منذ الاربعينيات
هذه المدينة التي ارتبط اسمها بنجل الامام المظلوم الكاظم لها خصوصية في الخدمة الحسينية يشرحها عضو وحدة الشعائر الحسينية "خليل حسن الجبوري" لوكالة نون الخبرية بقوله " ان تاريخ خدمة الائمة الاطهار في مدينة القاسم انطلقت منذ عقود غابرة في اربعينيات القرن الماضي وكان لديها موكبا واحدا هو موكب "أهالي القاسم" ومسؤوله كان المرحوم "محمـد تقي الجلالي" الطالب الحوزوي ومعه مجموعة من كبار السن حينها عندما كانت المدينة ناحية ونفوسها قليلة، ويقدم الخدمة في جميع المناسبات الدينية التي تحيي ذكر محمـد وآل محمـد، واستمر الحال لغاية العام (1996) حيث جئنا بموكبين حسينيين الى مدينة الكاظمية المقدسة، ونصبنا احدهما في طرف السميلات والاخر في طرف الانباريين، داخل بيوت اهل الكاظمية الذين تعاونوا معنا وقدموا التسهيلات الكثيرة، ثم نصبا موكبا في منطقة السكلات لتوسيع الخدمات للزائرين كما نصبنا نفس السنة موكبا في سامراء وآخر في بلد عند ضريح السيد محمـد بن علي الهادي، وبعدها بيوم واحد تأتي مواكب من الكاظمية الى مدينة القاسم للمشاركة معنا في تقديم العزاء والخدمات بذكرى وفاته، فنقدم لها الامكنة والدعم والتسهيلات، كما نقدم الخدمات ونقيم العزاء في الكاظمية المقدسة ايام ذكرى استشهاد الامام الجواد (عليه السلام)، واستمر بنا الحال الى زوال الطاغية وخدمتنا خبراتنا التراكمية في المواكب والخدمة، واستعدادنا للعطاء فباشرنا بخدمة زائري الاربعينية التي جاء موعدها بعد زوال المقبور بايام، ومن موكبين وصل عدد مواكبنا الى (23) موكب يخدم في الكاظمية".
زيادة اعداد المواكب
زيادة نفوس العراق وامتداد المناسبات الدينية لايام دعا موكبي القاسم الى التوسع وافتتاح فروع جديدة يقول عنها "الجبوري" مؤكدا " قديما كان يعمل في الموكب عشرة خدام فقط، بينما وصل عدد الخدام اليوم الى (1000) خادم، وتقريبا يخدم في الموكب الواحد (150) خادم على مدار اليوم"، بدون حساب اعداد المشاركين في العزاء، وكنا في بداية الامر ننصب مواكبنا على جهة الكاظمية من طرف السميلات وباقي المناطق القريبة منه، فحولنا امكنة الموكبين الرئيسيين حينها الى شارع النواب فتحولت جميع مواكب القاسم الى هذا الشارع، واصبح نجمع جميع مواكب القاسم في شارع النواب بمدينة الكاظمية المقدسة، ولدينا وحدة الشعائر الحسينية في المدينة تنظم عمل المواكب وتثبت معلوماتها وتصدر لها الموافقات الامنية والهويات الخاصة بعمل المواكب وغيرها بكتب رسمية، ووصل عدد المشاركين في موكب العزاء اليوم الى (1500) مشارك، ويأتون الى الكاظمية منذ الثامن عشر من رجب ويباشرون الخدمة في يوم العشرون منه ولمدة خمسة ايام، وتقدم ثلاث وجبات يومية واغلبها مشويات، وتمد المواكب الثلاثة والعشرون في الكاظمية سفرة طويلة امام كل موكب لاطعام الزائرين على طريقة تقديم الطعام في مضائف العشائر، وتتنوع فعاليات مواكبنا بين اقامة المحاضرات الدينية وقصائد يقرأها الرواديد ومجالس اللطم وتسيير موكب مركزي واطعام في كل مناسبة".
مدن ومناسبات
لا يقتصر نشاط المواكب على مدينتي الكاظمية والقاسم بل يمتد الى غيرها ويقول عنه ان " مدينة القاسم تشهد في شهر شعبان اقامة مهرجانات شعرية لاحياء ذكرى ولادات الامام الحسين وابي الفضل العباس والسجاد وصاحب الزمان وعلي الاكبر (عليهم السلام)، وفي شهر رمضان تفتح العديد من الحسينيات والمواكب في المدينة ابوابها لتقديم وجبات الفطور للصائمين، ثم نشد رحالنا الى النجف الاشرف لاحياء ذكرى استشهاد أمير المؤمنين علي (عليه السلام) بموكب عزاء تصل اعداد المشاركين فيه الى نحو (1500 ــ 2000) مشارك بمواكب عزاء مشترك واحد، اما في ذكرى استشهاد الامام الصادق (عليه السلام) فنقيم موكبي عزاء احدهما في الكاظمية والآخر في مشهد بإيران ويسافر (500) معزي من الموكب، وتتعاون معنا حسينيات لعراقيين من النجف في توفير معدات الطبخ وتقديم العزاء، وفي ذكرى استشهاد الرسول محمـد (صلى الله عليه وآله وسلم) نذهب بموكب كبير لاقامة العزاء ونعود في اليوم الثاني لاقامة اكبر عزاء للامام الرضا (عليه السلام) في مرقد القاسم بن الكاظم، وفي جميع تلك المناسبات يكون العزاء مركزي بمشاركة جميع افراد المواكب والخدمة متفرقة، وفي محرم الحرام تطوف المدينة مواكب لطم خلال عشرة ايام في المدينة، وفي (25) محرم ينزل موكب مركزي بعزاء كامل في كربلاء المقدسة، وفي الزيارة الاربعينية يخرج اهالي القاسم برمتهم من المدينة الى كربلاء بمواكب عزاء وتشابيه".
مئات الشهداء
هذه المدينة التي يحمل اهلها عقيدة حسينية كانت من اولى المدن التي لبت نداء فتوى الجهاد الكفائي لقتال العصابات الارهابية ويشير اليها بالقول" ان جميع مواكبنا تحولت الى الدعم اللوجستي ومنها التحق الاف من اعضائها بالقتال، حتى ان فوج القاسم القتالي شكل من المدينة والى الآن ما زال شبابنا يحرسون المدن في لواء علي الاكبر، ومن موكبنا وحده شارك اكثر (500) خادم بالقتال وقدمنا (25) شهيد، اما مجموع الشهداء من مواكب مدينة القاسم فوصل الى نحو (500) شهيد، ولدينا حاليا في مدينة القاسم (800) موكب حسيني وانا مسؤول عنها، واوصلنا الدعم اللوجستي الى ساحات المعارك في جميع المحافظات التي شهدت القتال، وساهمنا في دعم الشعب السوري خلال الزلزال الذي ضرب مدنه".
قاسم الحلفي ــ الكاظمية المقدسة
أقرأ ايضاً
- قدمت شكرها للمرجعية الدينية العليا.. وفد العتبة الحسينية الانساني يغيث (150) عائلة سورية نزحت الى بيروت
- عمره مئة عام وازدادوا سبعة.. آل ماجد.. موكب خدم الزائرين والمقاتلين والمصابين بفايروس "كورونا"
- شارك خدامه في المعارك ضد "داعش".. موكب من الديوانية يقدم خدماته لزوار الكاظمين ولزائري المراقد المقدسة منذ (90) عاما