على طريق الزائرين في البصرة يحمل شاب بصري من اهالي سفوان في كل عام واحدة من اكبر الرايات المرفوعة على طريق المشاية من رأس البيشة في الفاو الى حرم ابي الاحرار الامام الحسين (عليه السلام)، هذا الشاب حمل الراية وعمره سبع سنوات، وما زال منذ ستة عشر عاما يحملها في طريق الزائرين لتبقى خفاقة وتندثر رايات اعداءه.
يتحدث مسؤول الراية "مصطفى سالم" (23 عاما) من اهالي سفوان في محافظة البصرة لوكالة نون الخبرية عن رحلته فيقول ان" مساحة الراية هي (210) مترا، حيث يبلغ عرضها (20) مترا، وطولها (10،5) مترا، وكنت قد خرجت في العام (2008) وعمري حينها سبع سنوات مع والدي براية صغيرة في اول مرة من محافظة النجف الاشرف الى كربلاء المقدسة، وبعدها سرنا من محافظة ذي قار لمسافة (328) كيلومتر الى محافظة كربلاء المقدسة بحجم اكبر من الراية السابقة، وبعدها التحق بي ثلاثة من اصدقائي لنسير بها سوية براية حجمها (150) مترا، وكثر العدد حتى وصلنا الى ما نحن عليه اليوم وعددنا (24) خادم حسيني".
الراية الكبيرة
ويستمر بزيادة حجم الراية في كل عام حتى وصل الى رايته الحالية التي يبلغ حجمها (210) مترا، ويقول " قررت في كل عام اضافة عدد من الامتار الى حجمها مثلا مترا واحد او ثلاثة او خمسة امتار، وهذا العام اضفت لها خمسة امتار ليصل حجمها النهائي الى (210) متر ورفعناها من منطقة رأس البيشة في قضاء الفاو، وطريقة حملها تتضمن الرفع من السارية واتكفل به انا، ويساعدني سبعة من اصدقائي يحملون "السفايف" المربوطة بالراية ليوازنوا السير والسيطرة عليها، وهذا العام خرج معي (14) مساعد مهمتهم مسك حبال "السفايف وموازنة الحمولة والسير، يتناوبون بينهم لحملها بواسط سبعة منهم فقط خلال السير بها، ونضطر الى خفض الراية ولفها في مناطق السيطرات والتفتيش وتيارات الهواء العالي والامطار الشديدة، والغاية من رفع الراية في مسافة تمتد لحوالي (600) متر هو لنصرة الامام الحسين (عليه السلام) لان اعداءه كانوا وما زالوا يردون اسقاط راية الحق ورفع راية الباطل، ولكن هيهات ان يحصل ذلك وللحسين في جميع ارجاء العالم محبين وانصار يقدمون الغالي والنفيس في نصرة القضية الحسينية".
خياط ماهر
وبين ان" حمل الراية يتم عبر مراحل حيث تحمل لمسافة محددة من قضاء الفاو حتى نصل الى مركز محافظة البصرة في ساحة سعد، ونعتمد في صنعها على خياط ماهر في قضاء سفوان وبعد وفاته لجأنا الى اخيه الذي يعمل خياطا ايضا، ويتعاون معنا ويخيط الراية لنا في يوم واحد فقط ويساعده اخيه دون مقابل مادي، وتكلفني خياطتها وشراء القماش (350) الف دينار، وبعد كل عام اجدد الراية ، الا اني قررت عدم التفريط بالراية الحالية والاحتفاظ بها".
قاسم الحلفي ــ البصرة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- فرع كربلاء لتوزيع المنتجات النفطية: الخزين متوفر والمولدات الاهلية تتسلم كامل حصصها من الكاز هذا الشهر
- سجلت نحو (11) الف اخبار : العتبة الحسينية تخطط لادخال احدث نظام تتبع الكتروني لرصد التائهين واعادتهم
- تحول إلى محال تجارية.. حمّام اليهودي في كربلاء (فيديو)