ابحث في الموقع

ابرز وجباته "الاكلات الخليجية".. موكب تتشارك فيه ثلاث عشائر من البصرة وذي قار لتقديم الخدمة للزائرين

ابرز وجباته "الاكلات الخليجية".. موكب تتشارك فيه ثلاث عشائر من البصرة وذي قار لتقديم الخدمة للزائرين
ابرز وجباته "الاكلات الخليجية".. موكب تتشارك فيه ثلاث عشائر من البصرة وذي قار لتقديم الخدمة للزائرين

جلس يحمل عصا كأنها صولجان يشرف على موقد طويل تشوى عليه مئات الاسماك بنكهة بصرية، يعطي الاوامر لينفذ كل خادم في الموكب مهمته استعدادا لتقديم وجبة الغداء للزائرين في منطقة البطحاء بمحافظة ذي قار بعد ان انتهى الموكب قبل ساعات من تقديم وجبات طعام لا تنقطع من العصر حتى ساعات الصباح الاولى، وقبلها استضاف المئات من النساء والاطفال والرجال قاعاته للمبيت، هذا الموكب يقدم وجباته الرئيسة من الاكلات الخليجية التي يتفنن بها اهالي الزبير، يقدم خدماته في شهر محرم الحرام بقضاء الزبير ثم ينتقل الى البطحاء ليشد عضده بسواعد عشيرتين من ذي قار ويقدموا خدماتهم لعشرات الالاف من الزائرين، ثم يلتحقوا بالسائرين مشيا الى كربلاء المقدسة.

تاريخ خدمة


لانه رضع حب الحسين من ثدي امه وهو ابن السادة الاشراف عمد السيد "مثنى طالب آل شراد الموسوي" (54 عاما) صاحب موكب وحسينية "الزهراء" في قضاء الزبير بمحافظة البصرة على اقامة الشعائر في السراء والضراء وفي احلك الظروف، وربى اولاده على ما تربى عليه ويشرح خدمته لوكالة نون الخبرية قائلا" انا لدي حسينيتي "الزهراء" و"قمر بني هاشم" في قضاء الزبير وكنت اتمنى ان اجد مساحة من الارض لتقديم الخدمة للمشاية على طرق الزائرين لان الزائرين في البصرة ينطلقون من منطقة "ساحة سعد" وليس من الزبير، وتحقق الحلم عندما تشاركنا مع عشيرتي "خفاجة"، و "آل عيسى" بعد شراء ارض هذا الموكب، وهذه الشعائر رضعناها من حليب امهاتنا وجداتنا وتوارثناها أبا عن جد، واتذكر الى الآن كيف تلبسنا امهاتنا الثوب الاسود ولا ننزعه او نفرح الا في "فرحة الزهرة"، وحتى في احلك الظروف لم نترك شعائر الحسين (عليه السلام) ورغم المنع والمطاردات واعدام اثنان من اخوتي وخالي واثنان من اعمامي ومجموعة من اقاربي واصدقائي وجيراني وتعرضي مع والدي للاعتقال والسجن لم اترك احياء الشعائر الحسينية، لاننا عرفنا منها مظلومية محمـد وآل محـمد والقران وطاعة الله والدين الاسلامي، وهو من ثبت الدين بدمه، وكنا نحيي الشعائر ونقيم العزاء ومجالس اللطم بالخفاء ونطبخ الطعام ونوزعه بعيدا عن عيون ازلام الطاغية المقبور، وكانت الزبير تضم البساتين والنخيل وتساعدنا على التخفي، كان اهلنا معروفين على مستوى الزبير والبصرة والجنوب بهذا الامر ونحن "بيت الرئاسة" من عشيرة "آل بو علي الموسوية".

ايام واعوام


يشرع اصحاب هذا الموكب باعلان العزاء مع مراسيم رفع راية الحزن على قبة سيد الشهداء وعن هذا الامر يقول ان" الموكب والحسينيات ومنذ اعوام تشرع لمدة (13) يوما باقامة العزاء والمحاضرات الدينية ومجالس اللطم منذ ليلة الاول من شهر محرم الحرام في مراسم رفع الراية الى يوم دفن الاجساد في قضاء الزبير وتقدم الطعام طوال هذه المدة، والحضور غفير ومن جميع مناطق البصرة، وفي يوم الثالث عشر الخاصة بدفن الاجساد الطاهرة لشهداء الطف ننقل الخدمة الى الشارع العام لان الزائرين يقصدون "خطوة الامام علي" فيتم التوزيع عليهم واطعامهم، ونقيم العزاء وتقديم الطعام كل ليلة جمعة خلال الاربعين يوما، وفي الاربعين واستشهاد الرسول الكريم محمـد (صلى الله عليه وآله وسلم) نوزع الطعام ايضا، كما نحيي ذكرى مناسبات ولادات واستشهاد الائمة الاطهار (عليهم السلام) على مدار السنة ونفرح لفرحهم ونحزن لحزنهم، ومنذ ثلاث سنوات حطينا رحالنا هنا في البطحاء وكانت الخدمة المقدمة هنا بسيطة، وباشرنا بتقديم الطعام لمدة (24) ساعة، ونوفر الذ واشهى الاطعمة وبمختلف انواعها لان الزائر هو "ضيف الحسين" حتى يصل الامر الى توفير العسل والفستق واللوز القهوة العربية و"الجكليتية"، وفي الكوكب خدمة الاطعام والمجالس الحسينية والمبيت للرجال والنساء بطاقم خدمة نسائي متمرس منذ سنين طوال على تقديم الخدمة وخاصة من قبل نسائنا "العلويات" وتدربن معهن نساء العشائر الباقية، ويأتي مجموعة من شباب الموكب لتهيئة الامور قبل ثماني ايام ثم نبدأ من الاول من صفر بتقديمها حتى على العدد القليل في بداية المسير، وبعد انتهاء المسير من البطحاء يلتحق جميع افراد الموكب بالمسير الى كربلاء المقدسة، وعملنا في تقديم الوجبات على نظام "البوفيه المفتوح" فطوال الليل والنهار هناك وجبات تقدم، رئيسة وخفيفة وعصائر ومعجنات ويصل الامر الى تقديم البطاط المقلية "الجبس" و "الشامية" للاطفال، ووجبات مقبلات كثيرة".


مواسم الحرارة


منذ سنتين اصبحت الزيارة الاربعينية خلال شهري تموز وآب وهما الاشد حرارة في العراق، وتغيرت اوقات مسير الزائرين من النهار الى العصر والليل والفجر عن هذا التغير يوضح "الموسوي" قائلا ان" الموكب غير من توقيتات تقديم الطعام حسب ساعات سير الزائرين، حيث كان الغداء بعد صلاة الظهر، واصبح الآن عند الساعة (9 ــ 10) صباحا وينامون بعدها الى العصر، لانهم يتناولون طعام الافطار عند الساعة الثالثة او الرابعة فجرا"، مشيرا الى ان" الموكب يقدم وجبات طعام خليجية يعرفها اهل الزبير كوننا من سكنة القضاء قبل (123) عاما اي منذ العام (1902)، مثل اللحم المجبوس، والبرياني، والمدفونة، والمعلوكة، والدقوس بالشطة، وانا الطباخ الرئيس في الموكب، وخدمة الموكب من السادة وعشيرتي العيسى المناصير، وخفاجة، وادارة الموكب انا وسبعة يساعدوني، ومعنا (30 ــ40) خادم من الشباب الكبار والصغار كثيرين جدا، وساعات العمل طويلة جدا، والاستراحة لساعات فقط، واصبح للموكب زبائن واصدقاء كثيرين من العراقيين والعرب، والكثير منهم يتباركون بخدمة الموكب والكرامات التي حصلت فيه، والتمويل تكافلي بين العشائر وانا اضع ضعف ما يضعه الباقين".

 

قاسم الحلفي ــ ذي قار
تصوير ــ عمار الخالدي

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!