جلس والد الطفلة "زينب بدر كاظم" وهي واحدة من (11) فرداً من البنين والبنات ومعهم الأم والأب في داره المشيدة في مناطق التجاوز وهي دار تحمل الاسم فقط، ولا تصلح للسكن، يتحدث عن ما جرى لابنته وكيف عالجتها مستشفيات العتبة الحسينية من ورم خبيث، ولولا تلك المستشفيات لكان تركها تصارع الموت، لأنه لا يملك من حطام الدنيا ما يعينه على سد لقمة العيش لهذه العائلة المكونة من (13) فرداً، ولم تقف خطوات العتبة الحسينية المقدسة عند علاج ابنته بل منحته مبلغاً من المال ليستطيع السفر بين محافظتي ذي قار وكربلاء المقدسة لمتابعة علاج ابنته الدورية.

ورم أعلى اليد
ويستعرض مرض ابنته ومراحل علاجها منذ بالبداية قائلاً: لوكالة نون الخبرية ان "ابنتي (زينب) تبلغ من العمر حالياً (12) عاماً ونحن نسكن في حي الزهراء بمدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار، وأول اعراض مرضها ظهور ورم في اعلى يدها عام (2021) دون أي مضاعفات، وراجعنا احد الأطباء بعيادته الخاصة في الناصرية، وبعد اجراء التحاليل والفحوصات الاشعاعية مثل السونار والرنين، وشخصها ورم خبيث ولابد من اجراء عملية جراحية لاستئصاله، واحالنا الى مستشفى حكومي يعمل به لإجراء العملية، وفي يوم العملية دخل كل المرضى واجروا لهم عملياتهم الجراحية الا ابنتي، وعند استفسارنا من مسؤولة ادخال المرضى الى العمليات اخبرت الطبيب وجائنا مع طبيب آخر ليسألنا هل تعلم ما هو مرض ابنتك، مردفا ان ابنتك اذا اجرت العملية عليك اخذها فورا الى الهند لإجراء عمليات أخرى لها"، ويقول والدها متهكماً ان "وضعي المادي لا يصلح للسفر الى الهند" لأنه كاسب وشبه عاطل يعمل يوما ويقعد أياماً، مضيفاً "حينها فهمت ان العملية المقصودة كانت أخذ (خزعة) فقط لتحديد نوع الورم ومساحة انتشاره، فراجعت طبيب آخر متخصص بالكسور بعيادته الشخصية لان الورم على عظم الساعد، فأحالها الى المستشفى العام في الناصرية واجرى لها عملية سحب الخزعة، وكان يتعامل بإنسانية وابدى استعداده لمساعدتي بعلاج ابنتي في العراق او الخارج على نفقته، وبعد أسبوعين ظهرت نتائج الخزعة واخبرني الطبيب بضرورة مراجعة مؤسسة وارث الدولية لعلاج الأورام في كربلاء المقدسة".

في مستشفيات كربلاء
بمجرد ما اخبره الطبيب جاء "أبو زينب" بابنته الى مستشفيات العتبة الحسينية في كربلاء المقدسة وعن ذلك يقول "استقبلنا من قبل الدكتورة (أسيل) في العيادة الاستشارية وأجريت لابنتي فحوصات البيتسكان والرنين والسونار، وفحوصات أخرى جديدة، وبعد تشخيص المرض أدخلت ابنتي في بروتوكول علاجي مكون من (7) جرعات كيمياوية، وتمكث بعد كل جرعة من (5 ــ 7) أيام، وببرنامج وتوقيتات دقيقة جدا، ثم احالوها في العام (2022) الى الدكتور (سعيد اللبناني) في مستشفى الامام زين العابدين (عليه السلام) الجراحي، فأجريت لها عملية جراحية ازيل بموجبها الورم ورفع العظم المنخور واقتطع جزء من عظم رجلها وربط بعظم اليد، وبعد ست ساعات اعلن عن نجاح العملية الجراحية، وتحسنت بعدها صحتها بشكل كبير ثم حدد لها (7) جلسات علاج كيمياوي أخرى للاطمئنان من عدم انتشار الورم او عودته، واستمرت ابنتي بالعلاج من جديد لمدة ستة اشهر، وبعد إجراءات وفحوصات حددت لنا المراجعة للمتابعة الدورية كل شهرين، وبعد تحسن صحتها اكثر اصبحنا نراجع كل أربعة اشهر، واستعادت ابنتي عافيتها بالكامل، ومنذ عام ونصف العام تتعالج ابنتي في مستشفيات هيئة الصحة والتعليم الطبي مجاناً دون أن أدفع ديناراً واحداً، وجميع كلف علاجها دفعتها العتبة الحسينية المقدسة، ولولاها لتركت ابنتي تصارع الموت لأني لا املك أي مبلغ اعالجها به، بل ان العتبة الحسينية وبعد التحقق من وضعي المعيشي اهدوني مبلغ مليون و(500) الف دينار يساعدني على السفر مع ابنتي لمراجعة المستشفيات، ولم يقصروا معي قيد انملة، وتعامل العاملين في العتبة الحسينية والمستشفيات التابعة لها لا يجازى لأنه منقطع النظير، والى الآن نحتفظ بالهدايا التي أعطيت لها، وكأننا نتعامل مع ام حنينة على بنتها".




قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير: عمار الخالدي
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!