات العلمية في العالم وخاصة في مجال التقنيات الالكترونية والذكاء الاصطناعي، ويعمل ذراعها العلمي المتمثل بهيئة التعليم التقني على صناعة ابتكارات علمية متطورة تخدم شرائح متعددة من المجتمع مثل المكفوفين والمعاقين والطلبة والاطفال وباقي المواطنين، وتدعمها باسعار زهيدة رمزية تمكن اي مواطن من اقتنائها.

نظارات المكفوفين
واكد المهندس "رحمن محمـد عزيز" في حديثه لوكالة نون الخبرية ان "واحدة من الابتكارات العلمية التي نعمل على انجازها هي (نظارة المكفوفين) وهي لا يوجد مثيل لها حاليا في العراق، وما موجود في الدول الاخرى اسعارها غالية ومواصفاتها اقل بما تقدمه من خدمات للمكفوفين تمكنهم عند ارتدائها من معرفة الطريق الذي يسير فيه واين موقعه في الشارع، ومن خلال برنامج الذكاء الاصطناعي هناك (سماعة) تزوده بصوت فيه تفاصيل المكان الذي يريد الوصول اليه، كما تحذره من العوائق التي ستواجهه، اي انها تأخذ دور المساعد للمكفوف الذي يعطيه التفاصيل ليسهل حركته"، اضافة الى "انه يستطيع التعرف على الاشخاص الموجودين امامه من خلال الكاميرا الموجودة في النظارات التي تتعرف على الوجه وتعطيه اسم كل شخص ادخلت صورته ومعلوماته سابقا، وقمنا بتجربة النظارات على (20) مكفوف وكانت النتائج جيدة والاداء راقي جدا، وكاميرا النظارات تعمل بواسطة الذكاء الاصطناعي، والنوع الحديث منها غير موجود حاليا ونعمل على تطويرها باضافة (GPS) لتوفير الدقة العالية، وسيوضع بها (Databas) ليتوفر الانترنت بصورة دائمة للمكفوف، وسيكون الشكل الخارجي للنظارات بجمالية لا تدل على ان من يرتديها هو مكفوف، وكذلك السماعات التي توضع في الاذن جعلنها من نوع (الواير ليس)، وتسلمنا من المكفوفين مجموعة من الملاحظات تتعلق بالشكل وسرعة المعالجة التي كانت تصل الى الدقيقة حتى تعطي الوصف للمكفوف وحاليا جعلناها (5) ثواني فقط، كما امتدت فعالية الحساسات من متر واحد الى (7) امتار وتعطي للمكفوف المسافة بدقة تصل الى السنتيمتر الواحد".
طابعات (3D)
وتحدث "عزيز" عن ابتكار آخر قائلا ان "توفير هيئة التعليم التقني في العتبة الحسينية لورشة متكاملة فيها بيئة صحيحة للابداع والعمل ليلا ونهارا دفعنا الى ابتكار الكثير من الامور ومنها لدينا طابعات نوع (3D) تكمل الاجزاء الناقصة في اي منتج نريد ابتكاره، مثلا اغطية المنتج الخارجية او القطع البلاستيكية التي تثبت عليها الحساسات التي لا تتوفر اشكالها في العراق فنقوم بتصميم الشكل المراد ويطبق على ارض الواقع ونحصل على الاجزاء التي نحتاجها، بل وصل الامر الى تصميم نظارة المكفوفين فيها بشكل كامل، وهي تعطي الاساس الذي استطيع العمل عليه وبرمجته، كونها تعمل من خلال حاسوب وبرامج خاصة، ولدينا طابعات مجسمات (3D) جديدة سنجهز بها تقدم لنا خدمات مهمة في عملنا، ومنها طابعات الرسم ثلاثية الابعاد السائلة (3D) تصل دقتها الى (8K) من النوع المستخدم عند اطباء الاسنان في صناعة الاسنان المطلوب تركيبها للمرضى، وهذه الطابعات لا تقتصر خدماتها على اعمال الهيئة فقط، بل يمكن طباعة اي شكل او تصميم او مجسم يطلب منا اي مواطن طباعته له".

"الروبوتات"
واوضح ان "هناك مشاريع جديدة اخرى نعمل عليها ومن ضمنها "الروبوتات التعليمية" التي نعمل حاليا على صناعتها وستساعد طلبة المدارس الابتدائية والمتوسطة والاعدادية والجامعات على كيفية التعامل مع "الروبوتات" وبرمجتها واستخدامها بالشكل الصحيح، كما لدينا "روبوتات تعليمية" يتم التحكم بها بالكامل عن طرق الهاتف النقال عبر برامج خاصة نصنعها حاليا، وهي نفسها الى تعمل على الروبوت العادي، و"البيت الذكي"(Smart Home) ، والذراع الالكتروني، وهي محاولة جادة لاضافة تعلم ثقافة الروبوتات والذكاء الاصطناعي في المدارس ليكون الطالب عند تخرجه متمكنا منها في المستقبل لاسيما مع التطور السريع الحاصل عليها، وكذلك نستطيع معرفة ميوله مع تلك التقنيات ام لا، وبنفس الوقت سيعرف كل تفاصيل عمل الروبوت والذكاء الاصطناعي، ومنها نعطي فرصة للموهوب لابراز موهبته وتنميتها، وحاليا انجزنا الجزء الاول من الروبوت ونعمل على اكمال الشكل النهائي له، كما نعمل على صناعة" روبوت انسان" ثاني متحدث بواسطة الذكاء الاصطناعي".

تطبيق النقل
ومن المبتكرات الجديدة التي تحدث هو تطبيق النقل ويصفه قائلا ان "هذا التطبيق سيحل مشاكل النقل من كربلاء المقدسة الى جميع المحافظات خلال ايام الزيارات المليونية، ويسمى تطبيق "دليل الزائر" وينصب في الهاتف النقال وعلى سبيل المثال يمكن للزائر الذي يريد الخروج من كربلاء والسفر الى البصرة من حجز مقعده في سيارة الاجرة الذاهبة الى محافظته من خلال الدخول على خارطة (GPS) التي توضح له اقرب السيارات المتواجدة في المرآب وعند اختياره للسيارة سيتعرف على نوع السيارة، ورقمها، واسم السائق، ورقم هاتفه النقال، والمسافة بينه وبين السيارة، وعدد الراكبين فيها، ويستطيع حجز مقعده والوصول الى السيارة والسفر الى البصرة، وهو تطبيق فيه منفعة متبادلة وفيه جزء مخصص للراكب وآخر للسائق، كما في التطبيق خدمة تنبيه السائق الذي يتجاوز السرعة المقررة، ونعمل على انجازه قبل حلول الزيارة الاربعينية المقبلة".

الذراع الالكتروني
وبين ان" لدى الهيئة خدمة مخصصة لفاقدي الذراع من خلال تصنيع طرف صناعي ذكي كون هذا الطرف يصنع حاليا باسعار عالية تصل الى الاف الدولارات، بينما نصنعها هنا بحركات كاملة للاصابع كلا على حدة على طريقة اوتار اليد، وللابهام حركة خاصة، والذراع يتحرك بمفرده، واسعارها رمزية ويمكن اصلاحها في ورشنا، كما صنعنا رادار تعليمي حيث يوجد حاليا رادار تعليمي صيني سعره (105) الف دينار، بينما صنعنا رادار بنفس الامكانات وبشكل مرتب بقيمة (50) الف دينار مع برمجة اسلاكه وتخصيص رقم رمزي وشرح تفاصيله وامكانية اصلاحه اذا تعطل بينما الآخر يرمى اذا تعطل، ويمكننا تجهيز مختبرات اي مدرسة في العراق بهذا المنتج".

اصغر طائرة مسيرة
واكد ان" الورشة تعمل الآن على صناعة اصغر "طائرة مسيرة" في العالم مخصصة لاغراض التصوير وكيفية صناعة صور متحركة ملونة في الجو عن طريق تقليل حجم "الدرون" للحصول على اعلى دقة في التصوير من الجو، وخاصة بعد توفير اصغر واخف محرك (DC) يعمل بسلكين فقط، والمراوح من خلال الطباعة (3D) وبرمجة اللوح الالكتروني، وحاليا نعمل على وضع لوح الكتروني اصغر حجما من الموجود حاليا، ولن تتأثر بحرارة الاجواء لان وقت طيرانها قليل قد لا يتعدى (5) دقائق جدا بسبب صغر حجم بطاريتها، وعملنا يشمل صناعة منتجات غير موجودة او موجودة ونقوم بتطويرها".

البيت الذكي
وتابع "عزيز" حديثه قائلا ان "الورشة صنعت البيت الذكي(Smart Home) ، وهو مكون من جزأين الاول تعليمي خاص بطلبة المدارس لتعليمهم كيفية التعامل معه وبرمجته، والفكرة من خلاله ستكون عن نصب اجهزة تحكم في المنازل حتى وان لم يكن البيت ذكي، ويمكن تركيب تلك الاجهزة على مفاتيح الكهرباء في البيت وتتحكم بتشغيلها واطفائها من خلال برنامج في الهاتف النقال، وكذلك تركيب اجهزة اخرى للتحكم بضخ الماء وايقافه وغاز الطبخ الذي سينصب له حساس يعطي انذارا في حال تسرب الغاز، وكذلك الابواب التي ستعمل ببطاقة خاصة "كارت" تعطي صورة وتتحكم بالابواب، وايضا يمكن نصب جهاز يتحكم بتشغيل اي مفتاح كهرباء ونصب حساسات للتربة او للامطار، وايضا حساس للانارة يمكنه اطفاء الانارة اذا بزغت اشعة الشمس".

قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير: عمار الخالدي
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!