رحلة طويلة مع الالم سار بها ابن الكوفة الطفل المريض "مرتضى" الذي شكى وهو يخدم زوار الحسين من الم في رأسه وتقيؤ واسهال وعادت تك الاعراض وهو في دوام المدرسة وبعد سلسلة من مراجعات الاطباء واحدهم هندي ومراجعة مستشفيات ايرانية تبين ان عنده ورم خبيث في الدماغ فاجريت له عمليتين جراحيتين كانت احداهما فاشلة رغم الانفاق المالي، واخيرا راجع مؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام فكانت يد الرحمة التي انتشلته وعالجته مجانا على حساب العتبة الحسينية المقدسة.
اعراض وشكوك
وبتفاصيل دقيقة يسرد والد الطفل "مرتضى ماجد عبد الامير جابر" الساكن قرب مسجد "السهلة" من مدينة الكوفة المقدسة في محافظة النجف الاشرف قصته من بداية ظهور اعراض مرضية الى المراجعات والمعانة لوكالة نون الخبرية قائلا ان" ولدي يبلغ من العمر حاليا قرابة (13) عاما، ظهرت عليه اعراض مرضية في العام الماضي (2024) وفي مثل هذا الوقت في ايام الزيارة الاربعينية، وقد جلبه الزوار الى البيت بعد تدهور صحته، وكان يشكو من الم في رأسه وصداع قوي واسهال، وظننت في بادئ الامر انه اصيب بمرض "التيفوئيد" لارتفاع درجات الحرارة، وبعد انتهاء الزيارة راجعت به مستشفى الفرات الحكومي، واجريت له مجموعة من التحاليل المختبرية لكن لم تشخص حالته بدقة، وحتى لم تكن لديه حمى، او تيفوئيد، او فايروس، ونصحني احد الاطباء بمراجعة طبيب متخصص بالجملة العصبية، وبعد مدة ارسلوا علي ادارة المدرسة التي يدرس فيها وابلغوني ان "مرتضى" تدهورت حالته الصحية وبنفس اعراض المرة الاولى ولانه عندما يتناول الطعام تستقر حالته فلم يحصل عندي شك بأي اصابة خطرة، ثم حصل انحراف في عينه اليمنى، فراجعت به طبيب متخصص بامراض الجملة العصبية في محافظة النجف الاشرف، وبعد الكشف والمعاينة واجراء فحص "الرنين" اخبرني ان ولدي لديه ورم في الدماغ بمساحة ثلاثة سنتيمترات ونصف السنتيمتر تسببت بعدم مرور السائل الموجود في الرأس ومن نتيجة تجمع السائل تضرر عصب العين وانحرفت عن مكانها الصحيح، فنصحني بمراجعة طبيب جراح كونه طبيب استشاري، فذهبت بولدي الى طبيب جراح واخبرني بعد اطلاعه على فحص الرنين انه يحتاج الى عملية جراحية لزرع صمام في الرأس لمرور السائل الى الامعاء وبأسرع وقت، وراجعت بعده طبيبين جراحين متخصصين بامراض الجملة العصبية وكان رأيهم مطابق تماما للطبيب الجراح الاول، لان الخطورة قائمة واذا بقي الورم سيسد مجرى السائل".
اطباء هنود وايرانيين
وكحال اي عائلة عراقية يأتي الاقارب والاصدقاء اليها عند سماعهم بحالة مرض ابنهم، ويعطي الكثير منهم اقتراحات للعلاج خارج العراق ولكن والد "مرتضى" اكدا ان" العتبة العلوية المقدسة استقطبت طبيبا هنديا مشهورا بتخصص الجملة العصبية فحصلنا على الحجز وراجعناه، فشخص وجود ورم في رأسه ويحتاج الى عملية جراحية لرفعه ولكن تجرى في الهند، وهو امر صعب علي ماليا، فاستغنيت عن هذا الحل، وخلال زيارة المعارف اخبرني احد الاشخاص ان اخته تعرضت لنفس الاعراض والمرض وسافر بها الى مدينة مشهد المقدسة في ايران واعطوها في احد مستشفيات المدينة علاج وشفيت من المرض بدون عملية جراحية، وسافرنا الى مشهد المقدسة وراجعنا الطبيب المعني وبعد الفحص والاطلاع على الرنين ابلغنا ان علاجه ليس عنده بل عند طبيبة اخرى، وراجعناها فاكدت اصابته وحاجته للعملية الجراحية ولكن كوننا سياح ولسنا مواطنين ايرانيين فعلينا الانتظار الى اسبوع لاجراء العملية، ولكون حالة ولدي حرجة وقد نشرت حالته ووصولنا الى مشهد في صفحتي الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي اتصل بي اشخاص ايرانيون اعرفهم وسبق ان استضفتهم في بيتي خلال مجيئهم للعراق في الزيارات المليونية وطلبوا مني المجيء الى طهران، واخذوني الى طبيب جراح بروفيسور فوق التخصص في مستشفى "مهر"، وقرر اجراء عملية سريعة له واجور العملية يتضاعف سعرها الى ثلاث اضعاف لانه سائح وليس مواطن ايراني، وبعد ان شرح له الايرانيين ما نقدمه لهم ولكثير من الزوار في بيوتنا خلال الزيارات المليونية ولمدة شهر كامل قرر اجراء العملية بتكلفة ما يطلب من المواطن الايراني، فأجرى له عمليتين جراحيتين الاولى لزرع الصمام لسحب لمرور السوائل، والثانية لرفع الورم الخبيث من الرأس، واخذوا خزعة من الورم لزرعها ولكن عاد الالم في رأسه مرة اخرى، وظهرت النتيجة في فحصين ان سائل النخاع اصبح خبيثا، واخبرني الطبيب قائلا "سلم امر ولدك الى الله" وقد صدمتني العبارة وسلمت امري الى الله، وفي الفحص الثالث خرج الطبيب ضاحكا وعند سؤاله اخبرني ان يدا خفية تدخلت في الموضوع لان "ورم ابنك حميد ومن الدرجة الاولى"، وهو امر ليس بعيدا عن الله واهل بيت النبوة كون ولدي على صغر سنه خادما للحسين وزواره".
العودة الى كربلاء
يستمر والد "مرتضى" بسرد معاناة ولده والعائلة والتنقل بين الاطباء والدول بحثا عن علاج له ويقول" عندما توقف الصمام عن العمل قررت العودة من ايران الى كربلاء المقدسة لمراجعة مؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام التابعة لهيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية المقدسة قبل ثمانية اشهر اي في مطلع العام الجاري (2025)، وما ان ابلغتهم ان الما شديدا في رأسه ادخل على الفور الى الطوارئ واجريت له مجموعة من التحاليل والفحوصات الاشعاعية، وقرر الاطباء اجراء عملية جراحية له لاستبدال الصمام لان الصمام المستخدم في العملية الاولى صناعة محلية ايرانية وغير جيد وتوقف عن العمل ويشكل ضرر على ولدي، بينما الصمام المستخدم في المؤسسة من مناشئ عالمية اميركية، وفي نفس اليوم اجريت العملية الجراحية لابني وفي اليوم الثاني ادخل في غرفة رقود نظامها فندقي راقي، تتوفر فيها كل المتطلبات التي يحتاجها المريض وذويه، ثم اخضعوه الى خطة علاجية وقائية تمتد لعام ونصف العام بدأت بعشر جرعات كيمياوية كانت قوية عليه وشعر بالآلام ونقص وزنه الى (27) كيلوغرام، ومن ثم فحص اشعاعي بالرنين للتقييم، ثم اعطي (4) جرع كيمياوية، وبعدها ايضا (4) جرع ليصبح مجموعها (18) جرعة، وايضا اجري له فحص الرنين خلال هذه الايام وقد تحسنت صحته بشكل ملفت للنظر واستعاد عافيته، وعاد وزنه الى (31) كيلوغرام، ومناعته تعدت (5800) درجة، ونسبة الدم عادت (11،5)، وهم حاضرون معنا في المستشفى او في البيت وفي اي وقت ابواب المؤسسة مفتوحة امامنا للعلاج المجاني منذ ثمانية اشهر والى الآن، ودون مجاملة تعرفت على عائلات كثيرة من الانبار والقائم وحديثة في محافظة الانبار، ووجدت ان هذه المؤسسة تقدم خدماتها المجانية لجميع العراقيين ولا فرق بين ابن الانبار او ابن النجف او اي محافظة بمهنية وانسانية ونظام لا يفرق بين احد على آخر، وانسانية الاطباء والتمريضيين لا يعلى عليها، واصبحوا اصدقاء لابني، ويريد العودة لهم لتحيتهم".
قاسم الحلفي ــ النجف الاشرف
تصوير ــ عمار الخالدي




التعليقات (0)
لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!