أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم السبت 16 أغسطس 2025، عن لقاء رسمي سيجمعه بالرئيس الأميركي دونالد ترمب يوم الاثنين المقبل في العاصمة واشنطن، وذلك عقب مكالمة هاتفية مطولة بين الطرفين استمرت لأكثر من ساعة ونصف، جرت أثناء عودة ترمب من قمة ألاسكا التي جمعته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، إن الاتصال جرى على متن الطائرة الرئاسية "إير فورس وان"، حيث أطلع ترمب نظيره الأوكراني على "النقاط الرئيسية" التي تم التطرق إليها خلال محادثاته مع بوتين، والتي تناولت ملفات أمنية حساسة، أبرزها مستقبل حلف شمال الأطلسي، الإجراءات الأمنية المشتركة، ومسألة الأراضي المتنازع عليها في أوكرانيا.
وأضافت ليفيت أن ترمب أجرى أيضاً اتصالات مع عدد من قادة حلف الناتو، في إطار تنسيق المواقف بعد القمة، مشيرة إلى أن الرئيس الأميركي نزل من الطائرة في الساعة 2:45 صباحاً بالتوقيت المحلي، دون أن يدلي بأي تصريحات للصحافيين.
وكانت قمة ألاسكا بين ترمب وبوتين قد استمرت ثلاث ساعات، وشهدت نقاشات مكثفة حول سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا، حيث وصف ترمب المحادثات بأنها "صريحة للغاية"، مؤكدًا أن الطرفين "اقتربا من التوصل إلى اتفاق"، رغم بقاء "نقطة أو اثنتين مهمتين" بحاجة إلى مزيد من التفاوض.
وقال ترمب في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأميركية عقب الاجتماع: "تحدثنا بصدق شديد. بوتين ألقى كلمة جيدة للغاية، وبعد ذلك تحدثنا على انفراد. أعتقد أننا أحرزنا تقدمًا، لكن لا اتفاق حتى يتم التوصل إلى اتفاق نهائي".
ويأتي الإعلان عن اللقاء المرتقب بين ترمب وزيلينسكي في ظل توتر سابق بين الزعيمين، حيث كان ترمب قد استقبل الرئيس الأوكراني في البيت الأبيض في شباط الماضي في لقاء اتسم بالتوتر، ووجه خلاله انتقادات حادة لزيلينسكي، في تناقض واضح مع استقباله الودي لبوتين.
ورغم حديث ترمب سابقاً عن رغبته في عقد قمة ثلاثية تجمعه ببوتين وزيلينسكي، لم يتم الإعلان عن أي لقاء من هذا النوع خلال قمة ألاسكا، ما أثار تساؤلات حول موقف واشنطن من الملف الأوكراني.
من جانبه، أكد زيلينسكي أن أوكرانيا "مستعدة للتعاون البناء" مع الولايات المتحدة، مشددًا على أهمية أن تكون أوروبا طرفًا فاعلًا في جميع مراحل المحادثات، وداعياً إلى عقد اجتماع ثلاثي يضم كييف وواشنطن ودول الاتحاد الأوروبي لتعزيز التنسيق الدولي بشأن القضايا الأمنية والسياسية.
وأشار الرئيس الأوكراني إلى أن الاتصال الهاتفي مع ترمب تضمن "إشارات إيجابية" تتعلق بضمانات أمنية لأوكرانيا، معتبراً أن هذه الخطوة تمثل مؤشراً مشجعاً على دعم الحلفاء الغربيين لبلاده في مواجهة التحديات الراهنة.
ويُنتظر أن يحمل اللقاء المرتقب بين ترمب وزيلينسكي في واشنطن تطورات مهمة في مسار الأزمة الأوكرانية، خاصة في ظل التحولات التي طرأت على الموقف الأميركي بعد قمة ألاسكا، والتي قد تؤسس لمرحلة جديدة من التفاهمات الدولية بشأن مستقبل الصراع في شرق أوروبا.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!