أكد الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة، اليوم الأربعاء، أن الدعوات النبيلة والصادقة للشعب الفلسطيني من قبل المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف تعكس دورها القيادي كمرجعية دينية عالمية، وتؤكد دورها كصوت للعدالة الإنسانية في العالم الإسلامي والإنساني وتمثل دعوة عالمية للضمير الإنساني للتحرك وبذلك وضعت القضية الفلسطينية في قلب العالم وطالبت المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته.
وتنشر وكالة نون الخبرية في ادناه نص كلمة الأستاذ حسن رشيد جواد العبايجي التي القاها خلال انطلاق فعاليات المؤتمر العلمي الدولي الثامن لزيارة الأربعين:
لقد انتصرت نهضة الامام الحسين (عليه السلام) في اليوم الأول من معركة الطف الخالدة لأنها ضد الباطل ورفضا للذل والخنوع والاستسلام فانتصر الدم على السيف وانتصرت رسالة الإسلام فأصبح الإسلام محمدي الوجود وحسين البقاء وبقيت أصداء هذه الملحمة ١٤٠٠ عام ولا يمحى ذكرها، واستمر حمل مشعل الامام الحسين (عليه السلام) لمسيرة الاربعين بحملة اعلامية كبيرة قادها ولده الامام زين العابدين (عليه السلام) واخته العقيلة زينب (عليها السلام) في محطات جهادية كبيرة وكثيرة أمام السلطة الأموية الطاغية والجائرة وأذنابها فكانت كلمة حق أمام سلطان جائر وباغي فضحت فيه الانحراف والطغيان والفساد الأموي كما أن زيارة الأربعين تعكس جانبا من الصور المأساوية وتثير الاحزان بما تعرض إليه البيت الرسول محمد (صلى الله عليه واله) من ظلم وجور وابادة جماعية على يد أبناء الطلقاء والادعياء وتمثل عبرة وعبرة لكل من له بصيرة وموقف انساني نبيل لنصرة الحق والوقوف بوجه الظلم والظالمين، فأصبحت نهضة الامام (عليه السلام) عالمية بمعنى الكلمة وتعاطفت معها العقول والقلوب شعوبا وقبائل ورؤساء ومفكرين من مختلف الاديان والقوميات في مشارق الأرض ومغاربها لأنها ثورة الحق ضد الباطل والظلم والجور وهذا ما كان يقصده الامام (عليه السلام) حين قال (لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا أنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي أريد أن أمر بالمعروف وأنهى عن المنكر) وقد نجح في نهضته المباركة هذه لان المسلمين وغير المسلمين الذين ينتصرون للحق والإنسانية يجتمعون في كل عام في موضع قبلة الاحراء وقلعة الثوار عند مثوى القداسة والطهر لقبر أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) ويبكون شهداء العدالة والحرية والحق ويلعنون أمية وأل أمية وآل زياد ومروان وأتباعهم.
لذلك يتسابق الموالون والمحبون لزيارة الامام الحسين (عليه السلام) لان له فضل كبير على سائر الأمم والقوميات من المسلمين وغير المسلمين فهو الذي سن الثورات ضد الطغاة والظالمين ولكي لا تهدأ جذوة هذه النهضة العظيمة للأمام الحسين (عليه السلام) تجتمع اليوم كل الاجناس والألوان والقوميات وبمختلف اللغات كلهم ينادون بكلمه لا تختلف في لفظها ولا معناها ويخرجون بمسيرات منظمة وينادون بلوعة وحرقة (يا حسين) وقد شملت جل بقاع الأرض من إلى أقصى الشمال إلى قصى الجنوب ويختلط شرقي الارض بغربيها بأصوات تمتزج بالعبرات الحزينة (أبد والله لا ننسى حسينا) رافعين الشعارات والهتافات التي تقرأ فيها المظلومية، وفي نفس الوقت تمتزج فيها معاني الثورة ضد الظلم والطغيان وما جموع الوالهين بحب محمد واله بهذه المسيرات المليونية إلى قبلة الحرية والفداء الا تلبية لذلك النداء ولنصرته الذي دعى بها الامام الحسين (عليه السلام) هل من ناصر ينصرنا وهل من موحد يخاف الله فينا وهل من مغيث يرجو الله في أغاثتنا) واليوم يصدح الاشقاء الفلسطينيين بنداء الأقصى وبنفس نداء الامام الحسين (عليه السلام) ويقدمون صورا جهادية وبطولية عظيمة مستلهمة من المبادئ الحسينية وقيمها ويفجرون بركان ثورتهم ونهضتهم ومقاومتهم، بوجه المحتلين الصهاينة ومتحدين كل الظروف والألم والماسي والحصار والجوع والتشريد والابادة الجماعية برفضهم للذل والهوان والاستسلام مجسدين صرخة الامام الحسين (عليه السلام) وكأنهم يرددون صوت الحسين (عليه السلام) (والله لا أعطيكم بيدي اعطاء الذليل ولا أفر قرار العبيد وهيهات منا الذلة يأبي الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وحجور طهرت ونفوس أبيه وأنوف حمية من أن تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام) ونحن من هذا المنبر الحسيني نشاركهم بقلوبنا وأنفسنا هذه الصرخة الحسينية مستلهمين من ثورة الامام الحسين (عليه السلام) مناراً ونبراساً في ادامة قيم التضحية والإباء وعدم الخضوع والاستكانة للظلم والطغيان والثبات والتصدي لكل الأنظمة العالمية المتجبرة لاسيما هذا الكيان الصهيوني المتوحش كما وصفه الاب الروحي سماحة آية الله العظمى السيد على الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف) قائد المسيرة والنهضة الإنسانية وصوت الحكمة والرحمة والمنارة التي تهتدي بها الأمم لتقف بوجه التحديات الكبرى من عواصف البغي والطغيان وهذا ما تجلى بوضوح في البيان الأخير حول المجزرة الوحشية التي ارتكبها جيش الاحتلال في قطاع غزة في مدرسة التابعين التي تؤي المشردين والنازحين مدافعا عن المظلومين وناطقا باسم الضمير الإنساني الذي يرفض الصمت أمام جرائم ترتكب بحق الأبرياء وقد وصف ذلك العدوان الاثم بأنها جرائم نكراء نفذتها وحوش بشرية تعكس روحه الإنسانية التي تفيض الما على ما يحدث في غزة وتدعوا العالم بأسره للتصدي لهذا التوحش الفظيع وكذلك الدعم غير المحدود الذي يحظى به هذا الكيان من بعض الدول الغربية الظالمة التي تستخدم المعايير المزدوجة في التعامل مع القضايا الإنسانية المنافية والمعادية لحقوق الانسان لتحقيق مصالحها على حساب الشعوب المستضعفة كما دعى الى التكاتف والتلاحم بين الشعوب الإسلامية والإنسانية لبناء جبهة قوية قادرة على التأثير في موازين القوى العالمية التي من شأنه تعزيز الوحدة الإسلامية والانسانية في مواجهة العدو المشترك والظلم الدولي.
أن هذه الدعوات النبيلة والصادقة تعكس الدور القيادي للمرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف كمرجعية دينية عالمية فهذه البيانات تؤكد دور المرجعية الدينية العليا كصوت للعدالة الإنسانية في العالم الإسلامي والإنساني وتمثل دعوة عالمية للضمير الإنساني للتحرك وبذلك وضعت القضية الفلسطينية في قلب العالم وطالبت المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته كما أن هذه البيانات الكبيرة والعظيمة المناهضة لهذا الجبروت والطغيان الصهيوني يعكس التزاما مبدئيا وراسخا بأن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للامة الإسلامية والإنسانية وأن الدفاع عن هذه المظلومية واجب شرعي وأخلاقي وانساني.
ومن هنا فالمطلوب أن يقف الجميع موقف المناصر للحق والدفاع عن المظلومين ونصرة المستضعفين وعدم الوقوف موقف الحياد والخذلان لهؤلاء الذين ترتكب بحقهم أبشع الجرائم من قبل الكيان الصهيوني الغاصب وكل بحسب إمكاناته وموقعه ومن المهم ونحن نعيش أجواء زيارة الأربعين أن نستلهم من هذه المناسبة العالمية العظيمة البطولة والتحمل والصبر والجلادة وهذا ما جسده الشعب الفلسطيني في غزة وهو يمثل روح الثورة الحسينية وامتدادها في الوقت الحاضر ونحن نجد في هذا الشعب المظلوم وهو يتعرض لحملات الإبادة الجماعية من خلال القتل والتشريد والتجويع والحرمان من أبسط حقوق الانسان ممثلا حقيقيا لإرادة الأمة الإسلامية والانسانية ومدافعا عن مقدساتها فهو مثالا فريدا وبطوليا في التحمل والصبر ولم يصدر منه أي فعل يدل على الجزع وفقدان الصبر وهذا هو الامتداد الطبيعي لنهضة الامام الحسين (عليه السلام) في كل عصر وهذا الصمود الأسطوري لشعب غزة والضفة الغربية والإرادة الفولاذية لهذا الشعب المظلوم أذهلت وأبهرت الأعداء والأصدقاء وتمثل نصرا كبيرا للشعب الفلسطيني بعد سبعة عقود من الكفاح والنضال على الرغم من قلة الناصر وخذلان الأقربين الذين ضربت عليهم الذلة والمسكنة ولم يستطيعوا من ادخال قارورة ماء الى هذا الشعب المظلوم بل فرضوا عليه الحصار في كل شيء إرضاءً لأسيادهم.
أقرأ ايضاً
- المرور العامة تعلن إعادة فتح جسر الجادرية أمام حركة سير المركبات من جانب الكرخ
- العتبة الحسينية توسع مساعداتها الإنسانية في مناطق لبنان لتشمل المستشفيات (فيديو)
- المرجعية العليا بالنجف تصل إلى جميع المناطق اللبنانية لتقديم يد العون والمساعدة