بقلم / مسلم الركابي
يسعى الكثير من العاملين في مجال الخدمة الحسينية الى تكريس مفهوم الهوية الحسينية لخدمتهم ، وهوية الخدمة الحسينية هي من انبل واطهر واقدس الهويات التي يسعى الى حملها خدام الامام الحسين عليه السلام بمختلف الاماكن والازمان حيث تعددت وتنوعت هذه الخدمة بعدما اتخذت وسائل وطرق والوان واشكال متعددة ومختلفة زمانياً ومكانياً ، وخدمة المواكب الحسينية هي في طليعة هذه الخدمة فرواد المواكب واصحابها يسعون بكل مايملكون ان يضعوا هويةً خاصةً لمواكبهم وعزواتهم ، ولذلك اصبحنا نعرف المواكب الحسينية احياناً برجالها وخدامها واحياناً اخرى بشكلها وطقوسها ورداتها وغير ذلك من العلامات والمزايا والصفات التي تميز موكب عن موكب اخر ، وهناك وفي كل موكب او عزاء عاشورائي رجال يسعون لتكريس هوية موكبهم وعزائهم مما يمكننا القول ان هذه الهوية تمثل بصمة خاصة بذلك الموكب او العزاء ، ففي كل موسم عاشورائي كربلائي يبرز امامنا موكب جمهور طرف العباسية كظاهرة فريدة ومتميزة فهذا الموكب والعزاء له بصمته الخاصة وعلامته الفارقة بين المواكب والعزوات الكربلائية خلال ايام العشرة الاولى من محرم الحرام فقد انفرد وتميز موكب جمهور طرف العباسية بهويته الخاصة وهي الردات التي تسمى ( الردات السياسية) واعتقد اننا لو نسميها الردات الوطنية افضل واجمل واسمى فهذه الردات بطابعها الوطني باتت هوية وبصمة لعزاء العباسية فلا يمكننا ان نتصور عزاء العباسية بدون هذه البصمة والهوية الفريدة ، وهذه الردات تكتبها انامل شعراء من طراز خاص شعراء يعملون بروح الفريق الواحد وبجهود خليه نحل همها الاول والاخير ان تحافظ على هذه الهوية والبصمة فهي تكتب الردات بشعرية بسيطة وبلغة الشارع كما يقولون كلمات بسيطة وجمل قصيرة تختصر هم المواطن ومحنة الوطن حيث يمتزج الوعي السياسي الناضج والروح الوطنية العالية في بوتقة الرفض الحسيني الهادر والخالد على مر العصور والازمان ف(لا ) الامام الحسين يجسدها شعراء ردات عزاء العباسية بكل وعي وصدق وعفوية وتلقائية بحيث تتحول هذه الردات الى رسائل واضحة غير مشفرة لاصحاب القرار فهي تتحدث عن محنة الوطن والشعب معاً امام الظلم والفساد والاستبداد وهذا ما تهدف اليه ثورة الامام الحسين عليه السلام فهي ثورة اصلاح قبل كل شيء ، وشعراء الردات هؤلاء يجمعهم حب الحسين والوطن العراق ، الحسين والعراق حاضران في مشروعهم الشعري فلا حياة بلا وطن ولا وطن بلا حسين ، حيث يشكل هؤلاء الشعراء غرفة عمليات بكل معنى الكلمة فهي غرفة اجتماعات متواصلة قبل حلول محرم واثناء محرم بحيث تتفاعل هذه الغرفة الشعرية يومياً مع جميع الاحداث التي تحدث في البلد ولذلك احياناً نسمع ردات تتحدث عن حدث سياسي جديد ، بمعنى ان هذه الغرفة العملياتية الشعرية تتفاعل وتتواصل بشكل يومي من احداث في ساحة الوطن العراق ، ومن هنا اصبح عزاء العباسية ظاهرة وتظاهرة بنفس الوقت فهو يستقطب ابناء كربلاء جميعهم ومن مختلف المحلات والاطراف ، وهذه الغرفة الشعرية والتي يقودها الشاعر الحسيني والوطني الكبير عودة ضاحي التميمي بخبرته المتراكمة وامكانياته الشعرية الهائلة اضافة الى الشعراء الكبار في عطائهم والمخلصين في عملهم والصادقين مع انفسهم والاخرين وهم :
الشاعر الحسيني الاستاذ زهير الشافعي والشاعر الحسيني طالب عبد الحسين خنياب الكعبي والشاعر الحسيني أسماعيل المولى
والشاعر الحسيني السيد كريم العرداوي ، ولا ننسى مسوؤل أدارة الغرفة الشعرية الاستاذ أبو ميمون . هؤلاء هم كوكبة ابداع ردات عزاء العباسية الذين سطروا ابداعم الشعري وفاءاً لابي الاحرار الامام الحسين عليه السلام وللقضية الحسينية بكل معانيها العظيمة ولوطنهم وشعبهم فكانوا عنواناً مميزاً للابداع والوفاء والصدق والانتماء للحسين والوطن العراق .
المقالات لا تعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن آراء كتابها
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!