اتخذت الحكومة العراقية حزمة من الاجراءات السريعة والآنية لمساعدة عشرات الالاف من العراقيين واللبنانيين والمرتبطين بهم ممن يحملون جنسيات اخرى على الابتعاد عن دائرة الخطر جراء الاعتداءات التي يرتكبها جيش الاحتلال الاسرائيلي ضد الشعب اللبناني، كما منحت سمات دخول لمجموعة من الاثيوبيات العاملات في بيوت اللبنانيين، وساعدت مواطنين عراقيين متزوجين من سوريات من الحصول على موافقات من الجهات السورية المعنية بالإقامة لستة اشهر في سوريا.
وبين القائم باعمال سفارة جمهورية العراق في سوريا ياسين شريف الحجيمي في تصريح لوكالة نون الخبرية انه" فور تسلمنا لتوجيه رئيس مجلس الوزراء محمـد شياع السوداني ونداء المرجعية الدينية العليا، ولعلمنا بكثافة المواطنين اللبنانيين الذين سيأتون الى سوريا هربا من جحيم الحرب والاعتداءات التي يرتكبها جيش الاحتلال الاسرائيلي، والظروف التي جرت على اخواننا في جنوب لبنان، شكلت على اثره خلية ازمة برئاسة وكيل وزارة الخارجية محمـد حسين بحر العلوم وعضويتي والزميلة القائم بالاعمال العراقي في لبنان ندى كريم مجول، اضافة الى رؤساء الدوائر المهمة في الوزارة، وكان تواصلنا يستمر الى ساعات الليل المتأخرة، وفور تلقينا للتوجيهات، شكلت فرق عمل في سفارتنا لغرض استيعاب جميع العراقيين وابداء التسهيلات اللازمةلهم، وخصصت مراكز ايواء للعراقيين في لبنان، ومن صعب عليه السفر من لبنان استأجرت الحكومة العراقية طائرات خاصة ونقلتهم الى بلدهم، وكان عملنا على خطين الاول هم ضيوف العراق من الاخوة اللبنانيين وعائلاتهم، وضرورة ايصالهم الى الاراضي العراقيين والعراقيين العائدين من لبنان، وقد وصل الى الاراضي السورية (2666) عراقي كان مقيما في لبنان، بعد تسهيل اجراءات منحهم جوازات مرور خاصة لمن لا يملكون جوازات لاطفالهم".
واضاف الحجيمي ان" المساعدات الاخرى تضمنت توفير وزارة النقل لحافلات لنقلهم كان انطلاقها من مقر وفد العتبة الحسينية المقدسة في منطقة السيدة زينب بالعاصمة دمشق لضمان تسهيل عودتهم الى الارض العراقية، اما العائلات اللبنانية الراغبة بالذهاب الى العراق، فوفرت لهم ايضا حافلات حكومية عراقية لنقلهم باشراف الجهات المختصة بهذا الملف، وكانت جموع الناس الوافدة من لبنان تتوجه الى مكتب السيد علي السيستاني او مقرات بعثات العتبات المقدسة فيرسلوهم الى تلك الحافلات لنقلهم الى العراق، ومن بين الاجراءات التي قدمت للعائلات اللبنانية هو حصول موافقة وزير الداخلية عبد الامير الشمري على منح المواطن جواز خاص يسمى "جواز المرور" لمن لا يملك جواز سفر، وهو بموجبه غير مؤهل للسفر الى العراق بل مؤهل لتسهيل عودة المواطن من خارج بلده الى بلده، ويمنح بموجبه اقامة لمدة ثلاثون يوما واذا لم يحسم النزاع الدائر فيمدد الى ثلاثين يوما اخرى، وعلى الفور عمل به في ادارة منفذ القائم وادارتي منفذي مطار بغداد الدولي ومطار النجف الدولي وكانت جميع التسهيلات متوفرة لهم، لاسيما بعد مغادرة حوالي (9000) لبناني عبر البر، وحوالي (2000) لبناني عبر مطاري بغداد والنجف الاشرف الدوليين".
واوضح ان" من بين التسهيلات التي توفرت للوافدين وحصلت موافقة رئيس مجلس الوزراء محمـد شياع السوداني عليها هي السماح بدخول خادمات اجنبيات وخاصة من الجنسية الاثيوبية، يعملن في بيوت عائلات لبنانية اتين معهن، بعد ان خول رؤساء البعثات الدبلوماسية في سوريا ولبنان على منح الاثيوبيات سمات الدخول وتمكينهن من الالتحاق بالعائلات اللبنانية في العراق، كما حصلت موافقة رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية على تسهيل دخول زوجات اللبنانيين المتزوجين من نساء يحملن جنسيات اخرى غير لبنانية، واعتمد على عقد الزواج من جنسيات عراقية او مصرية او سورية او غيرها، ومنحت تأشيرات الدخول لمرافقة عائلتها، وكذلك منح سمات الدخول الى ازواج واطفال اللبنانيات ممن يحملون جنسيات اخرى غير لبنانية، وتجاوزنا القوانين والتعليمات خلال هذه المدة لاغاثة اهلنا في لبنان، اما العراقيين فلا يوجد عليهم قيد او شرط في عودتهم الى بلدهم العراق، بل حتى الجوازات منتهية الصلاحية سمح لهم بالعودة بها الى وطنهم بدون اي ضوابط، وايضا ان بعض العراقيين المقيمين في لبنان ممن لم يرغب في العودة لعدم تملك لدار يسكنها في العراق او تصعب عودتهم منحوا الحوافز، وبعض العراقيين العائدين من لبنان زوجاتهم سورية استطاعوا البقاء في سوريا بعد ان استحصلنا لهم موافقة وزير الداخلية السوري بمنحهم اقامة لمدة ستة اشهر لحين انجلاء الموقف وانهاء الحرب".
قاسم الحلفي ــ دمشق
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- 400 مليون دولار خسائر الثروة السمكية في العراق
- بركات الامام الحسين وصلت الى غزة ولبنان :العتبة الحسينية مثلت العراق انسانيا(تقرير مصور)
- هل تحدث فرقاً؟.. جولة تراخيص جديدة للغاز العراقي