انبثقت قبل (68) عاما لتحيي الشعائر الحسينية في مدينة الطف الكربلائية، فحاربها النظام المقبور وطارد اعضائها وسجن عددا منهم، وفر الباقون الى ايران وسوريا ليفتتحوا فروعا لها في مديني قم المقدسة وريف دمشق عند السيدة زينب (عليها السلام)، ولم تتوقف خدماتهم عند العزاء الحسيني فافتتحوا مؤسسات لدعم الايتام والفقراء وتزويج المتعففين، واسسوا حوزة دينية نسوية، ثم عادوا بعد زوال الدكتاتور ليقدموا خدمات باضعاف ما كانوا يقدمون سابقا.
وقال عضو الهيئة حسنين عابدين في تصريح لوكالة نون الخبرية ان" الهيئة أسست في العام (1956) في منطقة المخيم داخل مدينة كربلاء المقدسة، وكانت انطلاقتها لخدمة عزاء "شامة غريبون" التي تعني بالفارسية ليلة الوحشة، وعزاء حرق الخيام وتقديم وجبات الطعام للمعزين، وكان من الرعيل الاول لمؤسسي الهيئة بيت "ابو دكة"، وبيت "الشيخ هادي الكتبي"، وبيت "الهندي" ومجموعة من اهالي كربلاء الاخيار، والمؤسس الاول لها السيد "محمـد الشيرازي" ويقيمون العزاء من الاول من شهر محرم الحرام الى اربعينية الامام الحسين (عليه السلام) بالمحاضرات الدينية ومواكب العزاء وتقديم الطعام".
واضاف ان" انعطافة كبيرة حصلت للهيئة بعد ان منع النظام المقبور اقامة الشعائر وطارد محبي اهل البيت وسجن بعضهم واعدم آخرين، ما اضطر اعداد من اعضاء الهيئة للفرار من العراق، ولكنهم لم يتركوا شعائر الحسين فقام من هاجر الى ايران بتأسيس فرع لها في مدينة قم المقدسة وباشرت في مطلع العقد الثمانيني باقامة المجالس الحسينية ومواكب اللطم والزنجيل والتطبير وافتتحوا مؤسسة خيرية لكفالة الايتام وافتتحوا ايضا مستوصف خيري لعلاج الفقراء والمحتاجين واحتضنت جميع الكربلائيين والغرباء الهاربين من بطش الطاغية المقبور، واسس آخرون ممن لجأوا الى سوريا فرعا للهيئة في نهاية العقد التسعيني في منطقة "السيدة زينب"، لتستمر باحياء الشعائر الحسينية واقامة العزاء، وافتتحت حوزة دينية للنساء وكان لها دور مؤثر جدا في احياء الشعائر الحسينية هناك لغاية زوال نظام الطاغية المقبور".
واوضح عابدين ان" من بقي في كربلاء ولم يستطيعوا الهرب من بطش النظام لم يتخلون عن الشعائر الحسينية وجدوا واجتهدوا رغم المنع واساليب البطش الصدامي، فكانوا يقيمون العزاء على نطاق ضيق جدا ويطعمون المعزين فقط وبعض البيوت القريبة، ويخدمون الزائرين القادمين من مختلف المحافظات في شهري محرم وصفر، ورغم تعرض الكثير منهم الى السجن والاعتقال الا انهم جبلوا على التضحية بانفسهم وعيالهم واخذوا من القضية الحسينية العبرة والعبرة".
ولفت الى ان "الهيئة عادت مرة اخرى الى كربلاء المقدسة في العام (2004) واتخذت مقرا لها في شارع قبلة الامام الحسين (عليه السلام)، وباشرت بتقديم مختلف الخدمات من محاضرات دينية ومواكب لطم وزنجيل وتطبير وعرض تشابيه، ولم تقتصر على هيئة تقيم شعائر حسينية بل اصبحت فيها اقسام لرعاية الايتام، وآخر لتزويج الفقراء والمتعففين، وانشاء فيها صندوق "قرضه حسنة" للصدقات، وتوزيع اكثر من (180) شاحنة ماء على المواكب داخل كربلاء المقدسة، وتوزيع مواد غذائية ولدينا مطبخ مركزي يوزع الطعام طيلة ايام العزاء في محرم وصفر، كما شيدت الهيئة "حسينية" في شارع الروضتين مفتوحة ابوابها على مدار السنة وتقام فيها المجالس الحسينية والعزاء وتوفر المبيت للزائرين وتطعمهم، وفي هذا العام باشرنا منذ الاول من محرم الحرام باقامة مجالس العزاء وتسيير مواكب الزنجيل وتقديم ثلاث وجبات طعام للزائرين مع العصائر والمثلجات والفاكهة، ونحن نعمل بوصية آبائنا واجدادنا ومفادها "ان من يسكن كربلاء المقدسة لابد ان يخدم زوار الحسين" ونعتبره واجب شرعي في اعناقنا توارثناه من اسلافنا وسنعلمه لابنائنا".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- توجيه للسوداني قد يجد لها حلا :مناطق البستنة في كربلاء يعجز الجميع عن بناء مدارس لابنائها الطلبة فيها
- الفساد يقضي على هور الصليبيات جنوبي العراق
- آلاف الشركات الوهمية بالعراق مسجلة بأسماء "مغفلين" تهرباً من الضريبة