سيدات بصريات كبيرات بالسن وقفن في عرض الشارع وفي اجواء الحر اللاهب ينادين على المشاية "تفضل يا زاير ..اشرب البينه يمه...برد كليبك وليدي"، ورغم مجموعة خدمات الاطعام والشراب اللواتي يقدمنها الى "المشاية" الا انهن تميزن بتقديم اللبن الذين يصنعنه من الابقار التي تربيها عائلاتهن، واصبحن بصمة يعرفها جميع الزائرين الذين يقصدونهن ليرووا عطشهم من درجات حرارة عالية.
لبن ووجبات
تقول الخادمة الحسينية "ام كرار" لوكالة نون الخبرية انهن "نصبن موكبهن بعد العام (2003) وزال النظام المقبور ومسيرة الزائرين المهيبة، ونحن من سكنة هذه المنطقة الواقعة على طريق سير الزائرين وتسمى "الشافي" وبيوتنا قريبة جدا، وبدأنا بتقديم الشاي والكعك لاننا نريد فقط اطعام الزائرين والحصول على الاجر والثواب ولم نكن نمتلك خبرة ادارة الموكب، وبعدها قمنا باطعام الزائرين واعداد وجبات طعام كبيرة نطبخها في بيوتنا عن طريق ابنائنا وبناتنا بعد نحر عدد من الذبائح فنقدم التمن والمرق واللحم، ونقدم السياح والقيمر والحليب صباحا، ونطعم الزائرين في الموكب وفي بيوتنا، وكانت الخدمة في بداياتها محصورة بعائلاتنا فقط، ثم توسعت لتصبح باعداد كبيرة من النساء والرجال، وعلى طريق البصرة نقدم خدماتنا لمدة تسعة ايام، ونقدم اللبن خصوصا من الابقار التي نمتلكها باردا للزائرين ليرووا عطشهم في هذه الايام الحارة، ونبقى نقدم اللبن من الصباح الى العاشرة ليلا، ونقوم بصنع (20 ــ 25) كيلوغرام يوميا في بيوتنا ليلا ونضعه في الثلاجات ويوصله اولادنا الى الموكب بسيارتهم مع قوالب الثلج، كما نقدم القيمر والسياح والحليب والبيض، وكذلك في وقت العصر نقدم المعجنات والعصائر والسمبوسة ولفات العروك وزنود الست التي نصنعها في بيوتنا، وفي العشاء نقدم السندويجات والعصائر بخدمة تقدمها حوالي (20) امرأة"، مشيرة الى ان" عمل الموكب صار في محافظتين وتوسعت خدمتنا حتى تمكنا من شراء قطعة ارض على الطريق الرابط بين كربلاء المقدسة والنجف الاشرف وشيدنا عليها موكب خدام فاطمة الزهراء (عليها السلام) لتقديم الخدمة لعشرات الالاف من الزائرين هناك لمدة (20) يوما، ومعي ابني وصديقه الذين يعملون قصابين، ونذبح يوميا عجل".
مشاية وخدمات
بجوار موكبها يقدم موكب آخر الطعام والشراب وفي مقدمته اللبن حيث تقف "ام حميد" مع مجموعة من النساء وتقول لوكالة نون الخبرية ان" موكبنا اطلق خدمته للمشاية عام (2010)، بعد ان شاهدنا مسيرة الزائرين واعدادها تزداد سنة بعد اخرى خاصة ان الكثير من ابناء المحافظات الاخرى يأتون الى البصرة للمسير من ابعد منطقة في العراق الى مرقد ابي عبد الله الحسين (عليه السلام)، مع قلة المواكب والخدمات، واستأذنا من صاحب الارض الذي وافق على الفور واستأجرنا خيمة "جادر" ونصبنا الموكب ونخدم فيه لمدة (11 ــ 12) يوما تشارك حوالي (20) امرأة بالخدمة، وبدأت مع شقيقتي الكبرى بالعمل في الموكب، واعتبرنا ان لدينا مناسبة كبيرة مثل "الفاتحة" ونحرنا ذبائح وقدمنا افخر الوجبات من التمن والمرق واللحم والسمك في الغداء، وفي الصباح القيمر والسياح والحليب، اما في فترة الظهر والعصر فنقدم الفاكهة والمثلجات والمعجنات لكننا نركز على تقديم اللبن الطازج البارد المصنوع من حليب ابقارنا، ولدى "المشاية" رغبة كبيرة في تناول اللبن البارد ليرتوا منه ويكسروا عطشهم وتقوى ابدانهم على السير لمسافات طويلة، ونقوم بصناعة حوالي (25 ــ 30) كيلوغرام من اللبن لتحويله الى عصير، ونقدمه على مدى ساعات يوميا ومعه عصير النومي بصرة والزبيب، ثم نأخذ عدد من الزائرين الذين يريدون المبيت في منازلنا لاطعامهم وتقديم الخدمات لهم، وللنساء بيوت وخدمة خاصة".
قاسم الحلفي ــ البصرة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- من فاكهة التين والبرتقال والموز والليمون والبطيخ : موكب يقدم عصائر طبيعية تطفئ ظمأ "المشاية" في اجواء الحر اللاهبة
- الام خادمة حسينية تعيش بكلى واحدة :عائلة كربلائية من تسعة افراد تدير موكبا حسينيا لخدمة الزائرين
- رغم المرض والشيخوخة "حبوبات" ثمانينيات يطعمن المشاية خبز "السياح" الجنوبي