مشهد متكرر لحوادث الطرق التي تحصد أرواح المواطنين على مختلف الطرق في العراق، أما "طريق الموت" الطريق الرابط بين غرب الأنبار ومركز المحافظة مدينة الرمادي فله الحصة الأكبر منها، وعلى مدار السنوات الماضية لم تتم معالجة هذه الحالة على الرغم من الموازنات السنوية "الانفجارية".
وخلال أيام عيد الفطر الماضي، حصلت خمسة حوادث سير على "طريق الموت" أسفرت عن العديد من الضحايا، فيما تشير إحصائيات غير رسمية إلى أنه منذ مطلع العام الحالي لقي أكثر من 40 شخصاً مصرعهم في حوادث متفرقة على الطريق الرابط بين الرمادي وغرب الأنبار.
ويقول الناشط المدني في الأنبار سيف الخنفر، إن “مشكلة طريق غرب الأنبار واحدة من أكبر المشاكل التي يواجهها سكان مدن غرب المحافظة، فمنذ تحرير الأنبار وسكان تلك المناطق يتعرضون بشكل أسبوعي لحوادث دهس مميتة، يقع ضحيتها العشرات شهريا”.
ويضيف أن “هناك تقصير واضح من الحكومة المحلية في المحافظة، وعدم اهتمام بأرواح المواطنين، وإلا لماذا لم يتم إدراج توسعة الطريق ضمن المشاريع الخدمية بكل الموازنات المتعاقبة التي بلغت تريليونات الدنانير”.
ويتابع “هناك تهميش وإقصاء واضح لتلك المناطق من قبل الحزب الحاكم في المحافظة (حزب تقدم بزعامة محمد الحلبوسي)، فهناك شخصيات سياسة متنفذة معارضة لنهجهم في مناطق غرب الأنبار، وأيضا، الفساد وهو واحد من أهم الأسباب التي جعلت من هكذا مشاريع تخطف أرواح الناس بعيدا عن خطط المسؤولين في الأنبار”.
ولا يكاد يمر يوم، إلا ويحصل حادث يتسبب بسقوط ضحايا أغلبهم من طلبة الجامعات أو المنتسبين الأمنيين والموظفين، لكون هذا الطريق هو الممر الوحيد لسكان المنطقة الغربية من أقضية القائم، والرمانة، وراوة، وعانه، وحديثة، وهيت إلى مدينة الرمادي والعاصمة بغداد، وباقي مناطق العراق.
من جانبه، يؤكد مدير مرور الأنبار العميد عامر شرقي، أن “محافظ الأنبار وجه بتشكيل لجنة لمعرفة أسباب تكرار الحوادث على الطريق الرابط بين الرمادي وأقضية المنطقة الغربية بشكل شبه يومي”.
ويشير إلى أن “تشخيصنا لتكرار الحوادث هو أنها تقع في المنطقة الممتدة بين حديثة وهيت، كون الطريق الرابط بين المنطقتين هو بممر واحد، لوجود أعمال تأهيل وتوسعة بحدود 32 كيلومترا”.
ويتابع “مديرية المرور وضعت علامات مرورية ونصائح وتحذيرات، ولكن بعض السائقين عندما يكمل المسافة يتحول إلى الممر الآخر الذي هو قيد الإنشاء ويجتاز بسرعة ويتفاجئ بوجود سيارة مقابله وهذا السبب الرئيسي وراء زيادة الحوادث”.
ويبين شرقي أن “الطريق الرابط من الرمادي إلى القائم في مراحل الإنجاز، حيث تم توسعته من الرمادي إلى هيت، بطول 60 كيلومترا، وتم توسعته من حديثة إلى القائم أيضا إلى ممرين، وهذه المناطق لا تحصل فيها أي حوادث”.
ويشير إلى أن “المنطقة التي تحصل فيها الحوادث هي ما بين هيت وحديثة، ولذلك اتفقنا مع قيادة عمليات الجزيرة والبادية على نشر مفارز من المرور والجيش وتكثيف رجال المرور في هذه المنطقة لمنع تكرار حوادث الموت اليومية”.
وسبق وأن طالب محافظ الأنبار السابق علي فرحان الدليمي ونائبه الفني، بالإسراع بتأهيل الطريق الرابط بين غرب الأنبار مع شرقها لأهميته الحيوية، وللحفاظ على أرواح المواطنين وتجنب الحوادث اليومية التي أصبحت مخيفة ومروعة وأخرها راح ضحيته تسعة أشخاص بحادث سير بين البغدادي وحديثة.
إلى ذلك، يوضح مدير طرق وجسور الأنبار وسام العميد، أن “مراحل تأهيل طريق غرب الأنبار وصلت إلى النهاية، ولم يتبق سوى المنطقة الممتدة بين حديثة وهيت، ونتوقع إكمالها في مطلع شهر كانون الأول ديسمبر من العام الحالي”.
ويردف “اتفقا مع الجهة المنفذة للمشروع وقيادة عمليات الجزيرة والبادية على حلٍ مؤقت يتمثل بشق الجزرة الوسطية على طول الطريق الذي يشهد صيانة، وتكثيف العلامات المرورية، ومنع مرور السائقين في الطريق الذي هو قيد الإنشاء بصورة نهائية”.
وينبه إلى أن “تأخر إكمال هذا الطريق في المنطقة الممتدة بين هيت وحديثة بسبب أن هذه المنطقة تقع على جانبيها منازل وممتلكات للمواطنين وأيضا يقع على الجانب الآخر نهر الفرات، وبالتالي نحتاج لجهد ووقت أكبر لإكمال الإنجاز”.
ويلوم العميد “سائقي السيارات الذين يقودون مركباتهم بطريقة جنونية وسرعة فائقة تتجاوز الحد المعقول، وبالتالي فأن أغلب الحوادث المرورية تكون مميتة”.
ولا تنفرد الأنبار بهذه الظاهرة فـ”طرق الموت” موجودة في جميع المحافظات العراقية من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، وتحصد يوميا عشرات الضحايا والمصابين من دون أن تتم معالجة هذه المشكلة.
بدروه يؤكد أسامة محمد، سائق حافلة صغيرة “كيا ستاركس” لنقل الركاب من قضاء حديثة إلى الرمادي، أن “العلامات المرورية الموجودة على الطريق قليلة، كما يجب منع سائقي الشاحنات الذين يودون الذهاب إلى سوريا أو العكس من استخدام هذا الطريق، وإجبارهم على استخدام الطريق السريع، كون وجودهم في شارع ضيق يتسبب بحوادث عديدة”.
ويصف دور مرور الأنبار بأنه “ضعيف، كون هناك بعض السائقين يقودون سياراتهم بطرق جنونية ولا تتم محاسبتهم ما يؤدي بالنتيجة إلى حوادث سير مميتة”.
وكان قائممقام الرمادي إبراهيم العوسج قد قال في تصريح سابق إن الطرق الخارجية للمحافظة طويلة وذات مسافات بعيدة وتحتاج إلى ميزانية المحافظة لمدة خمس سنوات من أجل القيام بتأهيلها، إذ تتجاوز مسافتها 600 كم، مبينا أنه في حال المباشرة بهذه الطرق على نفقة المحافظة، فإنها لن تكون قادرة على إنشاء مشروع واحد، نتيجة قلة التخصيصات المالية.
ودعا العوسج، وزارة البلديات والأشغال العامة إلى التدخل وتأهيل هذه الطرق، كون ذلك من أساس عملها، مضيفاً أن طريق الرمادي، هيت، عنة، راوة، القائم، واحد من أهم الطرق الإستراتيجية من ناحية النقل البري ونقل الأشخاص، وتمت مباشرة العمل به وعلى مراحل، إذ تمت تسميته بطريق الموت لكثرة الحوادث عليه.
المصدر: صحيفة العالم الجديد
أقرأ ايضاً
- البرلمان "غاضب" والحكومة صامتة.. من يوقف الزحف التركي؟
- من يوقف تهريب الأدوية الى العراق؟
- رخصة القيادة بالعراق.. "رشاوى زهيدة" تحصد حياة المئات سنويا