- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
هل العراق مؤهل للعب دور الوسيط الاقليمي ؟
بقلم:عباس الصباغ
بعد ان نجح العراق في لعب دور الوسيط الفاعل في التقارب السعودي / الايراني وتحت اشراف الفاعل الصيني ، وبعد ان انتهج سياسة العقلانية السياسية الهادئة والمتوازنة (لاول مرة) وعدم الانزلاق في متون المحاور والالتفات الى مراعاة المصلحة الوطنية العليا اصبحت السياسة الخارجية العراقية تحظى باحترام كبير من قبل جميع الاطراف الخارجية خاصة الاقليمية ، وصار دوره في السياسة الخارجية يؤخذ بنظر الاعتبار نظرا لدوره الجيوسياسي المهم وحجمه الجغرافي الواقع في قلب الشرق الاوسط والعالم من خلال ربطه بين القارات الثلاث ، والجيبولوتيكي الفاعل والديمغرافي المؤثر وبناءً على تلك المعطيات السياسية يكون العراق مؤهلا ليحظى بدور (الوسيط) في التوازنات الاقليمية في المنطقة، ومنها التقارب التركي/ السوري كما حدث مع التقارب بين العدوين اللدودين والمتخاصمين ايديولوجيا وطائفيا وسياسيا بل والمتعاكسين تاريخيا مزمنا وهما ايران والسعودية ، ومنذ مطلع الثمانينيات من القرن الماضي اي بعد انتصار الثورة الاسلامية بقيادة آية الله الخميني والاطاحة بنظام الشاه الذي لعب دور شرطي الخليج فانتقل هذا الدور تلقائيا وبإشراف امريكا الى السعودية بعد سقوط الشاه ماشكّل تعارضا وتخاصما استراتيجيا مزمنا بين البلدين والجارين الكبيرين وخاصة بعد اندلاع حرب الخليج الاولى بين العراق وايران (1980ـ 1988) ووقوف السعودية المادي واللوجستي في تلك الحرب مع نظام صدام حسين مازاد من حدّة التعارض والعداء بين البلدين السعودية وايران طيلة العقود الاربعة الماضية، الامر الذي جعل من منطقة الخليج العربي وعموم الشرق الاوسط تعيش على صفيح ساخن وفي جو الازمات الحادة باشتعال الحروب المؤدلجة بالوكالة بينهما ، ولكن رغم ذلك قد نجح العراق في لملمة الاحتقان المزمن بين الطرفين وازالة نلك التوترات من خلال الحوار البناء من اجل المنطقة ومنع التدخلات الخارجية فيها ومن البوابة الصينية وبما يتناسب مع المصلحة القومية الصينية العليا ونكاية بأمريكا والغرب . قياسا على هذا الدور في انتهاج السياسة المعتدلة والهادئة واعادة زرع الثقة بالعراق والتي افتقدها العراق منذ عقود اي بعد ان تسلّط حزب البعث على مقدراته ، فانه من الممكن ان يكرر العراق نجاحه الاستراتيجي مع كل من تركيا وسوريا خصوصا بعد نجاح الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس التركي اردوغان الى العراق الشهر الفائت وتمتع العراق بعلاقات طيبة مع كل من تركيا وسوريا الجارين اللذين تربطهما علاقات تاريخية مع العراق . وتأسيسا على ماورد انفا فان نجاح اي دور اقليمي يقوم به العراق سواء في (الوساطة) بين اي طرفين متنازعين في واقع اقليمي متشظٍ ويعيش في متغيرات حادة وصارخة كتداعي حرب غزة واحتمالية توسعها بين الاطراف التي لها علاقة (مقاومة) بهذه الحرب الشعواء لذا يجب تصفير المشاكل الداخلية بين الاطراف والمكونات العراقية العرقية / والاثنية /الحزبية وتنقية المناخ السياسي العراقي ليخرج القرار العراقي قرارا موحدا يعبّر عن دولة مؤسسات محترمة وهو حلم طالما راود الفرد العراقي سواء للداخل ام الخارج ولنحظى بشيء من الاحترام بين الدول
أقرأ ايضاً
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!
- رمزية السنوار ودوره في المعركة