وصفت سيدة لبنانية تتعالج في مستشفى خديجة الكبرى التخصصي للنساء ان ما لقيته من عناية طبية وتعامل انساني وحنان لا نظير له حتى في المستشفيات المتطورة، وانها شعرت بانها تتعالج بين اهلها وتشرف على علاجها ملاكات طبية وتمريضية وساندة غاية في الانسانية.
واكدت السيدة اللبنانية " آمال عبد الله محمود" في تصريح خصت به وكالة نون الخبرية انا" من ضيعة الزريرية في مدينة صيدا جنوب لبنان وصلت الى العراق منذ اربعون يوما، تعرضت ضيعتنا الى قصف مدمر وتضررت جميع البيوت، وكذلك المنطقة التي يسكن فيها زوجي وولدي قرب مزارع شبعا وهي منطقة زراعية فيها اشجار كثير من الفواكه والخضر، فقامت الطائرات الحربية بقصف مكثف على الاراضي الزراعي واحرقتها بالكامل، وبعد يومين قصف البيت الذي يسكنوه، وتفرقت عائلتنا فاحد ابنائي سكن بمساعدة شاب مسيحي في بيروت، والاخر ذهب الى طرابلس، والثالث متزوج من فتاة سورية سكنوا عند اهلها، وبناتي بقين مع ازوجهن في بيروت بمنطقة دوحة الحص وهي بعيدة نوعا ما عن القصف الوحشي، وكنت اسكن عند ابنتي واردت ان اجلب "ملفي الصحي" كوني اعاني من امراض مزمنة واصابة بحرق في قدمي، لكي يتعرف اي طبيب يفحصني بأي مدينة على حالتي، وذهبت رغم عدم رضا ابنائي وتحذيراتهم الى سكني فمنعني احد جيراني لان القصف على الضاحية يحصل بين ساعة واخرى بكثافة، ورفض جاري الا ان يرافقني وبسرعة اخذت الملف والادوية الخاصة بي من الثلاجة وخرجنا مسرعين وبالفعل حصلت غارة وقصف البيت وذهبت كل محتوياته ومعها مبلغ من المال كنت انوي ان اجري به عملية جراحية، فاخرجني بسرعة الى احد مكاتب السفر لكي اغادر الى سوريا، ولكني شعرت بضيق في التنفس وفقدان صوتي نتيجة استنشاق غازات غطت المنطقة نتيجة القصف الجوي".
واضافت ان" السفر كان صعبا لان الزخم كبير والمخاطر كبيرة، وبعد انتظار لساعات طوال في المكتب سافرت الى الاردن، ومنها الى الشام وبعدها الى منطقة السيدة زينب (عليها السلام)، وكان لدينا رقم هاتف احد الخيرين العراقيين، الذي ساعدنا كثيرا للوصول الى العراق والسكن في النجف الاشرف، وخلال تطوعي لخدمة الوافدين اللبنانيين والمشاركة باعداد الطعام لساعات طوال حصل لي حرق في قدمي نتيجة وقوع قطرات من الزيت الحار فتورمت ساقي نتيجة الالتهاب واصابتي بداء السكري وراجعت احد المستشفيات هناك، وتلقيت العلاج لمدة يومين واجريت لي عملية سحبت من قدمي الجراحة، ثم استقر بي المقام في مدينة كربلاء المقدسة، وفي احد الايام اصبت بغيبوبة نتيجة ارتفاع السكري في الدم، فجاؤوا بي الى مستشفى السيدة خديجة (عليها السلام) التخصصي للمرأة، ولم ارى في حياتي مثل هذا المستشفى فقد اخضعوني الى العناية الركزة لمدة ثلاثة ايام، واجزم ان مستشفى الجامعة الاميركية في لبنان لا تداني ما موجود من خدمات في هذا المستشفى، وخرجت من العناية المركزة بعد ان اجريت لي فحوصات مختبرية واشعاعية شاملة تبين منها ان ضررا اصاب كليتي نتيجة ارتفاع السكري، وهذا لم اعرفه سابقا، كما شخصوا وجود شحم على الكبد يضعف عمله، ولدى التهابات في الصدر نتيجة استنشاق الغازات المنبعثة من القصف الوحشي، وحظيت باهتمام من الملاكات الطبية والتمريضية والخدمية في المستشفى بشكل لا يوصف وكأنهم خلية نحل تسهر على علاجي، كما ارسلوني الى مستشفى ابن الهيثم التخصصي للعيون بسبب ظهور كيس دهني قرب عيني وفي مكان يؤثر على العين، وتطلب احالتي الى مستشفى الواسطي الذي بعد ان اجروا لي فيه فحص بالناظور وفحوصات اخرى حددوا لي موعدا لاجراء عملية في الاسبوع المقبل، وفي جميع المستشفيات كان التعامل الانساني سيد الموقف والعلاج مجاني الى جميع اللبنانيين، ولم اشعر ابدا بأني غريبة عن هذا البلد، حتى وصل الحال الى اني رفضت طلب احد السيدات اللبنانيات بخصوص اخبار اولادي واهلي بحالتي الصحية لأني اتعالج بين اهلي ولا ضرورة لجعل اهلي يقلقون علي"، مشددة بالقول لو ان "امي وابي احياهم الله مرة اخرى لن يهتموا بي مثلما لقيت هنا من الاهتمام والعناية والحنان الذي هو اهم من العناية ما لا يوصف، وهو تصرف يشكل نسبة عالية من العلاج لجميع المرضى".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- من النساء والاطفال: العتبة الحسينية تعالج اكثر من (2000) من الوافدين اللبنانيين في مستشفى خديجة (فيديو)
- تعالجت مجانا بالعراق: سيدة لبنانية اصيبت بجلطة لفقدها ولدها و(178) شخصا بقصف واحد(فيديو)
- شاهد عيان: جيش الكيان الاسرا..ئيلي قصف الانسان والحيوان والشجر والحجر