ابحث في الموقع

تسوركوف تخرج من الأسر.. ما كواليس الصفقة السرية مع الخاطفين؟

تسوركوف تخرج من الأسر.. ما كواليس الصفقة السرية مع الخاطفين؟
تسوركوف تخرج من الأسر.. ما كواليس الصفقة السرية مع الخاطفين؟

في مشهد يختلط فيه التوتر السياسي بالتفاهمات السرية، فجر إعلان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، إلى جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إطلاق سراح الباحثة الإسرائيلية الروسية إليزابيث تسوركوف، موجة من التساؤلات حول كواليس الصفقة التي أنهت احتجازا دام أكثر من عامين.

وبين الضغوط الأمريكية المتصاعدة وتوازنات الداخل العراقي المعقدة، تتكشف خيوط تفاوضية شائكة، تجعل الإفراج عن تسوركوف أبعد من مجرد عملية إنسانية، وأقرب إلى انعطافة سياسية في علاقة بغداد بواشنطن والفصائل المسلحة.

ونقلت صحيفة العالم الجديد عن مصادر قالت أنها "مطلعة"، أن “رئيس الوزراء محمد السوداني قد عقد اتفاقا مع الفصائل يتضمن إطلاق سراح إليزابيث تسوركوف، مقابل غض طرف الحكومة عن حادثة تورط الفصائل باستهداف الرادارات والأحداث التي سبقتها”.

وبحسب الصحيفة، فإن “السوداني اضطر إلى عقد مثل هذه الصفقة مع الفصائل بسبب ضغوط أمريكية متزايدة”.

وذكر السوداني، مساء أمس الأول الثلاثاء، في تدوينة على منصة “إكس”، أنه “تتويجا لجهود كبيرة بذلتها أجهزتنا الأمنية وعلى مدى شهور طويلة، نعلن عن تحرير المواطنة الروسية إليزابيث تسوركوف”.

وأكد رئيس الوزراء “مرة أخرى أننا لن نتهاون في إنفاذ القانون وإعلاء سلطة الدولة، وعدم السماح لأي أحد بالإساءة الى سمعة العراق والعراقيين”.

من جهته، كتب ترامب على حسابه على منصة “تروث” مهنئا: “يسرني أن أبلغكم أن إليزابيث تسوركوف، طالبة في جامعة برينستون، وشقيقتها مواطنة أمريكية قد أُطلق سراحها للتو من قبل كتائب حزب الله”، على حد تعبيره.

وأكد أن “تسوركوف بأمان الآن في السفارة الأمريكية في العراق بعد تعرضها للتعذيب لعدة أشهر. سأظل دائماً أقاتل من أجل العدالة، ولن أستسلم أبدا”، على حد زعمه.

وكانت إيما تسوركوف، شقيقة الباحثة المختطفة في العراق، إليزابيث تسوركوف، أكدت في 3 آب الماضي، أن استمرار احتجاز شقيقتها منذ أكثر من 860 يوما يُعد إهانة للعدالة ومؤشرا خطيرا على ضعف سيادة الدولة العراقية، محمّلة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني مسؤولية مباشرة عن ذلك، فيما كشفت عن أن الحكومة العراقية باتت تواجه ضغطا أميركيا متصاعدا، أكدت أنه لن يكون بمقدور حكومة السوداني هذه المرة خداع إدارة ترامب كما فعلت سابقا مع إدارة بايدن.

الجدير بالذكر أن رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، قد نفى في مقابلة مع وكالة “أسوشيتد برس” فكرة أن حكومته لم تبذل جهودا جادة لإطلاق سراح تسوركوف، مؤكدا أنه “لا نتفاوض مع العصابات والخاطفين، لكن الفريق يُجري مناقشات مع فصائل سياسية قد تُساعد في تحديد مكانها”.

وجاء ذلك مع تصاعد الضغوط الأمريكية على حكومة رئيس الوزراء، بشأن ملف حصر السلاح بيد الدولة.

وكانت الحكومة نشرت، في 23 تموز الماضي، بيانا عن المكالمة الهاتفية التي جرت بين رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، ووزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، إلا إن البيان لم يتطرق بوضوح إلى المطالب الأمريكية، كما كشفتها المتحدثة باسم البيت الأبيض، تامي يروس، وعززتها مصادر مطلعة، إذ أكدت وجود رسائل نقلها وزير الخارجية إلى السوداني، تضمنت مطالب بمحاسبة مطلقي المسيرات ضد حقول النفط، إضافة إلى رفض قانون الحشد الشعبي الذي ناقشه البرلمان مؤخرا، وضرورة دمج قواته في الأجهزة الأمنية.

وتلقى رئيس الوزراء، محمد السوداني، في تموز الماضي، رسائل أمريكية، حملها القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأمريكية لدى العراق السابق، ستيفن فاجن، بشأن سلاح الفصائل في العراق، موضحا فيها موقف واشنطن من استمرار سلاح تلك الفصائل، وسط تحذيرات من تدخل دولي يحسم مصير هذا السلاح في حال فشل السوداني في حسمه، بحسب مصادر لـ”العالم الجديد”.

وكانت الفصائل المسلحة العراقية، أعلنت في 5 تموز الماضي، أنها لن تتخلى عن السلاح، واصفتا إياه بأنه “خيار استراتيجي لا مساومة عليه”، كما قالت إن “سلاحنا باقٍ حتى زوال التبعية”.

جدير بالذكر، أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وجه تحذيرات رسمية لبغداد، مطالبا بإطلاق سراح الباحثة تسوركوف التي اختفت في العراق قبل عامين.

وكانت قد دعت الخارجية الأمريكية، بغداد إلى إطلاق سراح إليزابيث تسوركوف، طالبة الدكتوراه في جامعة برينستون الأمريكية، الزميلة في معهد نيولاينز للاستراتيجية والسياسة، التي اختطفت في العراق خلال آذار 2023، واتهمها خاطفوها بأنها جاسوسة إسرائيلية.

وبثّت قناة “الرابعة” العراقية، في تشرين الثاني 2023، تسجيلا فيديويا لمدة أربع دقائق للمختطفة الإسرائيلية الروسية إليزابيث تسوركوف، هو الأول منذ اختطافها.

وقال مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، في مطلع آذار الماضي، إن بغداد “تعمل” على تحديد مكان الباحثة، وتلاحق “الجماعة التي خطفتها”.

ودخلت تسوركوف العراق، بجواز سفر روسي، في إطار بحث كانت تجريه لإعداد رسالة الدكتوراه في جامعة برينستون.

وكشفت رويترز، في شباط الماضي، عن قيام آدم بولر، المبعوث الأمريكي الخاص بشؤون الرهائن، بزيارة إلى العراق في مسعى لتأمين إطلاق سراح تسوركوف.

وكانت إيما تسوركوف، شقيقة إليزابيث، أكدت في وقت سابق، أن إدارة دونالد ترامب، بذلت في أسابيع قليلة جهودا تفوق ما قامت به الإدارة السابقة في عامين تقريبا.

وأضافت أن لقاء بولر مع رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، يعكس تحميل واشنطن للحكومة العراقية مسؤولية إعادة شقيقتها.

يشار إلى أن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، أكد أن واشنطن لا تتهاون مع احتجاز رهائن سواء من مواطنيها أو من شركائها، مشددا على ضرورة إطلاق سراح الباحثة المحتجزة فورا.

 

 

المصدر: صحيفة العالم الجديد

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!