يذكر الباحثون في معركة الطف ان معسكر الامام الحسين (عليه السلام) ورغم قلة عدد انصاره وعدتهم، كان مكونا من ثلاثة اجزاء هي المخيم الحسيني المقسم بين خيم الاصحاب وخيم العائلة والاطفال والنساء ومكان اصطفاف اصحاب الحسين (عليه السلام) امام جيش العدو الاموي، و"فسطاط" الامام الحسين (عليه السلام) وهي الخيمة التي نصبت لابي عبد الله الحسين واتخذها مقرا لقيادة المعركة، هذه الخيمة يعمل قسم المشاريع الهندسية في العتبة الحسينية على احياء امرها بعد ان اصبحت شبه معروفة، ليعيد بنائها بطراز معماري تاريخي وتصاميم تحاكي الخيم المستخدمة في المعارك في زمن وقوع معركة الطف الخالدة، هذا المشروع ينفذ كجزء من صحن العقيلة زينب (عليها السلام) بلمسات هندسية وفنية معمارية لا نظير لها.
جامع صغير
واكد مدير المشروع المهندس "علي عدنان" في تصريح لوكالة نون الخبرية ان" في المنطقة التي يشيد بها مقام التل الزينية يوجد شاخص وشاهد معروفا يتعلق بمعركة الطف الخالدة لم تكن الاضواء مسلطة عليه سابقا ولا تعرفه الاجيال الحالية، وهو مقام "الفسطاط" او ما يسمى بخيمة الحرب التي كان الامام الحسين (عليه السلام) يقود المعركة منها، وهي تقع خلف مقام التل الزينبي وسابقا كانت موجودة على شكل جامع صغير، وقمنا في المشروع الحديث الذي ينفذ حاليا باحيائها وربطها بمقام التل الزينبي من الجهة الغربية، وستتميز بتفصيلة معمارية مختلفة عن باقي المشروع حيث سيحتوي على قبة خاصة لا تشبه القبة التقليدية المتعارف عليها، وسيكون نمط وشكل القبة مشابه للخيمة تحاكي بتصميمها والوانها الخيمة من الخارج والداخل، وقد وصلنا الى مرحلة الانهاءات والاكمال في داخل الخيمة".
اسماء الشهداء
وبين عدنان ان" من ضمن تصاميم الفسطاط كتابة اسماء اصحاب الامام الحسين (عليه السلام) الذين استشهدوا معه في معركة الطف والبالغ عددهم (72) وذكروا في الروايات، وفيه تصاميم تعطي للناظر ان هذا المكان أثري وعبادي مقدس، والخيمة مرتبطة بالتل الزينبي ويستطيع الزائر الانتقال من داخل مقام التل الى الخيمة، وكان اعداد التصاميم بشكل اساسي من الدكتور الايراني "خان محمـدي" الاستشاري الخبير والمختص بالعمارة الاسلامية، لكن ليس بمعزل عن قسم المشاريع الهندسية في العتبة الحسينية الذي توجد فيه السيطرة والتقييم المستمر على التصاميم، فضلا عن الاشراف المباشر للمتولي الشرعي للعتبة الحسينية الشيخ عبد المهدي الكربلائي الذي يطلع بصورة دائمة على جميع التصاميم المراد اعتمادها وتنفيذها في المشاريع، ومنها توضع المقترحات والتعديلات ليخرج التصميم بشكل يلائم المسلمين والشيعة بشكل عام ويلائم هوية مدينة كربلاء المقدسة وحرم الامام الحسين (عليه السلام) بشكل خاص".
خيمة الحرب
من جانبه اشار المؤرخ سعيد رشيد زميزم في حديثه مع وكالة نون الخبرية الى ان" العشرات من المصادر المعتبرة والمعتمدة لدى المكتبة العربية الاسلامية ذكرت ان ما جرى بعد فشل المفاوضات التي جرت بين اللعين عمر بن سعد والامام الحسين (عليه السلام)، وقد جاء ابي عبد الله في اليوم التاسع من شهر محرم الحرام وجمع اصحابه وابلغهم بما سيجري في العاشر من المحرم والقتل الحتمي الذي سيصيب الجميع، وانهم في "حل من بيعته" وان يتخذوا من الليل جملا ليغادروا، وكانت اجابتهم قاطعة برفض تركه والبقاء معه ونيل الشهادة، وبعد انشغالهم في الليل بالصلاة والدعاء وقراءة القرآن امر الحسين (عليه السلام) اصحابه بنصب خيمة "الفسطاط" التي كانت واسعة وكبيرة، وجاء بعد نصبها وهو يحمل "جفنة" اي علبة مملوءة بعطر المسك وقام بتعطير الخيمة واكمل اصحابه تعطيرها، وعند صباح العاشر وبدأ المعركة وكما تذكر الكتب التاريخية والمقاتل ذلك، كان كل من يستشهد من اصحاب الحسين (عليه السلام) ينقل الى تلك الخيمة".
موقع الخيمة
واضاف زميزم ان " موقع الخيمة كان بالقرب من المخيم الحسيني حتى لا يصيب النساء والعيال الذعر والخوف مما يجري في المعركة، وكانت ايضا هي خيمة قيادة الحسين لمعركة الطف، ومنذ عقود طويلة مضت كان موقعها مسجدا صغيرا خلف التل الزينبي، واصبح هذا المكان مقدسا بعد انتهاء الحرب وتشييد المدينة وظهور مدينة كربلاء المقدسة، وكان مراجع الدين في مدينتي كربلاء المقدسة والنجف الاشرف يحرصون على الحضور عصر يوم كربلاء المقدسة للصلاة فيه، ولم يحظى باهتمام اعلامي واصبح مجهولا، حتى قدمت دراسة الى المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي، وبعد البحث والتدقيق ودراسة المصادر المعتبرة اتخذ قرارا باعادة احياء خيمة الحرب "الفسطاط" واضيفت الى مشروع صحن العقيلة زينب (عليها السلام) واصبح موقعها خلف مقام التل الزينبي وبجانب بناية متحف الامام الحسين الجديدة وتشيد بتصاميم معمارية راقية".
المصادر التاريخية
واوضح "زميزم" ان هناك من يتساءل عن موثوقية هذا المكان والمصادر التاريخية التي اعتمد عليها وهو تساءل مشروع والاجابة عليه ان": المصادر التاريخية التي ورد ذكر تلك الخيمة وموقعها جاءت في "موسوعة البحار" للعلامة المجلسي في الجزء (44) الصفحة (394)، و"اللهوف في قتلى الطفوف" الصفحة (154)، و"موسوعة كربلاء" للدكتور لبيب بيضون في الجزء الاول الصفحة (657)، و"لواعج الاشجان" للعاملي الصفحة (126)، و"دائرة المعارف الشيعية" لمؤلفها حسين الاعلمي في الصفحة (171) من الجزء (15)، و"معراج البطولة" للسيد خضر الموسوي في الصفحة (126)، و"مقتل الحسين" لمؤلفه زهير الحكيم الصفحة (420)، و"تاريخ الطبري" في الصفحة (318) من الجزء الثالث، و"الكامل لابن الاثير" في الصفحة (417) بالجزء الثالث، و"انساب الاشراف" للبلاذري الجزء الثالث في الصفحة (396)، و"البداية والنهاية" لابن كثير في الصفحة (178) من الجزء الاول، وهناك الكثيرة من المصادر الاخرى المعتمدة".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- فاطمة عند الامام الحسين :حاصرتها الامراض والصواريخ والقنابل.. العتبة الحسينية تتبنى علاج الطفلة اللبنانية العليلة "فاطمة "
- العتبة الحسينية اقامت له مجلس عزاء :ام لبنانية تلقت نبأ استشهاد ولدها بعد وصولها الى كربلاء المقدسة
- بركات الامام الحسين وصلت الى غزة ولبنان :العتبة الحسينية مثلت العراق انسانيا(تقرير مصور)