مسؤول شعبة شؤون الأفراد في قسم الشؤون الإدارية في العتبة الحسينية المقدسة والمشرف على دورات محوالأمية فيهاالأستاذ (هاشم هيجل) لموقع نون الخبري ان "الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة ومن أجل تقليل ظاهرة الأميّة الخطيرة، ومساهمة منها لخدمة هذا المرقد الشريف وزائريه من خلال تطوير قدرات منتسبيه،  والتي كانت وما تزال تسعى إليه منذ تأسيسها بعد سقوط الطاغية، فقد قامت ولأول مرة في تاريخ العتبات المقدسة في العراق بافتتاح دورات لمحو الأمية لمنتسبيها كمرحلة أولى لتشمل باقي المواطنين إن شاء الله مستقبلا"ً.
 واضاف " ان هذا المشروع الانساني  جاء بأمر من الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ (عبد المهدي الكربلائي) وحرصا على  متابعة منتسبي العتبة الحسينية المقدسة الذين لا يجيدون القراءة والكتابة لإدخالهم بدورات تدريبة وتعليمهم القراءة والكتابة وفق الضوابط الصحيحة).
مبينا انه (ومن خلال إدارة العتبة المقدسة تم توجيه كتاب إلى جميع أقسامها - بما فيها المنتسبين في قسم رعاية وحماية بين الحرمين المطهرين - ينص على ضرورة ارسال قائمة بأسماء المنتسبين الذين لايجيدون القراءة والكتابة الى إدارة العتبة الحسينية المقدسة، وبدورها استجابت جميع الاقسام وقامت بإرسال قوائم المنتسبين الأميين (لايعرفون القراءة والكتابة) وكان عددهم (45) منتسبا من بين عدد المنتسبين البالغ (1800) منتسباً، وكان هؤلاء المنتسبون يعملون ضمن الاقسام الخدمية في العتبة المقدسة).
وتابع (هيجل ) قائلا (انه بعد ان تم جمع قوائم الاسماء ألحق هؤلاء المنتسبين بدورة محو الامية داخل العتبة التي تتكررعلى ثلاثة حصص دراسية يومياً في وجبات الدوام الثلاث (الصباحي والمسائي والليلي)، الأولى في الساعة (10.30) صباحا والثانية في الساعة (4) عصرا والثالثة بعد بدء الدوام الليلي، على ان تكون مدة المحاضرة ساعة واحدة والغرض من تعدد هذه الأوقات هو لاستيعاب تبدل اوقات الدوام لكل منتسب والذي يجري دوريا حيث يمر المنتسب بأوقات الوجبات الثلاثة فلا يفوته شيء من المحاضرات حتى مع تبدل وقت دوامه) مبينا ان (مايعطى في المحاضرة الصباحية يتم اعادته في المحاضرتين المسائية والليلة لتحقيق ذلك الغرض) .
وأضاف ان (المناهج التي يتم اعتمادها في الدورة هي مناهج رسمية يتم إتباعها ضمن مقررات مناهج مدارس محو الامية لمديرية محو الأمية والتعليم التابعة لوزارة التربية   وهما كل من (كتاب القراءة لمرحلة الأساس) و(كتاب الحساب لتعليم الكبار) ويقوم بتدريسهما أساتذة أكاديميين متخصصين من داخل وخارج العتبة).
مشيرا الى ان (مدة الدورة قد تتجاوز (5) أشهر وسيتم افتتاح دورات تطويرية اكثر تقدما بعد ان يستكمل هؤلاء المنتسبين دورتهم هذه) موضحا ان (العتبة الحسينية المقدسة تسعى الى فتح مثل تلك الدورات الى عامة الناس للقضاء على افة الجهل الذي اصاب الفرد العراقي بسبب بطش النظام الديكتاتوري السابق).
واختتم حديثه قائلا (ان العتبة الحسينية المقدسة تقوم حاليا بدراسة فتح مثل تلك الدورات بالنسبة للنساء كون ان هذه الدورات اقتصرت الآن على الرجال فقط).
يذكران العتبة الحسينية المقدسة كانت قد اعدت برنامجا بعد ان استلمت الادارة الشرعية للعتبة  يقضي بالحاق جميع منتسبي العتبة بالدورات الفقهية والعقائدية على دفعات متوالية حيث تبلغ مدة الدورة الواحدة ثلاث اشهر ويتراوح عدد المشاركين فيها اكثر من (250) منتسب بواقع (20%) من كل قسم.
ومن الجدير بالذكر أن العراق قد تخلص من الأمية في نهاية السبعينات وحسبما اعلنته (اليونسكو) في حينها، وعادت إليه مرة أخرى منذ الثمانينات بسبب رعونة النظام الديكتاتوري المقبور وحروبه التي حرمت الكثير من الشباب من التعلم بسبب طلبهم للرزق وشظف العيش الناتج من تلك الحروب وسياسات القهر الاجتماعي والاقتصادي فضلاً عن تفشي الرشوة في المدارس الأمر الذي جعل نجاح الكثيرمن الطلبة نجاحا مزوراً.