تواجه بحيرة الحبانية التي تعد من أهم المعالم الطبيعية في العراق، خطر الجفاف على نحو متزايد.
وتأتي هذه الأزمة نتيجة لتغير المناخ وانخفاض معدلات هطول الأمطار، بالإضافة إلى تأثير الأنشطة البشرية مثل الاستخدام المفرط للمياه في الزراعة والصناعة.
ويُحذر الخبراء من أن استمرار هذه الظروف قد يؤدي إلى تداعيات بيئية واقتصادية خطيرة على المنطقة، بما في ذلك فقدان التنوع البيولوجي والتأثير السلبي في المجتمعات المحلية التي تعتمد على البحيرة كمصدر رئيسي للمياه.
وحذر عضو مجلس محافظة الانبار عدنان الكبيسي، من مغبة عدم معالجة ظاهرة الجفاف لعدد من البحيرات في المحافظة.
وقال الكبيسي، إن "حكومة الأنبار المحلية دعت الحكومة المركزية إلى التدخل العاجل لمعالجة ظاهرة الجفاف التي ضربت بحيرة الحبانية التي تحول معلمها السياحي إلى أرض جرداء، فضلا عن انخفاض مناسيب بحيرة الثرثار وسد حديثة غربي الأنبار".
وأردف، أن"المحافظة دخلت بأزمة جفاف لم تشهدها منذ أكثر من 12 عاما، حيث ان سكان المناطق القريبة من بحيرة الحبانية التي يقطنها أكثر من 10 آلاف نسمة مهددون بالنزوح من مناطقهم بعد ان توقفت محطات ضخ المياه إلى الأحياء السكنية بالإضافة إلى انهيار الزراعة والثروة السمكية وتوقف شبه تام للحياة في تلك المناطق".
من جانبه، قال عضو لجنة الزراعة والمياه النيابية ثائر مخيف، إن "استمرار أزمة الجفاف في العراق وتفاقمها دون أي حلول سريعة".
وأردف، أن أزمة الجفاف في العراق ما زالت تشكل خطرا وتهديدا حقيقيا، وبدأت تتفاقم يوما بعد يوم دون وجود حلول سريعة”، مبينا ان “الصيف المقبل سيكون الأخطر في تاريخ العراق".
وطالب عضو اللجنة "الحكومة بالتحرك سريعاً نحو الجانب التركي لضمان حصول العراق على حصته المائية العادلة وعدم الخضوع لمتطلبات تركيا التي جعلت العراق يعاني كثيرا"، مشيراً إلى أن "تركيا غير ملتزمة بالاتفاقيات المائية مع العراق حتى الآن".
وتابع، أن "تطمينات وزارة الموارد المائية غير صحيحة، وعليها التحرك وفق الأطر القانونية لضمان حل هذا الأزمة لما لها من تداعيات خطيرة على مختلف المستويات".
وفي منتصف مارس/آذار 2023، أعلنت وزارة الزراعة العراقية خروج نحو نصف الأراضي الزراعية في عموم مدن البلاد من الإنتاج، نتيجة الجفاف الذي ضرب البلاد بين سنوات 2020 و2023، بسبب تراجع مناسيب نهري دجلة والفرات وشحّ الأمطار، وهو ما عطّل استغلال 27 مليون دونم زراعي.
ووفقا لتوقعات "مؤشر الإجهاد المائي" لعام 2019 فإن العراق سيكون أرضاً بلا أنهار بحلول عام 2040، ولن تصل مياه النهرين إلى المصب النهائي في الخليج العربي.
ومؤشر الإجهاد المائي Water Stress Index هو مقياس لندرة كمية المياه العذبة المتجددة المتوفرة لكل شخص في كل عام من إجمالي الموارد المائية المتاحة لسكان المنطقة.
يبلغ إجمالي معدل الاستهلاك لكافة الاحتياجات -كحد أدنى- في العراق نحو 53 مليار متر مكعب سنوياً، بينما يحتاج العراق إلى 70 مليار متر مكعب لتلبية احتياجاته.
وتقدر كمية مياه الأنهار في المواسم الجيدة بنحو 77 مليار متر مكعب، وفي مواسم الجفاف نحو 44 مليار متر مكعب.
متابعات
أقرأ ايضاً
- المالكي: إصدار مذكرات اعتقال نتنياهو خطوة مهمة على طريق العدالة
- الجماهير العراقية تتصدر الحضور الجماهيري في تصفيات كأس العالم
- رئيس الجمهورية: العراق قدم خطوات كبيرة في مجال الخدمات والامن